واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- في الذكرى العاشرة لتفجير المدمرة الأمريكية "كول" تزايد الجدل حول مصير جمال بدوي، أحد المشتبه بهم بالضلوع في العملية التي أدت إلى مقتل 17 بحاراً وجرح 37 آخرين، إذ أشار مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI إلى أن البدوي مازال فاراً من وجه العدالة، بينما أشارت مصادر يمنية إلى وجود في سجن بمقر الأمن السياسي.
وقال أكد مصدر في الأمن السياسي اليمني طلب من CNN بالعربية عدم الكشف عن اسمه أن البدوي اعتقل في مدينة نكيراس بمحافظة أبين، وأوضح المصدر أن البدوي المكنى بـ"أبي عبدالرحمن" تم اعتقاله بتبادل لإطلاق النار بين عناصر الأمن ومسلحين من تنظيم القاعدة مؤكداً إصابة البدوي أثناء اعتقاله.
وقال المصدر الأمني إن البدوي موجود في مقر الأمن السياسي بصنعاء الذي هرب منه ضمن مجموعة من 23 شخصاً في فبراير/شباط 2006 وبرغم أن البدوي يحظى بقدر من العناية وحسن المعاملة إلا "أنه يخضع لحراسة أكثر دقة."
من جهة أخرى، قال مصدر حكومة يمني إن البدوي "سلّم نفسه بعد فترة قصيرة من فراره عام 2006، وهو ما يقبع حالياً في السجن."
وتابع المصدر الذي تحدث لـCNN بالعربية قائلاً: "التقارير الصحفية المحلية كانت تشير إلى أن عائلة البدوي تسعى لإطلاق سراحه بسبب القلق على وضعه الصحي، كما سبق أن حاول قبل أسابيع القيام بإضراب عن الطعام."
بالمقابل، يواصل مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي تسجيل البدوي على قائمة المطلوبين الفارين، واضعاَ مكافئة بخمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى توقيفه.
يشار إلى أنه في الثاني عشر من أكتوبر/تشرين الأول من عام 2000، أي قبل 10 أعوام بالتمام والكمال، هاجم انتحاري يقود قارباً مطاطياً المدمرة الأمريكية "يو أس أس كول" أثناء توقف المدمرة للتزود بالوقود في ميناء "عدن" المطل على بحر العرب.
القارب المطاطي كان معبأ بالمتفجرات، وبانفجاره قتل 17 بحاراً وأصاب نحو 37 آخرين بجروح، وأحدث فجوة كبيرة بجانب هيكل المدمرة، بلغت أبعادها 60x40 قدماً، بحسب ما ذكرت البحرية الأمريكية.
وبعد مرور 10 أعوام على الحادثة، مازالت المدمرة، التي تعرف أيضاً باسم "دي دي جي 67" DDG67، تمخر البحار والمحيطات وتعمل بنشاط.
وعلى مدى 14 شهراً قام العمال في حوض بناء السفن في باسكاغولا في ولاية المسيسبي، باستبدال ما زنته 550 طنا من الصفائح الفولاذية وما طوله 275 ميلاً من الكوابل.
وبلغت تكلفة عملية إصلاح وتحديث المدمرة كول حوالي 250 مليون دولار.
وأعيدت المدمرة للخدمة في إبريل/نيسان من العام 2002.
وتزين المدمرة كول حالياً ثلاثة أعلام أمريكية، يرمز الأول للهجوم الذي تعرضت له، وتم رفعه في نفس الوقت الذي تعرضت فيه المدمرة للهجوم، بحسب ما ذكرت البحرية الأمريكية، بينما يرمز الثاني للقتلى الذين سقطوا جراء الهجوم، فيما يرمز الثالث لأول عودة لها إلى ميناء عدن بجنوبي اليمن.
وكان تحقيق أجري في ديسمبر/كانون الأول من العام 2000 قد كشف أن المدمرة لم تنفذ الخطة الأمنية الكاملة في اليوم الذي تم فيه الهجوم الانتحاري.
يشار إلى أن الحكومة الأمريكية كانت قد أسقطت في وقت سابق التهم الموجهة إلى السعودي، عبدالرحيم الناشري، الذي كانت تدور حول مسؤوليته المفترضة عن الهجوم الذي استهدف كول، بعد أن كانت قد اعتقلته عام 2002، وأبقته في مكان سري حتى عام 2006، عندما قامت بنقله إلى معتقل غوانتانامو بخليج كوبا.
يذكر أن البنتاغون كان قد نشر عام 2007 نص استجواب الناشري، الذي قال إنّه تعرّض للتعذيب من أجل انتزاع اعتراف بالمسؤولية عن هذا الهجوم وغيره من العمليات، ضمنها العملية التي استهدفت الناقلة الفرنسية ليمبورغ.
ونفى الناشري مشاركته في الهجوم على كول، قائلا "لقد تمّ تعذيبي من أجل انتزاع اعتراف مني، وعندما قمت بذلك، شعر من كان يحتجزني بالغبطة وتوقفوا عن استجوابي."
كما أوضح أنّه اضطر إلى اختلاق قصص حتى يتم التوقف عن تعذيبه.
غير أنّ الناشري قال إنّه يعرف الأشخاص الذي قاموا بتفجير المدمرة الأمريكية لأنّه على علاقة مهنية بهم في ميدان الصيد البحري.
وتقول الأدلة إنّ الناشري قام بشراء زورق ومتفجرات تمّ استخدامها في العملية وذلك من ماله الخاص.