أوباما توقع ''أوقات صعبة'' لقوات بلاده بأفغانستان
كابول، أفغانستان (CNN)-- أعلنت القوات الأمريكية العاملة في أفغانستان أنها تمكنت السبت من قتل قيادي في حركة طالبان المتشددة، يعتقد أنه مسؤول عن ترتيب هجوم أدى إلى مقتل اثنين من جنودها ليل الأربعاء، وذلك في منطقة شهاردارة التابعة لولاية قندوز الشمالية.
وذكر بيان القوات الأمريكية إن القتيل يدعى "الملا عبدالرازق" وقد كان يتولى مسؤوليات عديدة في حركة طالبان، بينها ترتيب عمليات نقل المهاجين الانتحاريين في كافة المناطق الواقعة شرقي قندوز، والتخطيط لهجمات تستهدف الوحدات الدولية.
وبحسب البيان، فإن العملية التي أدت إلى قتل عبدالرازق أودت أيضاً بحياة عدد آخر من المسلحين الذين حاولوا مهاجمة القوات الأمريكية، ما دفعها إلى إطلاق النار عليهم.
وكانت قوات المساعدة الدولية لإقرار الأمن في أفغانستان "إيساف"، التابعة لحلف شمال الأطلسي "الناتو" قد أعلنت الجمعة مقتل جنديين أمريكيين في هجوم شنه مسلحون، يُعتقد أنهم موالون لحركة "طالبان"، جنوبي أفغانستان.
يأتي مقتل هذين الجنديين بعد نحو أسبوع على مقتل أربعة جنود أمريكيين آخرين، نتيجة إسقاط طائرة مروحية تابعة لحلف الأطلسي، في التاسع من يونيو/ حزيران الجاري، وهو نفس اليوم الذي شهد مقتل جندي بريطاني نتيجة انفجار عبوة ناسفة بجنوب أفغانستان.
ويرفع مقتل الجنديين حصيلة الخسائر البشرية للقوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة في أفغانستان، إلى ما يزيد على 31 قتيلاً خلال الشهر الجاري، بينهم 17 جندياً أمريكياً على الأقل، وفق إحصائية تعدها CNN.
وتضع هذه الحصيلة الشهر الجاري كأكثر الشهور دموية منذ بدء الغزو الأمريكي لأفغانستان، للإطاحة بنظام طالبان في أواخر عام 2001، في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/ أيلول من نفس العام على واشنطن ونيويورك.
وتجاوزت خسائر القوات الأمريكية ألف قتيل، منذ بداية الغزو، وسط توقعات بأن العام 2010 الحالي، ربما يُعد الأكثر دموية لقوات التحالف، حال استمرار العنف الدموي على ما هو عليه حالياً.
وفي تباين حاد عن حصيلة قتلى الجنود الأمريكيين في حرب العراق، لقي أكثر من 1000 جندي مصرعهم خلال الـ18 شهراً الأولى، التي تلت الغزو في مارس/ آذار 2003، بينما بلغ حجم الخسائر الأمريكية في أفغانستان هذا المعدل، بعد مرور 104 شهور على الحرب، التي تقودها الولايات المتحدة.
وتوضح معدلات الخسائر البشرية بين قوات التحالف، مدى تزايد خطورة الأوضاع في أفغانستان يوماً بعد يوم، ففي الفترة من عام 2001 وحتى 2006، لم يبلغ معدل القتلى الأمريكيين 100 قتيل في أي عام، غير أن المؤشر أخذ في الارتفاع منذ 2007 إلى أكثر من 300 قتيلاً العام الماضي.
وكان الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، قد حذر في مايو/ أيار الماضي، من فترة عصيبة ستواجهها قوات بلاده في أفغانستان.
وفيما توقع وزير الدفاع الأمريكي، روبرت غيتس، معارك ضارية، فقد رجح رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، الأدميرال مايك مولن، نشوب مواجهات صعبة للغاية في جنوب أفغانستان.
وتواجه الولايات المتحدة وحلفاؤها في أفغانستان مقاومة شرسة من حركة طالبان التي لم ينجح التحالف الغربي في قمع قواها العسكرية أو تحييدها رغم قرابة تسعة أعوام من الغزو والعمليات العسكرية المتواصلة.