دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- دعا البابا بندكتس السادس عشر، بابا الفاتيكان، السلطات الباكستانية لإطلاق سراح امرأة مسيحية تواجه عقوبة الإعدام، بعد إدانتها بتهمة "الكفر"، كما أطلق نداءً لأجل المسيحيين الذين قال إنهم "يعيشون أوضاعاً صعبة" في الدولة الإسلامية الواقعة بوسط آسيا.
ففي مقابلته العامة بساحة "القديس بطرس" بالفاتيكان الأربعاء، وأمام نحو 12 ألفاً من المصلين، أعرب البابا عن "قربه الروحي" من الباكستانية آسيا بيبي، المرأة المسيحية التي حكم عليهم بالإعدام بتهمة "التجديف"، مطالباً بإخلاء سبيلها في أقرب وقت ممكن.
وكانت محكمة باكستانية قد أصدرت الأسبوع الماضي، حكماً بإعدام بيبي، بعد إدانتها بـ"الإساءة" إلى النبي محمد، و"التشكيك في القرآن"، بينما كانت مع عدد من النساء المسلمات في حقل بإحدى القرى في جنوب غربي مدينة "لاهور" بولاية "البنجاب"، وسط باكستان.
وبحسب وثائق الدعوى التي قدمتها الشرطة، فقد أخبرت المرأة زميلاتها المسلمات بأن "القرآن مزور"، كما أدلت بتعليقات "مسيئة" بحق إحدى زوجات النبي محمد، بالإضافة إلى تعليقات أخرى تتعلق بمرض النبي في أيامه الأخيرة قبل وفاته.
وكشف المسؤول بالشرطة المحلية، محمد إلياس، في تصريحاته لـCNN، أن أحد رجال الدين الإسلامي، قام بتقديم الدعوى ضد المرأة المسيحية في 14 يونيو/ حزيران 2009، بعدما اشتكت إليه زميلاتها في العمل.
وقالت الشرطة إن زميلات آسيا المسلمات توجهن إلى الشيخ قاري محمد سالم، الذي تقدم ببلاغ إلى الشرطة، يتهم فيها المرأة المسيحية بـ"الكفر"، و"الإساءة" للنبي، كما أشار الشيخ إلى أن بيبي توجهت إليه واعترفت أمامه، كما قدمت اعتذاراً عما بدر منها.
كما ذكر مسؤول أمني رفيع بمنطقة "نانكانا"، يُدعى محمد إقبال، أن المحكمة أمرت أيضاً بتغريم آسيا بيبي بمبلغ يعادل حوالي ألف دولار.
وأفادت مصادر الشرطة بأن بيبي تمت محاكمتها بموجب "المادة 295 سي" من القانون الجنائي الباكستاني، والتي تنص على "معاقبة كل من يسيء إلى اسم النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) بالإعدام، أو السجن مدى الحياة، بالإضافة إلى غرامة مالية."
وعلق القاضي السابق بالمحكمة العليا في باكستان، ناصر إسلام زاهد، على الحكم لـCNN بقوله إنه لا يتذكر صدور حكم بالإعدام بحق أي شخص ممن اتهموا بـ"الكفر" في السابق، وعادة ما ترفض المحاكم العليا صدور مثل هذه الأحكام في مثل تلك القضايا.
ويشكل المسيحيون أقلية ضئيلة جداً في باكستان، بينما يشكل المسلمون حوالي 95 في المائة من سكانها، ولم يمكن لـCNN الحصول على تعليق من جانب بيبي أو أسرتها بشأن الحكم.