كوبنهاغن، الدنمارك (CNN) -- أفرجت السلطات الدنماركية عن واحد من أربعة رجال اعتقلوا لصلتهم بمؤامرة "إرهابية" كانت تستهدف صحيفة "يلاندس بوسطن"، وهي الصحيفة التي كانت قد قامت، قبل نحو خمس سنوات بنشر رسوم كرتونية أثارت غضباً واسعاً بين المسلمين، نظراً لما تتضمنه تلك الرسوم من "إساءات" للنبي محمد، وفقاً لما ذكرته السلطات الدنماركية.
وأشارت الأنباء إلى أن الرجل المفرج عنه عراقي الأصل، يبلغ من العمر 26 عاماً، كانت الأنباء قد أفادت بأنه حاصل على اللجوء السياسي، غير أنه تبين لاحقاً أنه يحمل الجنسية الدنماركية.
وكان مسؤولون قد ذكروا أنه يعتقد أن الرجل قدم لمخططي المؤامرة مكاناً يبيتون فيه في منطقة "هيرليفط بالقرب من العاصمة كوبنهاغن.
وكانت وكالة الاستخبارات الدنماركية PET، قد قالت الأربعاء إنه تم القبض على ثلاثة أشخاص في العاصمة الدنماركية، بعيد وصولهم قادمين من السويد، ويعتقد أنهم "على صلة بالإرهابيين الدوليين."
وأوضحت الوكالة أن أحد المعتقلين المشتبهين تونسي الجنسية، بينما يحمل اثنان آخران الجنسية السويدية، بينهما واحد من أصول لبنانية، ويعتقد المسؤولون أن المعتقل الرابع كان قد زار أفغانستان وباكستان العام الماضي.
وفي العاصمة السويدية ستوكهولم، اعتقل شخص خامس في السابعة والثلاثين من عمره وهو من أصول تونسية.
ويزعم أن المجموعة كانت تخطط لشن هجوم بالأسلحة على مكاتب صحيفة "يلاندس بوسطن"، التي نشرت 12 رسماً مسيئاً للرسول، في سبتمبر/ أيلول 2005، ثم عادت ونشرتها في العام 2008، كما أعادت صحف أخرى بأنحاء مختلفة من العالم، نشر الرسوم في العام التالي، مما تسبب في إثارة احتجاجات غضب واسعة في كافة الدول الإسلامية.
وتخللت تلك الاحتجاجات عدة هجمات على مبان تابعة للخارجية الدنماركية، ومكاتب للاتحاد الأوروبي، كما أسفرت عن مقتل عشرات في مواجهات اندلعت بين المتظاهرين الغاضبين وقوات الأمن في العديد من الدول الإسلامية.
وكانت وكالة الاستخبارات الدنماركية قد ذكرت نبأ الاعتقال الأربعاء، غير أنها لم تفصح عن مزيد من التفاصيل.
يُذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تكشف فيها السلطات الدنماركية عن "مؤامرة" تتعلق بأزمة الرسوم المسيئة، حيث سبق وأعلنت في فبراير/ شباط 2008، عن اعتقال ثلاثة أشخاص، أحدهم دنماركي من أصل مغربي وآخران تونسيان، قالت السلطات إنهم "متورطون بمؤامرة إرهابية" كانت تستهدف صاحب تلك الرسوم.
وقد تحاشت CNN نشر الرسوم السلبية من مبدأ قناعتها في تغطية الأحداث التي أحاطت بنشرها، دون الحاجة لإثارة المزيد من الجدل الدائر حولها.