ينشر موقع CNN بالعربية مقابلات وحوارات خاصة مع أعلام الرياضة العرب، يتحدثون فيها عن همومهم وطموحاتهم، بالإضافة إلى أبرز القضايا على الساحة الرياضية. وتجدر الإشارة إلى أن الموقع غير مسؤول عن الآراء الواردة في المقابلات.

القاهرة، مصر (CNN)-- قال مدافع منتخب مصر أحمد المحمدي، إن احترافه في الدوري الإنجليزي ضمن صفوف فريق ساندرلاند تجربة مهمة في حياتة الشخصية والكروية، وإنه يسعى للبقاء مع فريقه الجديد لأكثر من موسم، وأن تمتد تجربته الاحترافية لأطول فترة ممكنة.

وقال المحمدي في مقابلة هاتفية من إنجلترا مع CNN بالعربية إنه سيسعى لتحسين صورة اللاعب المصري في الدوري الإنجليزي، بعد التجارب غير الموفقة للعديد من زملائه في الفترة الأخيرة في إنجلترا، وهو ما يضع على كاهله ضغوطا أخرى.

واستبعد مدافع فريق إنبي السابق أن تؤثر المشاكل التي حدثت بين مديره الفني الجديد ستيف بروس وزميله في منتخب مصر عمرو زكي، على مسيرته مع ساندرلاند، لاسيما أن بروس نفسه هو من تمسك بضمه لصفوف فريقه، مؤكدا أن زكي ظهر بشكل جيد مع ويغان تحت قيادة ستيف بروس طوال الدور الأول للموسم قبل الماضي، إلا أن المشاكل الشخصية بينهما أثرت على علاقتهما.

وفيما يلي نص اللقاء:   

كيف ترى انتقالك لفريق ساندرلاند الإنجليزي؟

لاشك أنها خطوة مهمة في حياتي الكروية والشخصية بشكل عام، لأنها وضعتني في منطقة أخرى بالنسبة لحياتي، فقد كنت أتمنى الاحتراف في أحد الدوريات الأوربية الشهيرة، ووصلتني الفرصة في أفضل دوري في العالم، وهو أمر جيد بالنسبة لي لأنه اختصر خطوات كبيرة كنت أحلم بها في كرة القدم.

لماذا تعثر احترافك في ساندرلاند أكثر من مرة؟

ساندرلاند طلبني بالفعل أكثر من مرة في نادي إنبي، إلا أن الظروف في بعض الأحيان لم تكن مواتية لموافقة إدارة إنبي على رحيلي، فساندرلاند طلبني بجدية عقب بطولة الأمم الأفريقية الأخيرة بأنغولا، ولكن كانت هناك صعوبة لرحيلي عن فريقي في هذا التوقيت، وكان ذلك في بداية الدور الثاني للدوري المصري، وكان الفريق  يمر منعطف صعب ونتائجه لم تكن جيدة، لذا فقد رفض نادي إنبي الموافقة على رحيلي في هذا التوقيت، وتجدد العرض بعد نهاية الموسم، وواجهت المفاوضات بعض الصعاب بسبب طريقة سداد المقابل المادي، حيث كان نادي ساندرلاند يرغب في تقسيط المبلغ المالي وهو ما رفضته إدارة إنبي، وفي النهاية توصل الطرفين إلى حل  أرضى الجميع.

ما هي تفاصيل عقدك؟

تمت إعارتي لساندرلاند لمدة موسم مقابل 500 ألف جنيه إسترليني، وإذا رغب نادي ساندرلاند في الإبقاء علي بشكل نهائي يحصل نادي إنبي على مليوني جنيه إسترليني، بخلاف مستحقاتي المالية.

هل تعتقد أنك ستبقى طويلا مع ساندرلاند؟

أتمنى الاستمرار في تجربة الاحتراف أطول فترة ممكنة، لذا فإني أبذل قصارى جهدي في التدريبات مع الفريق، لأنال ثقة الجهاز الفني بقيادة ستيف بروس الذي سبق له تدريب زميلي عمرو زكي في فريق ويغان أتليتك، بعد أن وثق في قدراتي وتمسك بالتعاقد معي في فترة كانت المفاوضات صعبة.

ألا تخشى من التعامل مع بروس خاصة وأن له تجربة ليست طيبة مع عمرو زكي؟

عمرو زكي أجاد في ويغان تحت قيادة بروس في الدور الأول، إلا أن الخلافات الشخصية بينهما أثرت على استمرار زكي مع ويغان، ولا أتصور أن بروس سيتعامل معي بناء على خلفية الأحداث التي تمت بينه وبين زكي، كما أن الرجل هو من طلب التعاقد معي، لذا فلا أتوقع أن مثل هذه الأمور، خاصة وأن العقلية الأوربية مختلفة.

