ينشر موقع CNN بالعربية مقابلات وحوارات خاصة مع أعلام الرياضة العرب، يتحدثون فيها عن همومهم وطموحاتهم، بالإضافة إلى أبرز القضايا على الساحة الرياضية. وتجدر الإشارة إلى أن الموقع غير مسؤول عن الآراء الواردة في المقابلات.

القاهرة، مصر (CNN)-- أكد رئيس لجنة الحكام المصرية محمد حسام، أنه سيعتذر عن الإستمرار في رئاسته للجنة التحكيم بعد نهاية الموسم الحالي، مؤكدا رضاه عن عمله في إدارة اللجنة على مدار موسمين، بعد الهجوم الشديد الذي تعرض له التحكيم المصري في الأونة الأخيرة.

وقال حسام في مقابلة مع CNN بالعربية إن التحكيم المصري "ليس أقل من مستوى لعبة كرة القدم كما يدعي البعض،" بل رأى أن "مستواه يفوق مستوى الكرة المصرية بدليل مشاركته في بطولة كأس العالم بإستمرار منذ عام 1990، في الوقت الذي غاب فيه منتخب مصر عن المونديال منذ ذلك الوقت."

واعترف رئيس لجنة الحكام بأن التحكيم هو الأضعف في منظومة كرة القدم المصرية مقارنة بسطوة الأندية، ولكنه رفض النيل من سمعة الحكام الذين هددوا بالإمتناع عن المشاركة في مباريات الدوري العام، وتاليا نص الحوار:   

ما أسباب الهجوم الشديد الي تعرض له التحيكم المصري في الفترة الأخيرة؟

شكاوى التحكيم موجودة في كل أنحاء العالم وهذا أمر طبيعي وجزء من متعة كرة القدم، ولكن الهجوم على التحكيم المصري زاد عن الحد في الأسابيع الأخيرة مع إقتراب بطولة الدوري من نهايتها، خاصة وأن كل فريق يتعرض للخسارة لا يجد سوى الحكام ليعلق عليهم هزيمته.

ولكن هناك اتهامات بفساد بعض الحكام؟

سمعة الحكم أهم لديه من 500 فريق، ولا يوجد حكم يعرض سمعته للقيل والقال من أجل ناد، وما قيل من إتهامات لبعض الحكام غير صحيح بالمرة، وبعض الأندية إتهمت حكاما بإتهامات باطلة، وهو أمر غير مقبول، لاسيما وأن التحكيم المصري له سمعته في المحافل الإقليمية والدولية.

البعض يرى إنك تدافع عن الحكام دائما بصرف النظرعن أخطائهم؟

أخطاء الحكام موجودة في كل ملاعب كرة القدم، والشواهد كثيرة بل أن بعضها منح فرنسا بطاقة التأهل لنهائيات كأس العالم على حساب منتخب أيرلندا، ولم تحدث الضجة التي حدثت في الملاعب المصرية في الأونة الأخيرة، كما أن من واجبي الدفاع عن حكامي ولا أتركهم عرضه للنيل منهم بلا مبرر مقبول، وعندما تكون هناك أخطاء فإننا نشرحها للحكام، ونعاقبهم أيضا.

ولكن لم يسمع أحد بعقوبات الحكام؟

عقوبات الحكام غير معلنة للحفاظ على هيبتهم، فلا يمكن أن نخرج للرأي العام ونعلن عقوبة أي حكم حتى لا  تؤثر على صورته أمام الجماهير والأندية.

كيف كان حال التحكيم قبل رئاستك للجنة؟

لا أستطيع أن أقيم عملي وأترك هذا الأمر للآخرين، ولكن قبل قدومي للجنة الحكام كانت هناك شكاو عديدة من التحكيم، وأرى أن هذه الشكاوي قلت كثيرا الآن، بصرف النظر عن الهجوم الضاري الذي تعرض له التحكيم في الفترة الأخيرة، فلا يمكن أن ننسى الإشادة بالحكام طوال الموسمين الماضي والحالي لمجرد الهجوم الذي حدث مؤخرا.

ما رأيك في طلب عدد من الأندية الاستعانة بحكام أجانب؟

الأندية طلبت حكاما أجانب في صفحات الصحف وشاشات التليفزيون فقط، ولم يصل طلب رسمي للإستعانة بحكام أجانب سوى طلب نادي الجونة في مباراته مع غزل المحلة في الجولة السادسة والعشرين نظرا لحساسية موقف الفريقين في جدول المسابقة، أما باقي الأندية فلم تطلب حكاما أجانب، وهو ما يؤكد ثقة تلك الأندية في الحكام المصريين.

