عبدالمطلب يتعاون بسبب مواقف عائلته
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية(CNN)-- تتزايد الإشارات التي تدل على أن منفذ محاولة التفجير الفاشلة التي تبناها تنظيم القاعدة لطائرة أمريكية في يوم عيد الميلاد الماضي، النيجيري عمر الفاروق عبدالمطلب، قد بدأ بتقديم معلومات أمنية إلى المحققين الأمريكيين، بعد أن دلت تقارير إلى أن ذلك يتم بتنسيق سري بين البيت الأبيض وعائلة المهاجم.
وبالمقابل، أقر فيه رجل الدين اليمني، أنور العولقي، بأن عبدالمطلب هو أحد طلبته، بينما كانت مواقع الحوار الإلكتروني، التي يديرها متشددون، تزخر بنقاشات حامية الوطيس حول إمكانية أن يعترف المهاجم بالمعلومات التي يمتلكها.
وكشف مصدر مطلع على الملف لـCNN، أن تعاون عبدالمطلب بدأ يثمر عبر "معلومات قد تساعد على منع تعرض الأراضي الأمريكية لهجمات إرهابية في المستقبل."
وتابع المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه، أنه أرتأى تيسريّب هذه المعلومات للدلالة على عدم صحة إدعاءات الحزب الجمهوري الذي يلوم الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بسبب طريقة تعامله مع ملف الإرهاب.
واضاف أن محاولات الاتصال بعائلة عبدالمطلب بدأت في الأول من يناير/ كانون الثاني الماضي، بعدما توقف المهاجم عن التعاون مع أجهزة الأمن، فسافر عناصر من مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى نيجيريا، وقاموا بالاتصال بعائلته، بمساعدة عناصر من الاستخبارات المركزية CIA، وتمكنوا من التعاون معها.
وفي 17 يناير/كانون الثاني، عاد العملاء إلى الولايات المتحدة برفقة اثنين من أفراد الأسرة، الذين ساعدوا عبدالمطلب على التعاون من خلال تأكيدها بأنهما "يثقان بالنظام الأمني الأمريكي وبعدالة تعامله."
ولفت المصدر إلى أن المتهم يقوم منذ ذلك الحين بتقديم معلومات "بشكل يومي" لعناصر أجهزة الأمن الأمريكية.
رجل الدين اليمني، أنور العولقي
وفي الوقت عينه، قال رجل الدين اليمني، أنور العولقي، إنه لم يصدر فتوى تجيز عملية ديترويت، ولكنه أعرب عن موافقته عليها.
وقال العولقي، الذي ارتبط اسمه بالعديد من الهجمات والتفجيرات التي حدثت في أوروبا وأميركا، وكان آخرها هجوم قاعدة فورت هود العسكرية في تكساس، الذي نفذه الرائد في الجيش الأميركي نضال حسن، إن المهاجم النيجيري هو "أحد طلابه"، وكان بينهما "تواصل،" مضيفاً: "ولكن أنا لم أفتِ عمر فاروق بهذه العملية."
وأضاف العولقي، في مقابلة أجراها موقع فضائية "الجزيرة" : "أنا أؤيد ما قام به عمر فاروق بعد أن رأيت إخواني في فلسطين لأكثر من ستين عاما وهم يقتلون، وفي العراق يقتلون، وفي أفغانستان يقتلون، وفي قبيلتي قتلت الصواريخ الأميركية والقصف الأميركي 17 امرأة و23 طفلا. فلا تسألني إن قتلت القاعدة أو فجرت طائرة أميركية مدنية بعد هذا كله، فثلاثمائة أميركي لا شيء أمام الآلاف الذين قتلتهم من المسلمين."
حوارات على المواقع الإسلامية
وفي ظل غياب أي بيان رسمي عن تنظيم القاعدة الذي سبق أن تمنى لعبدالمطلب "الثبات" في السجن، انشغل رواد المواقف، التي غالباً ما يستخدمها المتشددون في الحديث عن إمكانية أن يدلي المعتقل النيجيري بمعلومات "حساسة."
وقال المشترك "أبوهريرة2" على أحد المنتديات: "تقول الصحف الإنترناتية، أنه بعد أن اتضح للأخ عمر الفاروق عبد المطلب المحتجز في أمريكا اليوم، أن التنظيم (القاعدة) لم يهتم بمصيره في تبنيه لعملية الطائرة الأمريكية الفاشلة، وانه لم يكترث إلى مصيره، قرر إبرام صفقة مع السلطات الأمريكية بإدلائه بمعلومات خطيرة."
ورد المشارك "المهاجر في سبيل الله بالقول: "يا أخي تحليل استراتيجي!!!!!!!!!!! على أساس أن الرجل كان سيضحي بحياته في سبيل القاعدة لا في سبيل الله فلله الأمر من قبل ومن بعد، ولو خرج اعتراف فتحت التعذيب لا غير ويوقع على شيء كالعادة لم يعترف به نسأل الله له الصبر والثبات."
أما المشترك "الطائر الميمون" فقد أعرب عن غضبه حيال هذه المعلومات بالقول: "ليس لديك تقوى أبداً ولا تعرفها أصلاً، أنت منافق تخادع المسلمين قاتلك الله وكشف خبيئتك.. قال صفقة .. قال."
يذكر أن عبدالمطلب كان قد مثل أمام القضاء في التاسع من يناير/كانون الثاني الماضي، ونفى الاتهامات التي وجهتها إليه سلطات الإدعاء الأمريكي، في أول ظهور له أمام المحكمة، في مدينة ديترويت بولاية ميتشغان.
ودفع فريق الدفاع عن فاروق، البالغ من العمر 23 عاماً، بأن موكلهم "غير مذنب" في الاتهامات الستة التي يواجهها، من بينها محاولة تفجير الطائرة الأمريكية خلال رحلتها من العاصمة الهولندية أمستردام، إلى مدينة ديترويت، ومحاولة قتل 289 شخصاً، هم عدد ركاب الطائرة.