ألا تخشى أن تؤثر تجارب اللاعبين المصريين السلبية السابقة في أنجلترا على مشوارك في ساندرلاند؟

بداية فإن تجارب اللاعبين المصريين في الدوري الانجليزي لم تكن كلها سيئة، فميدو قدم شكلا طيبا مع توتنهام، كما أن تجربة عمرو زكي مع ويغان كانت جيدة في الدور الأول، وإن كنت أعلم تماما أن الجماهير الإنجليزية ستنتظر مني شكلا مختلفا، وهو ما يضع على كاهلي ضغوطا كبيرة وشديدة، وأتمنى أن أحسن صورة اللاعب المصري في إنجلترا.

ولكن يؤخذ على اللاعبين المصريين عدم التعامل باحترافية في أوروبا؟

تجارب اللاعبين المصريين فيها نجاح وفشل وهو أمر طبيعي في عالم كرة القدم، وهذا لا ينطبق على اللاعب المصري فقط، بل إن لاعبي أمريكا الجنوبية لديهم نفس الأمر، لذا فلا أخشى من المقارنة، كما أن هناك تجارب للاعبين مصريين في أوروبا طيبة وناجحة، مثل تجربة قائد منتخب مصر أحمد حسن، الذي لعب في أوروبا لما يقرب من 10 سنوات، نفس الأمر ينطبق على تجربة عبد الظاهر السقا ومحمد زيدان وميدو.

ما تفسيرك لعودة العديد من اللاعبين المصريين المحترفين للدوري المصري؟

لكل لاعب ظروفه الخاصة، وأعترف أن الشهور الماضية شهدت عودة العديد من اللاعبين أمثال عبد الظاهر السقا ومحمد شوقي وحسام غالي، ولكن في نفس الوقت فقد احترف عماد متعب في بلجيكا وهو أمر طيب، وأتوقع أن ينتقل متعب في الموسم القادم لدوري أكبر من الدوري البلجيكي لأنه مهاجم مميز وقادر على إثبات ذاته مع فريق ساندرليج.

 لماذا يرى البعض أن انتقالك لساندرلاند غير مرض؟

ساندرلاند حصل على المركز الـ 13 في الدوري الإنجليزي في الوسم الأخير من بين 20 ناديا، لذا فإنه من الفرق الجيدة في الدوري الإنجليزي، كما يجب أن ننظر للأمر بنظرة موضوعية، فهذه أول تجربة احترافية لي في أوروبا، ومن الطبيعي ألا ألعب لناد من الأندية الكبيرة في إنجلترا، خاصة وأن اسمي مازال صغيرا في عالم الاحتراف، بالإضافة إلى أنه من الأفضل أن أبدأ مشواري في ناد متوسط، لأن اللعب للأندية الكبيرة له متطلبات لا أمتلكها حاليا، وأنا أعرف ذلك تماما وراض عن بدايتي مع ساندرلاند.

ألم تشعر بالغربة مثل أغلب اللاعبين المصريين عندما يحترفون في أوروبا؟

بالفعل شعرت بالغربة في بداية وجودي، إلا إني أحاول التغلب على هذا الشعور، لأني أعلم أنه بداية الفشل، ولابد وأن أتأقلم على الحياة في إنجلترا، وقد استمعت لنصائح العديد من اللاعبين الذين سبقوني في الاحتراف، وأكدوا لي ضرورة التأقلم على الحياة وقسوة التدريبات التي تختلف عن التدريب في مصر.

هل وجدت اختلافا كبيرا بين التدريب في مصر وإنجلترا؟

لا يوجد وجه للمقارنة، فالتدريبات هنا في إنجلترا قاسية للغاية ولا مجال "للدلع" أو الغياب كما كان يحدث في مصر في بعض الأحيان، كما أن الأندية في إنجلترا تدفع أموالا كبيرة للاعب، ولكنها تحصل على مقابل ما تدفعه، والعقوبات هنا صارمة وقاسية، وعلى قدر ما تحصل يخصم منك، والكل يعرف واجباته قبل حقوقه وهو درس تتعلمه في الاحتراف.

هل تابعت فعاليات كأس العالم؟

نعم شاهدت العديد من مباريات كأس العالم، وحزنت جدا لعدم مشاركة منتخب مصر في المونديال، خاصة وأنه لو قدر للمنتخب المصري الوصول لجنوب أفريقيا لكان له شكل طيب ومختلف عن المستوى الذي قدمته أغلب المنتخبات الأفريقية في البطولة، لاسيما وأن منتخب مصر سبق له الفوز على أغلب هذه المنتخبات في الفترة الأخيرة، بما فيهم منتخب غانا الذي كان أفضل منتخبات أفريقيا في البطولة.   

هل تتواصل مع الجهاز الفني لمنتخب مصر؟

للأسف الاتصالات مع الجهاز الفني للمنتخب المصري قليلة في الفترة الماضية، لأنني أركز جدا مع فريق ساندرلاند، وأعلم أن الجهاز الفني يقدر ذلك في هذه الفترة الحساسة، لأن البداية دائما صعبة، ولكن بمرور الوقت سأعاود الإتصالات مع الجهاز.