الكنيسة تشن هجوماً مضاداً لدعم البابا
لندن، بريطانيا (CNN) -- شهدت أزمة الفضائح الجنسية التي تطارد عدداً كبيراً من الرهبان فضلاً جديداً الجمعة، إذ عبر كبار قادة الكنائس الكاثوليكية في فرنسا وبريطانيا عن "شعورهم بالعار والغضب" حيال التقارير التي تسببت بإحراج كبير للفاتيكان، وطال بعضها البابا بنديكت السادس عشر.
ووجه أساقفة الكنيسة الكاثوليكية في فرنسا رسالة إلى البابا، أدانوا فيها الفضائح، وعبروا عن مساندتهم له في المواقف التي ندد فيها بالانتهاكات التي طالت الأطفال في مراكز دينية بأيرلندا، معتبرين أن من ارتكب هذه الممارسات "شوهوا صورة الكنيسة وأضروا بالمجتمع المسيحي وجعلوا جميع أعضاء الأكليروس الديني عرضة للشبهات."
وأضافت الرسالة: "نعتبر أن هذه الممارسات كثيرة جداً رغم أنها من نتاج عمل عدد محدود من الرهبان."
أما أسقف وستمنستر، أحد أبرز رجال الكنيسة الكاثوليكية في بريطانيا، فقد اعتبر أن التقارير المتزايدة عن عمليات اغتصاب الأطفال "مثيرة للصدمة ومرفوضة تماماً."
وأضاف الأسقف فنسنت نيكولاس في رسالته: "أشعر بالعار حيال ما حدث وحيال اهتمام الكنيسة بحماية سمعتها عوض الإصغاء لما يقوله الضحايا،" وذلك في إشارة إلى التقارير حول تستر الكنيسة لعقود على هذه القضايا.
وفي ألمانيا، أصدر أسقف ميونخ، بيرنارد كيلنر، بياناً شديد اللهجة، أدان فيه المقال الذي نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" حول معرفة البابا بنديكت السادس عشر شخصياً بتورط قس أمريكي تحرش بنحو 200 طفل، وذلك خلال فترة توليه أسقفية ميونخ قبل عقدين.
وقال الناطق باسم كيلنر إن معلومات الصحيفة "قديمة وغير دقيقة."
والوثائق التي نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" تشتمل على رسالة وجهها مباشرة الأب الأمريكي لورنس مورفي إلى الكاردينال جوزيف راتسينغر في 1996 الذي أصبح البابا.
وقالت الصحيفة إن راتسينغر أبلغ في رسالتين بالاتهامات ضد لورنس مورفي تلقاهما من رئيس أساقفة ويسكونسن بالولايات المتحدة، لكنه لم يرد على الرسائل وتم تعليق محاكمة كنسية سرية سمح بها نائبه بعدما وجه مورفي رسالة مباشرة إلى راتسينغر ليطلب منه وقف الإجراءات بحقه.
وكتب مورفي في الرسالة "أود أن أعيش ما تبقى لي من فترة كهنوتي بكرامة،" وأضاف "اطلب مساعدتكم في هذه القضية،" لكن الصحيفة قالت إن الوثائق لا تتضمن ردا لراتسينغر.
وتوفي مورفي بعد عامين في 1998 عندما كان لا يزال كاهنا.
وعمل مورفي في المدرسة في الفترة من 1950 حتى 1974 ورغم الاتهامات المتعددة التي وجهت إليه، إلا انه تم نقله إلى أبرشية أخرى حيث سمح له بمواصلة العمل بحرية مع الأطفال.
وتم الحصول على هذه الوثائق من دعاوى قضائية رفعها خمسة أشخاص ضد أبرشية ميلووكي قدم محاموهم للصحيفة هذه الوثائق التي بقيت سرية لفترة طويلة رغم معارضة الكنيسة الكاثوليكية.