حداد عام في بولندا حزناً على رحيل كاتشينسكي ورفاقه
وارسو، بولندا (CNN)-- يبدو أن "سوء الحظ" مازال يلازم الرئيس البولندي الراحل ليخ كاتشينسكي، الذي لقي مصرعه في حادث مأساوي الأسبوع الماضي، حين تحطمت طائرته وسط ضباب كثيف، كما أن جنازته المرتقبة الأحد، قد لا ترقى إلى تطلعات البولنديين، بسبب احتمال غياب العديد من قادة العالم، بعد إغلاق معظم الدول الأوروبية، من بينها بولندا، أجوائها، بسبب السحابة البركانية الناجمة عن ثورة بركان أيسلندا.
وبينما أعلن البيت الأبيض مساء السبت، إلغاء زيارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، التي كانت مقررة إلى بولندا، للمشاركة في تشييع الرئيس الراحل، لم يحسم الرئيس الروسي، ديمتري ميدفيديف، وكذلك المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، موقفهما بشأن المشاركة في الجنازة، فيما تأكد وصول الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى العاصمة البولندية.
وكان البيت الأبيض قد أعلن في وقت سابق السبت، أن الرئيس أوباما يخطط لمغادرة قاعدة "أندرو" الجوية في وقت متأخر من مساء السبت، متوجهاً إلى بولندا لحضور جنازة كاتشينسكي الأحد، إلا أنه شدد على أن المسؤولين مازالوا يراقبون تطورات الوضع، في الوقت الذي أعلنت فيه عدة دول بغرب أوروبا أن إغلاق مطاراتها، بسبب السحابة البركانية، قد يستمر حتى الاثنين المقبل.
وفي موسكو، لم يتضح ما إذا كان الرئيس ميدفيديف الذي كان متواجداً في روسيا حتى وقت متأخر من مساء السبت، سيتوجه إلى بولندا في وقت لاحق، رغم أن الكرملين أكد في وقت سابق من الأسبوع الماضي، أن الرئيس الروسي يعتزم حضور جنازة الرئيس كاتشينسكي، الذي لقي مصرعه مع زوجته وعدد من كبار قادته العسكريين، في الحادث الذي وقع غربي روسيا، السبت الماضي.
ووسط تلك الأجواء، قرر رئيس لاتفيا، فالديز زاتليرس، وهو صديق مقرب للرئيس البولندي الراحل، التوجه إلى مدينة "كراكوف"، التي ستشهد مراسم تشييع الرئيس الراحل، باستخدام السيارة في رحلة تستغرق نحو 13 ساعة، وهو نفس الخيار الذي لجأ إليه رئيس وزراء إستونيا أندروس أنسيب، حيث قرر التخلص من تذاكر الطائرة وقيادة سيارته على الطريق البري إلى بولندا.
وتحطمت طائرة كاتشينسكي، من طراز "توبوليف - 154"، السبت الماضي، أثناء محاولتها الهبوط في قاعدة "سمولنيسك" الجوية غربي روسيا، حيث كان الرئيس البولندي الراحل يصطحب وفداً رفيعاً، لإحياء الذكرى السنوية السبعين لمذبحة "كاتين"، التي وقعت أثناء الحرب العالمية الثانية.
وقال خبراء المراقبة الجوية في أوروبا أنه تم السبت تشغيل نحو خمسة آلاف رحلة جوية بين عدد من المطارات الأوروبية، مقارنة بما يقرب من 22 ألف رحلة تمر عبر الأجواء الأوروبية في يوم السبت من كل أسبوع، في الظروف العادية.
ويقل هذا العدد من الرحلات عن نظيره المسجل في اليوم السابق، حيث شهد الجمعة تسيير حوالي عشرة آلاف و400 رحلة، من بينن حوالي 28 ألف رحلة بين المطارات الأوروبية في يوم الجمعة من كل أسبوع.
ويرى مراقبون أن حادث تحطم طائرة الرئيس البولندي في روسيا سيكون له تأثير جانبي آخر مهم على صعيد العلاقات المتوترة بين البلدين، حيث قال جيمس شير، من "شاتام هاوس" البريطاني، إن العلاقات بين البلدين سادها التوتر المتواصل على خلفية مجزرة "كاتين"، التي قتل فيها عشرات الآلاف البولنديين عام 1940، جراء العلاقة الوثيقة التي تربط بولندا بالولايات المتحدة.
وأوضح: "كاتين كانت القضية الأكثر صعوبة حتى اللحظة الراهنة.. والجميع يعرف في بولندا أن مذبحة كاتين هي جزء ضئيل للغاية من جهد منظم من قبل الروس، للتخلص من كامل الشعب البولندي"، وأضاف أنه سيكون من الجيد للعلاقات بين البلدين، إجراء تحقيق مفتوح وسريع في حادث تحطم الطائرة.