الجيش التركي يتوقع تصاعد الأحداث
أنقرة، تركيا (CNN)-- أعلن الجيش التركي ومصادر بحزب العمال الكردستاني السبت، أن المعارك التي اندلعت مؤخراً بين الجانبين في المناطق الحدودية بشمال العراق، أسفرت عن مقتل ثمانية جنود أتراك على الأقل، ونحو 12 مسلحاً من الانفصاليين الأكراد.
وتوقع الجيش التركي "صيفاً ساخناً" في المنطقة، مع تصاعد عمليات التسلل التي يقوم بها عناصر الحزب الكردستاني PKK، مشيراً إلى أن ضربات التنظيم باتت أوسع وأقوى، إذ سقط منذ مارس/ آذار الماضي، 43 جندياً تركياً، مقابل 130 مسلحاً كردياً.
وقال الجنرال فخري كير، قائد قوة الأمن الداخلي التابعة للجيش التركي، إن أنقرة تمكنت من تحسين الضربات الجوية التي تشنها ضد حزب العمال ورفع مستوى دقتها، كاشفاً أن الغارة التي نفذتها مقاتلات تركية في 20 مايو/أيار الماضي عند الحدود مع العراق أدت إلى مقتل أكثر من مائة مسلح.
وكان الجيش التركي قد أعلن دخول مئات من عناصره إلى داخل الحدود العراقية بعمق يصل إلى ثلاثة كيلومترات لمطاردة عناصر الحزب الكردستاني، بعد سلسلة هجمات نفذوها داخل تركيا.
وتزامن ذلك مع إصدار منظمة "صقور الحرية" الكردستانية، المقربة من حزب العمال بيان حذرت فيه السياح الأجانب من القدوم إلى تركيا، باعتبار أنها ستجعل من المرافق السياحية والترفيهية هدفاً لها خلال الأيام المقبلة.
وكانت هجمات المسلحين الأكراد قد تصاعدت في الفترة الماضية، وتجاوزت مناطق شمالي العراق لتصل إلى البحر الأسود.
يذكر أن حزب العمال الكردستاني يقاتل الحكومة التركية منذ نهاية العقد الثامن من القرن الماضي، وكانت مطالبه الأساسية تصل إلى حد الدعوة لانفصال الأقاليم التي يقطنها الأكراد، وهم يشكلون 18 في المائة من سكان البلاد.
ولكن مطالب الحزب تبدلت في السنوات الأخيرة، وباتت تقتصر على الاعتراف بالحقوق والثقافة الكردية، علماً أن النزاع حصد حتى اليوم أكثر من 30 ألف قتيل.
وتصاعد القتال في جنوب شرق تركيا في الأسابيع الأخيرة لان فصل الصيف يساعد على زيادة عمليات التسلل للمسلحين الذين لديهم عدة مخيمات في منطقة كردستان العراق التي تتمتع بحكم ذاتي، وذلك بعدما علق المسلحون وقفا لإطلاق النار أعلنوه من جانب واحد قبل عام.
وجاء تعليق وقف إطلاق النار بعد أيام على إعلان قائد الحزب، عبدالله أوجلان، في رسالة من سجنه التركي، أن أنقرة غير جادة في العثور على حل سلمي للقضية الكردية.