القاهرة، مصر ( CNN)-- طالب رئيس النادي الإسماعيلي نصر أبو الحسن، بضرورة إعادة النظر في قانون الرياضة المصرية الحالي بعد مرور أكثر من 35 عاما على صدوره، لأنه لم يعد مناسبا بعد دخول كرة القدم عصر الاحتراف.
وقال أبو الحسن في مقابلة مع CNN بالعربية، إن الأندية الشعبية تعاني بشدة بسبب عدم وجود موارد مالية مناسبة للصرف على الرياضة، وأنه إذا استمر الحال على ما هو عليه فإن هذه الأندية مهددة بالانقراض، لأنها لن تستطيع الاستمرار بهذا الشكل، وأن كل الأندية الشعبية بما فيها النادي الأهلي تعاني من أزمات مالية طاحنة.
واعترف رئيس النادي الإسماعيلي، بأن النادي معرض لإعلان إفلاسه في أي وقت بسبب ضعف الموارد المالية، وأن مصلحة الضرائب العامة حجزت بالفعل على النادي، وأن الحل الذي توصلت له إدارة النادي مجرد حل مؤقت، ولابد من تدخل رئيس المجلس القومي للرياضة، لحل هذه المعضلة.
وتاليا نص الحوار:
ما حقيقة الأزمة المالية التي يعانيها النادي الإسماعيلي؟
نعم الإسماعيلي يعاني من أزمة مالية طاحنة، وهذا الأمر لا يقتصر على نادي الإسماعيلي فقط، بل أن الأمر طال كل الأندية الشعبية في مصر بما فيهم النادي الأهلي، وهو أكبر الأندية المصرية، بالإضافة إلى نادي الزمالك، الذي اضطر رئيسه للإعلان عن حملة تبرعات لصالح النادي، لأول مرة في تاريخ الأندية المصرية، ولابد وأن يعلم جميع المسؤولين عن الرياضة المصرية، أن الأزمات المالية التي تلاحق الأندية الشعبية ستهدد مستقبل الرياضة في مصر، وأن تلك الأندية مهددة بالانقراض، لذا فلابد من التدخل لإنقاذ الموقف قبل فوات الأوان.
هل تم بالفعل الحجز على النادي الإسماعيلي مؤخرا؟
الحجز لم يتم بالشكل الذي تصوره البعض، وبالفعل أبلغت مصلحة الضرائب العامة البنوك بالحجز على أموال النادي لصالحها بسبب مديونيات النادي عن سنوات سابقة، وليس كما ردد البعض أنها خلال الدورة الحالية لمجلس الإدارة، ولكن نجحنا في حل الأزمة مؤقتا، ولكن الأمر سيتكرر مرة أخرى في أي وقت، فالنادي الإسماعيلي لن يستطيع الاستمرار بهذا الشكل.
أين رجال الأعمال الكبار من أبناء الإسماعيلية؟
الأندية الشعبية الكبيرة مثل الإسماعيلي لا يمكن أن تدار عن طريق تمويل رجال الأعمال، لأنه مؤسسة، ولا يوجد رجال أعمال مهما كانت إمكانياته وقدراته المالية الصرف على مؤسسة كبيرة، لأن هذه الطريقة تعيب النادي، ولابد من إيجاد حلول لتمويل الأندية بطريقة غير تقليدية، فالدولة رفعت يدها تقريبا عن الأندية الكبيرة، في نفس الوقت مازالت تلك الأندية تعامل بقانون الرياضة 77 الصادر منذ أكثر من 35 عاما، فمن بنود هذا القانون " الأندية نفع عام لا تهدف للربح " وهنا نتساءل هل هذا الأمر يصلح لإدارة الرياضة عام 2010، في ظل التكاليف الباهظة التي تتكبدها الأندية لإدارة الرياضة بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص
كرة القدم كما يعلم الجميع أصبحت مكلفة للغاية، فميزانية كرة القدم في النادي الإسماعيلي تتعدي 25 مليون جنية في الموسم، وإيرادات النادي ضعيفة جدا، ولا توازى نصف هذا المبلغ، لذا لابد من رئيس المجلس القومي للرياضة بالتدخل لإيجاد حلول تتفق مع العصر الحالي.
ألا يتحمل رجال الأعمال من أعضاء مجلس الإدارة أي أعباء مالية داخل النادي؟
كما قلت رجل الأعمال لا يمكنه الصرف على النادي طوال الوقت، وحتى لو ساهم رجال الأعمال إن وجدوا، فإن هذه المساهمات تكون محدودة مقارنة بالتكاليف الكبيرة التي يتكلفها فريق كرة القدم وحده.
