مليكة بعد أن أجبرت على الظهور كاشفة وجهها
بروكسل، بلجيكا (CNN) -- انطلقت في العاصمة البلجيكية بروكسل الاثنين محاكمة لخلية يشتبه بانتماء أعضائها لتنظيم القاعدة وذلك وسط إجراءات أمنية مشددة، حيث يشتبه بأن المتهمة الرئيسية في الخلية، البلجيكية من أصل مغربي مليكة العرود، كانت على وشك تنفيذ هجوم إرهابي قبل ساعات قليلة من قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل في العام 2008.
وتتهم مليكة وزوجها الثاني التونسي الأصل، معز الغرسلاوي، بأنهما تزعما خلية إرهابية مرتبطة بالقاعدة وإدارة موقع على الإنترنت يمجد العمليات الانتحارية ويحث الشباب المسلمين على التضحية بأنفسهم وخوض الجهاد.
وكان الزوجان العرود والغرسلاوي قد حظيا بشهرة وسمعة داخل أوساط أجهزة مكافحة الإرهاب الأوروبية، خصوصاً وأن زوج العرود الأول، عبدالستار دهماني، قام بعملية اغتيال زعيم تحالف الشمال المناوئ لحركة طالبان، أحمد شاه مسعود، بكاميرا مفخخة بإيعاز من زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن قبل يومين من أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001.
وعندما التقت شبكة CNN بالزوجين عام 2006، كشفت العرود كيفية إدارتها لموقع مؤيد للقاعدة على الإنترنت أطلق عليه اسم "المنبر"، وهو عبارة عن منتدى كان يتم تحميل تسجيلات فيديو للقاعدة عليه.
وقال محققون بلجيكيون إن الموقع لعب دوراً مهماً في دفع أعضائه من البلجيكيين المتحدثين بالفرنسية إلى التطرف.
ووصفت مصادر أمنية لـCNN مليكة العرود بأنها "أسطورة القاعدة الحية" عندما ألقي القبض عليها في الحادي عشر من ديسمبر/كانون الأول 2008، وهو اليوم الذي كان قادة الاتحاد الأوروبي السبع والعشرين يتوجهون إلى بروكسل لحضور القمة الأوروبية.
وفي ذلك اليوم تم اعتقال 14 شخصاً في أكبر عملية لمكافحة الإرهاب في تاريخ بلجيكا، وتم توجيه الاتهام إلى ستة منهم فيما تم إطلاق سراح الباقين.
وفي ذلك الوقت، قالت مصادر أمنية لـCNN إن الخلية المزعومة لها صلات وثيقة بأحد كبار قادة تنظيم القاعدة والذي شارك في إعداد "مخطط الطائرة" عام 2006، فيما وصف بأنه أخطر "محاولة إرهابية" للقاعدة منذ هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.
ووفقاً لمسؤولين في جهاز مكافحة الإرهاب البلجيكي، فإن الغرسلاوي كان يعتمد على الإنترنت من أجل استقطاب وتجنيد أفراد للخلية.
أما المتهمون الآخرون فهم: هشام بيايو، وعلي الغنوتي ويوسف سعيد حريزي وهشام بوعلي زريول وجين تريفوا وعبدالعزيز باستين ومحمد باستين.
ومن المنتظر أن يحاكم غيابياً كل من الغرسلاوي، الذي لم يتم القبض عليه حتى الآن، وزريول، الذي فرّ بعد خروجه بكفالة.
وقال محامي الدفاع، كريستوف مارشان إن المحاكمة ستعقد 4 أيام في الأسبوع، بدءاً من يوم الاثنين وحتى السادس والعشرين من مارس/آذار الجاري، فيما ينتظر أن يتم إصدار الحكم في أواخر إبريل/نيسان المقبل.