التقرير نقل عن مصادر لم يكشف هويتها
إسلام أباد، باكستان (CNN) -- ردت الحكومة الباكستانية بعنف الأحد على تقرير يتهم أجهزتها الاستخبارية بتدريب عناصر حركة طالبان ومليشيات أفغانية أخرى وتزويدها بالسلاح والعتاد، معتبرة أنه مبني على "تكهنات" ولا يستند إلى "مصادر ذات مصداقية."
وقال الجنرال أثير عباس، الناطق باسم الجيش الباكستاني، لـCNN، إن إسلام أباد تتحدى معد التقرير، وهو مات ويلدمان من كلية لندن للشؤون الاقتصادية، تقديم أدلته إليها كي تتمكن من الرد عليها بشكل رسمي، مضيفاً أن الحكومة لن تعطي التقرير الكثير من الأهمية.
وأضاف عباس: "إذا نظرنا إلى التقرير فسنجد أنه لم يعتمد على مصادر ذات مصداقية، وفي أفضل الأحوال لا يمكن وصفه بأكثر من أنه عبارة عن تكهنات تعتمد على مصادر غير معلنة، وهذا النوع من التقارير يجب أن يتلقى الرد الذي يستحقه، لذلك فإن الحكومة لن ترد عليه بشكل رسمي."
وتابع عباس قائلاً: "لكننا نشدد على أننا نرفض هذه الإدعاءات والاتهامات، وإن كان هناك من أدلة رسمية يمكن تقديمها عندها سنرد بشكل دقيق."
وكان ويلدمان قد قال في تقريره إن جهاز الاستخبارات الباكستاني المعروف ISI يدرب عناصر طالبان ويوفر لهم التمويل والمأوى، كما يدرب مجموعة "شبكات حقاني" التي تتحالف مع طالبان تارة، وتحاربها تارة أخرى.
ورأى ويلدمان أن باكستان لا تسيطر كلياً على طالبان، رغم أنها تدعمها، وبالتالي فهي لا تملك القدرة على وقف النزاع في أفغانستان.
واعتمد ويلدمان على أحاديث مع تسعة قادة ميدانيين من ثلاث مناطق أفغانية، إلى جانب قيادات سابقة في طالبان ورجال قبائل وسياسيين وخبراء، ومصادر رفض تسميها.
ورأى عباس أن رفض ويلدمان تسمية مصادره تجعل تقريره "مجرد هراء" قائلاً: هل كشف الكاتب أسماء أي من القادة الذين قال إنه قابلهم؟ إذا فهذا التقرير ليس سوى واحد من تلك الأبحاث التي تبرز بين الفينة والأخرى ولا حاجة للرد عليها.
وينقل التقرير عن أحد قادة حركة طالبان في جنوبي أفغانستان قوله: "إذا اعتقد أحد ما بأن المخابرات الباكستانية لا تدعم طالبان فسيكون بالتأكيد يعاني من مشكلة عقلية.. كل الخطط والاستراتيجيات العسكرية التي نطبقها تأتي من باكستان ونحن ننفذها خطوة بخطوة."
وأورد التقرير أيضا اتهام قيادي آخر في طالبان لجماعات في الحركة بالخضوع الكامل للإرادة الباكستانية، التي قال إنها مسؤولة عن عمليات قتل المدنيين وتفجير المدارس والمشاريع الحكومية لخلق الفوضى في أفغانستان وإسقاط النظام.