تلقت إدارة أوباما إرثاً ثقيلاً من الإدارة السابقة منها حربي العراق وأفغانستان
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- أكد الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، الاثنين إنه سيواصل مجابهة التحديات الداخلية المتمثلة في قضايا صعبة الرعاية الصحية وإصلاح قطاع الطاقة، حتى لو استدعى ذلك تقويض فرص إعادة انتخابه لولاية ثانية في 2012، فيما يستعد للإدلاء بخطاب "حالة الأمة" الأمة وسط تدني في شعبيته خلال عامه الرئاسي الأول الذي هيمنت عليه ضغوط الأزمة الاقتصادية الطاحنة وحربي العراق وأفغانستان وأزمة الشرق الأوسط.
وقال أوباما في حديث لشبكة "أيه.بي.سي" الأمريكية: "أفضل أن أكون رئيساً لولاية واحدة جيدة عن رئيس لولايتين متوسطتين." .
واقر الرئيس الأمريكي بارتكاب "أخطاء مشروعة" أثناء عامه الأول في البيت الأبيض.
وأضاف قائلاً: "في واشنطن هناك ميل للاعتقاد أن إعادة الانتخابات تدخل ضمن المهام الوظيفية للمسؤولين المنتخبين.. هذه ليست ضمن مهامنا الوظيفية التي تتمحور فقط حول حل المشاكل ومساعدة الناس."
وأردف: "لاحقاً لا أريد أن أنظر خلف وأسر لنفسي بأن جل اهتماماتي كانت تحسين نطاق شعبيتي.
وحول الوضع الاقتصادي، قال الرئيس الأمريكي إنه لا توجد حلول سهلة لترويض العجز المتفاقم للميزانية الأمريكية وان المشكلة سوف تتطلب جهودا من الديمقراطيين والجمهوريين لاحراز تقدم نحو حلها.
ومن المتوقع أن يقترح أوباما في كلمته الأربعاء خطة لتجميد الإنفاق الفيدرالي غير الأمني لمدة ثلاثة سنوات، في تحرك قد يؤدي لتوفير 250 مليار دولار.
وفي أول صفعة لإدارة أوباما، فقد الديمقراطيون في مجلس الشيوخ الأمريكي الأغلبية التي كانت بيدهم، بعد خسارة مرشحتهم عن المقعد الشاغر في ماساشوستيس، مارثا كوكلي، لصالح المرشح الجمهوري، سكوت براون.
ولا تعتبر خسارة الأغلبية في مجلس الشيوخ الهزيمة الوحيدة بحق الديمقراطيين، حيث حافظت الولاية على ولائها للديمقراطيين طيلة أكثر من 38 عاماً، غير أنها أصبحت الآن في عهدة الجمهوريين.
ويعتقد البعض أن فوز الجمهوريين يشكل تصويتاً ضد سياسة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، الصحية، وكذلك يعتبرونه مؤشراً على تراجع الديمقراطيين عموماً وعدم رضا الناخب الأمريكي عن أداء أوباما بعد مرور عام على تسلمه مهام منصبه.
ورغم تراجع شعبية أول رئيس أمريكي من أصول أفريقية، إلا استطلاع للرأي أجري في وقت سابق من الشهر الجاري كشف أن الأمريكيين واثقون من قدرة إدارة الرئيس على حماية بلادهم من الإرهاب، وذلك على خلفية محاولة التفجير الفاشلة لطائرة ركاب أمريكية فوق مطار ديترويت الدولي في يوم الميلاد.
ويقول خبراء في السياسة الخارجية الأمريكية أن أوباما عالج في السنة الأولى من ولايته الرئاسية، طائفة من المشاكل والتحديات في مجال السياسة الخارجية، مستعملا ردودا تركز على التعاون أكثر من المواجهة.
ويقول زبيغنيو بريجينسكي، مستشار الأمن القومي في عهد الرئيس الأسبق جيمي كارتر من 1977 حتى 1981، إن الرئيس أوباما تعامل مع التهديدات التي تحيق بالسلام العالمي التي تتراوح من انتشار الأسلحة النووية إلى الحرب التي تخوضها الولايات المتحدة في أفغانستان بصورة "رائعة"، وفق الخارجية الأمريكية.