يشارك نحو 15 ألف جندي في عملية لاجثاث طالبان من مناطق جنوب أفغانستان
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- أجمع مسؤولون أمريكيون ومحللون على أن اعتقال الرجل الثاني في طالبان، الملا عبدالغني برادار، يمثل نقطة تحول في الحرب التي تشنها الولايات المتحدة ضد التنظيم المتشدد منذ أكثر من ثمانية أعوام.
وأكدت واشنطن إلقاء القبض على برادار في عملية باكستانية أمريكية سرية في كراتشي الأسبوع الماضي، كشف عنها الثلاثاء فقط.
وقال ام. جي غويل، المدير التنفيذي لمؤسسة آسيا-الباسفيك: "إذا كان هناك أي شخص يعرف مكان اختباء قيادات القاعدة وطالبان، فهو برادار."
ووصف اعتقال الرجل الثاني في تنظيم طالبان، والقيادي العسكري المقرب من زعيم تنظيم القاعدة بأنه "نجاح ساحق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية" و"ضربة قوية لطالبان."
ولفت مسؤول أمريكي، إلى أن الولايات المتحدة كانت تسعى خلف برادار منذ سنوات.
وأوضح السيناتور جون كيري، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، أن اعتقال برادار يظهر "مستوى جديداً من التعاون" بين القوات الأمريكية والباكستانية الساعية لاجتثاث طالبان.
وأكد مسؤول استخباراتي باكستاني بارز، رفض كشف هويته، إن القيادي الطالباني قيد حراسة أمريكية باكستانية مشتركة، ويخضع للاستجواب من قبل استخبارات الجانبين.
وسارعت طالبان لنفي تقارير اعتقال برادار، وقال الناطق باسم الحركة، قاري يوسف أحمدي، إنه مازال يمارس مهامه داخل أفغانستان، فيما قال الآخر، ظبي الله مجاهد، إن أنباء اعتقاله هدفها كسر معنويات الحركة.
ويذكر أنه رغم تأكيدات مصادر باكستانية مختلفة اعتقال برادار، إلا أن وزير الداخلية الباكستاني، رحمن مالك، فشل بتأكيد صحة تلك التقارير، كما نفى قيام الاستخبارات الأمريكية والباكستانية بعملية مشتركة تمخضت عن اعتقال القيادي الطالباني، مشيراً إلى أن مجال التعاون بين الجهازين ينحصر في تبادل المعلومات فقط، مؤكداً أن الجهاز التجسسي الأمريكي لا يقوم بأي عمليات داخل الأراضي الباكستانية.
وتحدث عن تحقيقات تجريها أجهزة الاستخبارات الباكستانية مع عدد من عناصر المليشيات اعتقلوا خلال حملات دهم في مدينة كراتشي الأسبوع الماضي.
ويأتي اعتقال القيادي الطالباني فيما يخوض قرابة 15 ألف جندي من قوات التحالف والقوات الأفغانية معارك ضد الحركة في منطقة "مرجة" في إقليم هلمند الجنوبي، والتي انطلقت بعد أسابيع من تسديد الحركة ضربة موجعة للاستخبارات الأمريكية بقتل سبعة من عملائها في هجوم انتحاري بديسمبر/كانون الثاني الماضي.