إسلام أباد، باكستان(CNN) -- عرض رجل دين باكستاني قرابة 6 آلاف دولار ثمناً لرأس باكستانية مسيحية تواجه عقوبة الإعدام، بعدما أدانتها إحدى المحاكم بتهمة "التجديف"، و"الإساءة" للنبي محمد، قالت مصادر باكستانية مسؤولة، في وقت سابق، إن الرئيس آصف علي زرداري، سيصدر قريباً عفواً رئاسياً عنها.
وأدان مولانا يوسف قريشي في خطبة الجمعة بمدينة "بيشاور"، شمال غربي باكستان، أي جهود من جانب زرداري للعفو عن آسيا بيبي أو إطلاق سراحها، مهدداً أن الملايين من اتباعه سيخرجون إلى الشوارع للتنديد إذا تم تعديل قوانين التجديف المعمول بها في البلاد.
وقال قريشي في كلمة أمام حشود: سأدفع 500 ألف روبية للتابع المخلص لمحمد من يقوم بقطع رأس آسيا بيبي"، علماً أن المبلغ الذي يعادل 5800 دولار، يعادل ستة أضعاف متوسط الراتب السنوي في باكستان.
وكانت محكمة باكستانية قد أصدرت، في مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الفائت، حكماً بإعدام بيبي، بعد إدانتها بـ"الإساءة" إلى النبي محمد، و"التشكيك في القرآن"، بينما كانت تعمل مع عدد من النساء المسلمات في حقل بإحدى القرى القريبة من مدينة "لاهور" بولاية "البنجاب"، وسط باكستان.
وإلى ذلك، أكد مسؤول رفيع في الحكومة الباكستانية لـCNN أواخر الشهر الماضي، أن الرئيس الباكستاني سيصدر قريباً عفواً رئاسياً عن بيبي.
وقال حاكم ولاية "البنجاب"، سلمان تاسير، في تصريحات لبرنامج "كونكت ذا ورلد"، الذي تبثه شبكة CNN، إن الرئيس زرداري أوضح أن بيبي، لن تكون "ضحية" لقانون يجرم الإساءة للإسلام وللنبي محمد.
وتابع قائلاً: "ما أعنيه أنه رئيس ليبرالي، لديه عقلية متفتحة، ولن يسمح بأن يرى هذه المرأة الضعيفة، تقع تحت طائلة القانون لتواجه عقوبة الإعدام، إن ذلك لن يحدث."
وكانت بيبي قد وقعت التماساً لطلب "العفو الرئاسي"، وسلمته لحاكم البنجاب ، أثناء قيامه بزيارتها في السجن المحتجزة به منذ ما يقرب من 15 شهراً، وأكد أنه سيقوم بتقديم طلب الالتماس إلى الرئيس زرداري.
وقال تاسير، في تصريحات سابقة لـCNN: "إنني أريد أن أبعث برسالة قوية مفادها أننا هنا من أجل حماية الأقليات"، وتابع قائلاً: "إننا لا نسعى بأي شكل لأن يكونوا هم المستهدفين بمثل هذا النوع من القوانين."
وقد أثار الحكم بإعدام بيبي انتقادات دولية واسعة، مما دعا بابا الفاتيكان، بندكتس السادس عشر، للتدخل في قضيتها شخصياً، حيث طلب من السلطات الباكستانية العمل على إطلاق سراحها، كما أطلق نداءً لأجل المسيحيين الذين قال إنهم "يعيشون أوضاعاً صعبة" في الدولة الإسلامية.
ويشكل المسيحيون أقلية ضئيلة جداً في باكستان، ويبلغ تعدادهم قرابة مليوني شخص، أي أكثر بقليل من 1 في المائة من تعداد سكان البلاد البالغ 170 مليون نسمة، وفقاً لإحصائيات حكومية.