كرزاي كان قد تبادل الانتقادات علناً مع واشنطن
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- دعا محللون سياسيون الإدارة الأمريكية إلى التوقف عن بعث الرسائل التي تشير إلى امتعاض واشنطن من تصرفات الرئيس الأفغاني، حميد كرزاي، واعتراضها على تصريحاته وأسلوب قيادته، باعتبار أن كرزاي هو "الخيار الوحيد" المتوفر أمام البيت الأبيض في كابول حالياً.
وقال الكاتب والمحلل السياسي، فريد زكريا، لـCNN، إن تصرفات واشنطن حالياً "خاطئة" حيال الرئيس الأفغاني، خاصة الإشارات الانتقادية إلى العملية الانتخابية التي منحته ولاية جديدة، والتي دفعت كرزاي إلى الرد باتهام الغرب بالبحث عن "حكومة دمى" خاضعة لرغباته.
ونصح زكريا الإدارة الأمريكية بمحاورة كرزاي ومحاولة البحث عن نقاط اتفاق معه، مشيراً إلى أن الاختلافات في وجهات النظر بين واشنطن والرئيس الأفغاني مماثلة لتلك الموجودة مع رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، لكن الإدارة الأمريكية لا تنتقد الأخير كما تفعل مع كرزاي.
وأضاف: "رغم وجود القوات الأمريكية التي أبقت المالكي في السلطة لسنوات بالعراق، إلا أنه كان يتسامح مع المليشيات الشيعية، والبعض يظن أنه كان يشجعها حتى، وأدى ذلك إلى مقتل عناصر في الجيش الأمريكي وحصول مجازر ضد السنة، وبروز مخاطر حرب أهلية، ولكن الضغط الأمريكي عليه ظل بعيداً عن الأضواء."
ولفت زكريا إلى أن كرزاي يتخذ في بعض الأحيان "مواقف غريبة تندد بالولايات المتحدة وبسياستها الخارجية،" ولكنه الحاجة الأمريكية إليه كبيرة، نظراً لحجم التأييد الذي يحظى به في أوساط عرقية "الباشتون" التي تشكل غالبية الشعب الأفغاني، وكذلك غالبية عناصر تنظيم القاعدة.
وأضاف: "الإدارة الأمريكية أمام خيار من اثنين، إما التعاون مع كرزاي أو البحث عن بديل عنه، وبما أن هذا البديل غير متوفر، فلا مناص من اعتماد الخيار الأول."
يذكر أن كرزاي كان قد اعتاد في الفترة الماضية توجيه انتقادات حادة للإدارة الأمريكي، كان بينها ما أدلى به في مقابلة مع CNN، عندما دعا الولايات المتحدة والدول المتحالفة معها إلى "التحلي بالصبر" في حال عجزت حكومته عن تسلم المهام الأمنية على أراضيها بحلول الموعد الذي حدده البيت الأبيض لبدء الانسحاب من أفغانستان، في يوليو/تموز 2001.
وتعهد الرئيس الأفغاني بالقيام بكل ما بوسعه لأجل "اجتثاث الفساد وتحسين الأداء الحكومي" مضيفاً أنه قام مؤخراً بفصل عدد من المسؤولين الفاسدين، غير أنه أشار إلى وجود ممارسات دولية تشجع على الفساد للتأثير على القرار في أفغانستان، داعياً الولايات المتحدة والدول الغربية إلى "وقف ممارساتها" التي تساعد على انتعاش هذه الظاهرة.