ألهذا السبب يستغني الإسماعيلي كل موسم عن نجم من نجوم الفريق؟
يحزنني أن مجلس الإدارة يضطر للاستغناء عن أحد أبنائه من نجوم الفريق في بداية كل موسم، من أجل الصرف على الفريق بقية الموسم، وهو ما يقلل من فرص الدراويش في الفوز بالبطولات التي تطالب لها الجماهير، فالإسماعيلي استغنى في السنوات القليلة الماضية عن عدد كبير من نجومه أمثال أحمد فتحي ومحمد بركات وسيد معوض وهاني سعيد، وغيرهم، وهو أمر لا يليق بالنادي الإسماعيلي ولكنها الظروف التي تضطرنا لذلك، ونجحنا في الاحتفاظ بحسني عبد ربة والمعتصم سالم هذا الموسم، ولكن إذا استمرت الأمور على ما هي عليه، فقد يرحل اللاعبين وغيرهم عن الفريق.
متى يفوز الإسماعيلي ببطولة جديدة؟
فرص الإسماعيلي في الفوز بالبطولات أمر وارد وممكن فنيا، بل أنه قادر على ذلك، ولكن الأمر يصعب في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها النادي، فالبطولة تتطلب توفير الموارد المالية اللازمة، وهو ما لا يوجد في النادي الإسماعيلي، ولكن يحسب للفريق أنه ينافس كل موسم على بطولة الدوري العام، بالقدرات المالية الضعيفة، وإجباره على الاستغناء عن بعض نجومه.
ألا ترى أن فريق الإسماعيلي يعاني من عدم الاستقرار الفني وتغيير الأجهزة الفنية بصفة مستمرة؟
بالفعل عانى الفريق في الفترة الأخيرة من عدم الاستقرار الفني وتغيير الأجهزة الفنية، ولكن هذا ليس بسبب سياسة مجلس الإدارة، بل على العكس فإننا كمجلس نسعى دائما للحفاظ على الجهاز الفني، لدرجة أن المجلس رفض أكثر من مرة طلب المدير الفني السابق عماد سليمان، بالرحيل، وحدث ذلك لمرتين، ولكن سليمان، صمم في المرة الأخيرة على الرحيل، فلم يكن أمام مجلس الإدارة سوى الموافقة، وتعاقدنا مع الهولندي مارك فوتا، وساندناه أكثر من مرة أمام مطالب البعض بإبعاده عن الفريق، بسبب سوء النتائج والخروج من دور الثمانية لبطولة دوري أبطال أفريقيا، ورفضنا رحيله لأننا على قناعة بأن الفريق خرج من البطولة الأفريقية لظروف خارجه عن إرادته.
يتردد أن الإسماعيلي سيستغني عن مدافعه الدولي المعتصم سالم في يناير المقبل للنادي الأهلي؟
كانت هناك مفاوضات جدية من جانب النادي الأهلي لضم المعتصم، في بداية الموسم، وتوصلنا لاتفاق نهائي على البيع، إلا أن الصفقة فشلت في اللحظات الأخيرة، واستمر اللاعب ضمن صفوف الفريق حتى الآن، أما ما يتردد عن وجود مفاوضات حالية، فالأمر لا يعدو مجرد تكهنات إعلامية لا أكثر.
ماذا عن حسني عبد ربة ومشكلة مستحقاته المالية؟
بالفعل لم يحصل عبد ربة على مستحقاته المالية عن الموسم الحالي، بسبب الأزمة المالية التي يعانيها النادي، ولكن سنسعى لتوفير قيمة عقد اللاعب في أقرب وقت، ولابد من الإبقاء عليه لأنه نجم الفريق الحالي، وغير مقبول جماهيريا رحيل حسني.
لماذا يتعرض النادي دائما للهجوم سواء من جانب الجماهير أو من بعض أعضاء النادي؟
الأزمة الجماهيرية الأخيرة كانت مجرد انفعال من جانب بعض الجماهير بسبب إلقاء القبض على عدد من مشجعي النادي عقب لقاء المصري الأخير ببورسعيد، ولا أستبعد أن يكون هناك من يقف وراء هذه الأزمة التي عرضت النادي للقصف بالحجارة من جانب بعض المتعصبين، ولكني أعذر هذه المجموعة من الجماهير الغاضبة لأنها استمعت لأقاويل غير صحيحة من جانب بعض المعارضين لمجلس الإدارة.
كيف ترى فكرة دوري البدلاء الذي طرحه إتحاد الكرة مؤخرا ؟
إتحاد الكرة أعلن عن رغبته عن تنظيم دوري للبدلاء، وشرحوا أسباب هذه الفكرة في بعض وسائل الإعلام، ولكن لم يحدث شرح الأمر بشكل رسمي حتى الآن على الأندية، وننتظر لنرى فيما يفكر مجلس إدارة الإتحاد، فلم يفسر أعضاء إتحاد كرة القدم كيفية تنظيم هذه البطولة، ومن سيصرف عليها، خاصة وأن الأندية لا تستطيع تكبد تكاليف مالية جديدة، خاصة وأنها تعاني في الوقت الحالي، وسننتظر الرؤية النهائية للبطولة المقترحة، وبعدها سنعلن قرارنا.
ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.
الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.