الضربات أدت إلى مقتل مئات المدنيين الأفغان خلال السنوات الماضية
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- خلص تقرير أمريكي يتعلق بالتحقيقات التي جرت لمعرفة أسباب مقتل 23 مدنياً أفغانياً عن طريق الخطأ من قبل سلاح الجو، إلى القول بأن القوات التي تنفذ المهام العسكرية في أفغانستان "بحاجة للمزيد من التدريب،" كما ينقصها تطوير طرق التواصل وتحسين القدرة على اتخاذ القرار.
وقال التقرير، الذي تناول بالتفصيل حادث قصف طائرات أمريكية دون قصد لمجموعة من المدنيين في فبراير/شباط الماضي، إن أربعة من الضباط الكبار في الفصيلة التي نفذت المهمة تعرضوا لـ"تأنيب رسمي" عقب الحادث، الذي اضطر بعده قائد القوات الدولية بأفغانستان، الجنرال ستانلي ماكريستال إلى الاعتذار من الرئيس حامد كرزاي.
وبحسب ما تظهره الوثائق التي جمعت عن الحادث، فإن أحد جنود القوات الأمريكية رصد قافلة مدنية تمر في منطقة بولاية أوروزغان الجنوبية، فظن أنها تضم مسلحين، وطلب من سلاح الجو توجيه ضربة إليها، ما أدى لمقتل 32 شخصاً وجرح 12 آخرين.
وتسبب الحادث في موجة احتجاجات غاضبة ضد القوات الدولية من قبل الشعب والحكومة في أفغانستان، خاصة وأنه جاء بعد أسبوعين من عمليات شرسة نفذها التحالف الدولي ضد حركة طالبان، شهدت مقتل أكثر من 50 مدنياً في حوادث متفرقة.
وكانت الأمم المتحدة قد تحدثت في تقرير دولي عن وجود قفزة في أعداد القتلى المدنيين في الحرب على حركة طالبان في أفغانستان، محملة كافة أطراف النزاع المسؤولية عن ذلك.
وبحسب الأمم المتحدة، تتمثل أكثر التكتيكات المستخدمة في أفغانستان دموية في القنابل التي يزرعها المسلحون في الطرقات والهجمات الانتحارية، بالإضافة للضربات الجوية التي يقوم بها الجيش الأمريكي وقوات التحالف.
وخلص التقرير إلى أن مقاتلي طالبان "يتمركزون عمداً في المناطق المدنية بغرض مراوغة القوات الأجنبية حيث يصعب التمييز بين العناصر المقاتلة والمدنيين، في سياق سياسة واضحة الهدف منها تحفيز رد عسكري في مناطق يرجح للغاية مقتل مدنيين فيها."
وسلط تقرير المنظمة الأممية الضوء على نمط دموي لهجمات طالبان حيث تستهدف الحركة المتشددة موظفي الإغاثة والعاملين بالحكومة بالإضافة إلى العاملين في مجال تقديم العون الطبي والتعليمي، تحديداً في مدارس البنات."
وأضاف أنه رغم تشكيل لجنة عسكرية لمتابعة ورصد حوادث وفيات المدنيين، إلا أن العمليات الجوية للقوات الغربية "تظل مسؤولة عن نسبة كبيرة من إجمالي القتلى المدنيين" في أفغانستان.