الخرطوم، السودان(CNN)-- أرجع المدير الفني لفريق المريخ السوداني الجديد حسام البدري، قرار موافقته على تدريب الفريق السوداني إلى الإمكانيات الكبيرة التي يتمتع بها النادي، قائلا إن الضغوط النفسية كانت وراء استقالته من النادي الأهلي المصري.
وأضاف البدري في مقابلة مع الـCNN بالعربية، إنه "رفض عرضا لتدريب فريق النادي المصري البورسعيدي لرغبته في الحصول على فترة راحة، بعد المجهود الشاق الذي بذله مع فريق الأهلي خلال المواسم الماضية،" إلا أنه تراجع عن قراره بعد وصول عرض لتدريب فريق المريخ.
ونفى مدرب الأهلي السابق، ما تردد في وسائل الإعلام المصرية عن وجود مؤامرات من بعض اللاعبين كانت وراء رحيله. وقال إن الأهلي مؤسسة كبيرة، غير مقبول فيها أن يتحكم اللاعبين في مصير المدربين، وأنه وجد معاونة كبيرة من إدارة النادي.
وتاليا نص المقابلة:
- لماذا وافقت على تدريب فريق المريخ السوداني؟
عقب رحيلي من النادي الأهلي كنت راغبا في الحصول على فترة راحة، بعد الضغوط النفسية العنيفة التي تعرضت لها مع فريق الأهلي في الفترة الأخيرة، وبعد سنوات طويلة من العمل الشاق مع الأهلي على مدار ما يقرب من سبع سنوات مع الفريق الأول، ورفضت عرضا لتدريب فريق المصري لنفس السبب، إلا أن عرض نادي المريخ دفعني لتغيير تفكيري ووجهة نظري، خاصة وأن نادي المريخ من الأندية الأفريقية العريقة، ويلعب دائما على البطولات في المسابقات المحلية، بالإضافة إلى مشاركته الدائمة في البطولات الأفريقية، وكلها أمور دفعتني للموافقة على تدريبه، خاصة وأني تعودت على أجواء البطولات مع النادي الأهلي سواء كلاعب أو مدرب. هناك نقطة أخرى مهمة كانت وراء تراجعي عن قرار الراحة الذي اتخذته عقب رحيلي من الأهلي، وهو أن الأجواء الكروية في السودان شبيهه بالأجواء في مصر، فنادي المريخ يمتلك جماهيرية عريضة في السودان، والاهتمام الجماهيري بكرة القدم في السودان كبيرة، وهي نقطة مهمة تساهم في نجاح العمل.
- هل ترى أن فريق المريخ قادر على المنافسة على البطولات الأفريقية؟
نادي المريخ يمتلك إمكانيات كبيرة، ولديه لاعبين على مستوى عال، إلا أن المنافسة على البطولات الأفريقية تحتاج لخبرات أكبر من الموجودة حاليا، وهو ما أبلغته لرئيس النادي جمال الوالي، خلال فترة المفاوضات، وسأعمل جاهدا على نقل خبراتي التي اكتسبتها خلال السنوات الماضية للفريق من أجل الدخول في المنافسة على البطولات القارية.
- هل تطرقت خلال المفاوضات لضم لاعبين جدد؟
تحدثت مع جمال الوالي، على ضرورة تدعيم صفوف الفريق بلاعبين جدد، وهو ما وافق عليه رئيس النادي فورا، وهو أمر مشجع ويؤكد أن الرجل جاد في تدعيم صفوف الفريق ودخل في مفاوضات مع عدد من اللاعبين، منهم لاعب فريق مازيمبي الكونغولي سينجلوما وحارس مرمى منتخب مصر عصام الحضري، ومن المنتظر حسم هذه المفاوضات خلال الأيام القليلة المقبلة.
- لماذا طلبت التعاقد مع جهاز فني معاون مصري؟
خلال فترة المفاوضات مع مسؤولي نادي المريخ طلبت من رئيس النادي، التعاقد مع جهاز فني معاون من مصر لضمان انسجام العمل، خاصة وأنها التجربة الأولى لي خارج مصر، ووافق جمال الوالي على الطلب فورا، وسيكون معي مدرب حراس المرمى أحمد ناجي، بالإضافة إلى أخصائي علاج طبيعي وأخصائي تغذية، وهناك معد بدني ألماني سيتم التعاقد معه. وأبحث الآن عن مدير للكرة لتولي الأعمال الإدارية الخاصة بالفريق، وعرضت على طبيب فريق الأهلي السابق الدكتور إيهاب على تولي مهمة الجهاز الطبي لفريق المريخ، إلا أنه طلب فترة للتفكير نظرا لارتباطه بعمله الخاص في مصر، هذا بخلاف مدربين مساعدين وطنيين من السودان.