ألا ترى أن طلب الحكام الأجانب لإدارة مباريات الدوري العام يؤثر على سمعة التحكيم المصري؟

ليس فيه ما يعيب الحكم المصري، خاصة وأنها ليست موضة جديدة، بل أن الكرة المصرية عرفت الحكام الأجانب منذ ستينيات القرن الماضي، وللأسف الشديد فالحكم المصري مقهور في بلده. 

لماذا يرى البعض أن مستوى التحكيم المصري أقل من مستوى الكرة المصرية؟

هذا قول باطل، فالحكام المصريين من أفضل الحكام على مستوى العالم، بل أن مستوى حكامنا أفضل من مستوى الكرة المصرية بدليل أن التحكيم المصري يشارك في بطولة كأس العالم بإستمرار منذ عام 1990، في الوقت الذي لم يشارك منتخب مصر في المونديال منذ 20 عاما، وهذا يؤكد ثقة لجنة التحكيم الدولية في الحكم المصري. 

هل الحكام ضعفاء؟

نحن الطرف الأضعف في منظومة كرة القدم، وهذا هو حال التحكيم في أغلب دول العالم، لأن الأندية خاصة الكبيرة تمتلك أبواقا إعلامية أكبر من الحكام، ولكننا نقول الأن أننا لسنا ضعفاء بالدرجة التي يتصورها البعض وأقول للأندية "إتق شر الحليم إذا غضب."

ماذا فعل الحكام تجاه الهجوم الذي تعرضوا له؟

الحكام أبلغوا إتحاد كرة القدم بعدم مشاركتهم في إدارة مباريات الدوري العام إذا إستمرت حالة الهجوم الذي يتعرضون له، وإذ لم يحم إتحاد الكرة حكامه فلن يستمروا في الوسط الكروي لأنهم ليسوا "الحائط المائل"، وهذه الرسالة تؤكد أن التحكيم ليس ضعيفا، لأن كرة القدم لن تستمر في حال غياب الحكام.    

ما هو المقابل المادي الذي يحصل عليه الحكم المصري في إدارة مباريات الدوري العام الممتاز؟

الحكم يحصل على 600 جنية مصري (109 دولارات) في المباراة الواحدة.

هل هذا المقابل مناسب؟

أعترف أن الحكم المصري لا يحصل على ما يستحق، ولكن ماذا أفعل، ألا يعرف إتحاد الكرة والمجلس القومي للرياضة قيمة المقابل المادي الذي يحصل عليه الحكم المصري الذي يدير بطولة محترفة يحصل فيها اللاعبين على الملايين من الجنيهات، والمقابل المادي الضعيف الذي يحصل عليه الحكم المصري موجود منذ سنوات طويلة، فقد قمت بإدارة لقاء الأهلي والزمالك مقابل عشرة جنيهات وكان مقابلا ضعيفا في وقته.

لماذا لم تطلب زيادة بدل الحكام؟

تقدمت بطلب لمجلس إدارة إتحاد كرة القدم لرفع القيمة التي يحصل عليها الحكم من 600 جنية الى 1000 جنية (180 دولار)، ووعدني رئيس الاتحاد بتنفيذ ذلك في الموسم المقبل.

ما هو الحل لأزمة التحكيم؟

لابد من إقامة ورشة عمل تضم كل الحكام الحاليين والقدامى وإتحاد كرة القدم بعد نهاية الموسم الحالي وتكوين هيئة تضم عدد من الحكام القدامي لإدارة شئون لجنة التحكيم، بحيث لا يكون هناك شخص واحد يقوم بهذه المهمة كما نفعل الآن، على أن تكون هذه الهيئة مستقلة عن الجميع وتتبع إتحاد الكرة إداريا فقط  حتى نحقق للكرة المصرية أهدافها.

هل ستستمر في لجنة الحكام الموسم المقبل؟

لن أستمر في لجنة الحكام بعد نهاية الموسم الحالي، وسنبلغ إتحاد الكرة رغبتنا في الرحيل بعد أن قمنا بواجبنا على مدار ما يقرب من موسمين، ولكن سأكون مستعدا لمساهمة في ورشة التحكيم التي أدعوا لها.