بتريوس يعيد الحسابات بأفغانستان
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- كشفت مصادر عسكرية مطلعة على ملف الحرب في أفغانستان أن الجنرال ديفيد بتريوس، قائد القيادة الأمريكية الوسطى، سيقوم بمراجعة شاملة لكافة المعايير العسكرية المطبقة في أفغانستان، بعدما تسلم منصبه الجديد على رأس القوات الأمريكي في ذلك البلد خلفاً للجنرال ستانلي ماكريستال الذي استقال بسبب تهكمه على شخصيات بواشنطن.
وذكرت المصادر أن بتريوس سيطلب مراجعة نظام "قواعد الاشتباك" الذي يحدد للقوات الشروط التي تنظم فتح النار على الأهداف في أرض المعركة، خاصة بعدما "وردته اعتراضات وحالات تململ بين الجنود بسبب القيود الموضوعة على العمليات الجوية والبرية منذ عهد ماكريستال بهدف حماية المدنيين."
وبحسب المصدر، فإن بتريوس سيدرس النظم المطبقة حالياً، ومن ثم سيقرر ما إذا كانت المشكلة تتعلق بعدم فهم الجنود لقواعد الاشتباك أو أن القواعد نفسها بحاجة لمراجعة.
وكان قائد أركان الجيش الأمريكي، الأميرال مايك مولان، قد أشار إلى أن تفويض بتريوس بقيادة العمليات في أفغانستان يسمح له بـ"إجراء كافة التغييرات التي يراها ضرورية،" وإن كان قد أشار إلى أن قائد القيادة الأمريكية الوسطى "يدرك أهمية حماية أرواح المدنيين."
مقربون من ماكريستال: كان يتحدث بصورة غير رسمية
وبالعودة إلى قضية التصريحات التي أدلى بها ماكريستال لمجلة "رولينغ ستونز" والتي تسببت بخسارته لمنصبه، قال مصدر إعلامي مقرب من الجنرال الأمريكي إن الأخير رفض توريط أي من المحيطين به في الملف وتحمل تبعاتها منفرداً، ما يدل على شجاعته.
ولكن المصدر قال إن ماكريستال لم يوضح بشكل كامل حقيقة أن الانتقادات التي وجهها إلى شخصيات في الإدارة الأمريكية، مثل نائب الرئيس جو بايدن، إنما جاءت بصورة غير رسمية، وضمن تعليقات كان قد اشترط على محرر المقابلة عدم ذكرها.
وتابع المصدر: "لقد قام الصحفي بإجراء نوعين من الحوارات، واحد رسمي والآخر غير رسمي، الهدف منه إطلاعه على آليات اتخاذ القرار العسكري وطبيعة العلاقات بين القيادات الأمريكية، وقد راجعنا الحوارات الرسمية ولم نجد فيها تصريحات ماكريستال، ما يدل على أنه قال ما قاله في لقاء غير رسمي."
ونفى المصدر أن يكون ماكريستال أو الجهاز الإعلامي المحيط به قد أطلعا على المقال قبل نشره ووافقا على المواد التي جاءت فيه.
من جهتها، ردت هيئة تحرير مجلة رولينغ ستون على هذه التصريحات لـCNN بالقول إنها لم تقدم المادة بشكلها النهائي للجيش، وذلك باعتبار أن التصريحات نفسها لا تخضع للمراجعة، وإنما يقتصر الأمر على الحقائق والأرقام التي ترد في النص.
وأكدت هيئة التحرير أن جميع المواقف التي أدلى بها ماكريستال كانت في جلسات رسمية، مؤكدة أنها تحترم الجلسات غير الرسمية ولا تنقل الوقائع التي تجري فيها.
غير أن المصدر العسكري شكك في صحة موقف المجلة، وعرض لـCNN وثيقة تضم بعض الأسئلة التي أرسلتها المجلة للموافقة عليها، وبينها هوية الجهة التي صوّت لها ماكريستال في الانتخابات الرئاسية، وقد طلبت القيادة العسكرية شطب السؤال من المقابلة ولكن المجلة عادت ونشرت أن الجنرال الأمريكي صوت للرئيس باراك أوباما.