- ألا ترى أنك بحثت عن مساعديك السابقين في النادي الأهلي للعمل في المريخ؟
المهنية والإجادة شرطان أساسيان للعمل معي، بعيدا عن العلاقات الشخصية، ولن أجامل أحد على حساب العمل، خاصة وأن التجربة في النهاية ستحسب علي، وقد رفضت ضم آخرين للسببين السابقين.
- هل تعرفت على مواعيد بداية الموسم السوداني؟
الاتحاد السوداني لكرة القدم لم يحدد حتى الآن موعد انطلاق بطولاته المحلية، بسبب مشاركة المنتخب السوداني في بطولة دورة حوض النيل التي تنظمها مصر في يناير/كانون ثاني المقبل. ولكن في كل الأحوال فإن الدوري السوداني يبدأ عادة في فبراير/ شباط، وبناء على ذلك فقد حددت موعد بداية فترة الإعداد يوم 26 ديسمبر/ كانون أول الجاري.
- فضلت الصمت عقب رحيلك عن الأهلي، فلماذا قدمت استقالتك من تدريب الفريق الأحمر؟
الضغوط النفسية الكبيرة التي تعرضت لها مع فريق الأهلي في الآونة الأخيرة كانت وراء تقديم استقالتي، وفضلت الرحيل في الوقت المناسب من وجهة نظري، فقد تعرضت لضغوط عصبية عنيفة ووجدت أن الأمور لا تسير بالشكل الصحيح، بما يتناسب مع طموحات النادي الأهلي، لذا فقد اخترت الرحيل.
- ما هو الخطأ الذي ارتكبته عندما تقدمت باستقالتك من تدريب الأهلي؟
الخطأ الوحيد الذي ارتكبته كان عدم إبلاغي رئيس النادي حسن حمدي بقرار رحيلي قبل تقديم استقالتي، وقد حاول حمدي رفض الاستقالة خلال اجتماع لجنة الكرة، وتمسك باستمراري مع الفريق، إلا أني صممت على القرار، لأني وجدت أن الأمور لن تتحسن في ظل الأجواء المحيطة بالفريق.
- ما حقيقة أن هناك لاعبين منهم محمد أبوتريكة كانوا وراء قرار رحيلك؟
هذا لم يحدث، وأبوتريكة لم يكن وراء قرار رحيلي عن الفريق، فالأهلي مؤسسة كبيرة ولا يمكن لأي لاعب أن يجبر مدرب على الرحيل. ولم تحدث مؤامرات من اللاعبين على الجهاز الفني لإجباره على الرحيل كما تردد في وسائل الإعلام المصري عقب قراري بالرحيل، وقد تحدث معي عدد من لاعبي الفريق خلال الفترة الماضية، وهو ما يؤكد أن اللاعبين لم يكن لهم دور في قرار ابتعادي عن الأهلي.
-البعض اتهم لجنة الكرة بأنها لم تساعدك في النجاح مع الفريق؟
خلال الفترة التي توليت فيها مسؤولية فريق الأهلي وجدت مساندة كبيرة من لجنة الكرة، وحاولت تدعيم صفوف الفريق بقدر المستطاع المتاح من اللاعبين الجدد، ولم يكن هناك تقصير تجاه الفريق، ولكن كما قلت الظروف التي مر بها الفريق كانت السبب وراء رحيلي.
- ما تفسيرك للهجوم الجماهيري الكبير عليك في الموسم الحالي؟
لا تستطيع تعميم ما حدث من قبل بعض الجماهير تجاهي على كل جماهير الأهلي العريضة في مصر.. فجماهير الأهلي معروف عنها مساندتها لفريقها في كل الأحوال، وكثيرا ما مر فريق الأهلي بظروف شبيهه، ولم تتخل الجماهير عن الفريق، ولكن ما حدث كان من مجموعة قليلة للغاية من جماهير الأهلي، وأنا غير غاضب مما حدث.
- ما تفسيرك للتراجع الكبير الذي حدث في مستوى فريق الأهلي في الموسم الحالي وكان وراء استقالتك من تدريبه؟
هناك أسباب عديدة وراء تراجع المستوى، وقد أبلغت مسؤولي الأهلي بهذه الأسباب، ولا أريد الآن الخوض في تفاصيل هذه الأسباب، ولكن منها على سبيل المثال لا الحصر، أن الفريق مر بفترة ذهبية استمرت ما يقرب من ست مواسم حصد خلالها أغلب البطولات التي خاضها، ومن الطبيعي أن يمر الفريق بمرحلة هبوط في المنحى الفني، كما أن مستوى بعض اللاعبين الكبار تراجع بشكل حاد نتيجة عامل السن.
ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.
الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.