غلينتون يتحدث للصحفيين خارج مقر الحكومة البريطانية في داوننغ ستريت
لندن، بريطانيا (CNN)-- قضت إحدى المحاكم العسكرية في بريطانيا الجمعة، بسجن أحد الجنود لمدة تسعة شهور، بعدما رفض الانضمام إلى قوات بلاده التي تخوض قتالاً عنيفاً ضد مسلحي حركة طالبان في أفغانستان.
وأكد متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية أن المحكمة العسكرية في منطقة "كولشستر" جنوبي إنجلترا، أدانت الجندي جو غلينتون، الذي تغيب عن الخدمة، لرفضه العودة مرة أخرى للمشاركة في القتال بأفغانستان.
وأصبح غلينتون، الذي أمضى فترة استغرقت سبعة شهور في أفغانستان عام 2006، أحد أبرز منتقدي الحرب التي تشارك فيها بريطانيا بالدولة الآسيوية المضطربة، كما شارك في العديد من الاحتجاجات المناهضة للحرب، كما انتقدها علناً على شاشات التلفزيون البريطانية.
وفي مقابلة مع CNN قال الجندي البالغ من العمر 27 عاماً، إنه لا يشعر بتأنيب الضمير، ولكنه يرفض العودة إلى أفغانستان لأنه يشعر بأن الغزو الذي حدث في عام 2001، وما تبعه من صراع مسلح من مسلحي طالبان، يُعد "استخدام غير شرعي للقوة."
وأضاف غلينتون في المقابلة، التي أُذيعت في يوليو/ تموز الماضي: "الوضع في أفغانستان ومشاركتنا فيه يشكل عالاً إضافياً لإثارة عداء المسلمين في مختلف أنحاء العالم"، وتابع: "أعتقد أن الصراع أصبح جزءاً من الأزمة، وليس جزءاً من الحل."
تزامن الحكم بسجن الجندي غلينتون مع إدلاء رئيس الحكومة البريطانية، غودرون براون، أمام لجنة تحقيق في الحرب على العراق الجمعة، والتي قال فيها إن قرار مشاركة قوات بلاده في الغزو عام 2003 كان صائباً، واتخذ لأسباب منطقية.
وقال براون إنه يكن كل التقدير لأفراد القوات المسلحة "الذين خدموا بتميز كبير في العراق" وفقدوا أرواحهم، وكذلك يقدر عالياً تضحيات المدنيين، وأضاف: "أعتقد أن أي فقدان للأرواح هو مسألة تبعث على الحزن العميق."
وهذا هو أول تعليق لبراون على حرب العراق أمام اللجنة التي شكلت لتبحث في إرسال 45 ألف جندي بريطاني للمشاركة في غزو العراق بقرار من رئيس الوزراء السابق طوني بلير، الأمر الذي كان دوما محل جدل وأدى إلى احتجاجات مناهضة للحرب في العاصمة لندن.