عالم إيراني "مفقود" يتهم المخابرات الأمريكية باختطافه

الشخص الذي قال إنه شهرام أميري كما ظهر في تسجيل مصور تم الكشف عنه الأربعاء

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تجدد الجدل الأربعاء حول قضية اختفاء العالم النووي الإيراني، شهرام أميري، بعدما بثت عدة مواقع على الانترنت تسجيلين مصورين له، قال في أحدهما إنه تعرض للاختطاف من قبل الاستخبارات الأمريكية، رغم ظهوره في فيديو سابق، ذكر فيه أنه موجود في الولايات المتحدة بغرض الدراسة.

وظهر في تسجيل فيديو، بثته أيضاً عدة محطات تلفزيونية إيرانية، ولم يتسن لـCNN التأكد من صحته، شخص قدم نفسه على أنه شهرام أميري، والذي تفيد السلطات الإيرانية باختفائه منذ أكثر من عام، وقال المتحدث إنه تمكن من الهرب من عملاء الاستخبارات الأمريكية، ويختبئ حالياً في إحدى المناطق بولاية "فرجينيا."

وهذا الفيديو هو الثالث على شبكة الانترنت للعالم الإيراني "المزعوم"، حيث ذكر في تسجيل سابق مطلع يونيو/ حزيران الجاري، أنه تعرض للاختطاف والتعذيب، ولكن بعد أيام قليلة ظهر في تسجيل آخر ونفى تلك المزاعم، وقال إنه انتقل إلى الولايات المتحدة برغبته، ويقوم بالدراسة في إحدى جامعات ولاية "أريزونا."

ولكنه عاد في أحد التسجيلين اللذين تم الكشف عنهما الأربعاء، ليؤكد من جديد أنه نُقل إلى الولايات المتحدة قسراً وبغير رغبته، ويخشى أن يكتشف عملاء الاستخبارات الأمريكية مكانه واعتقاله مجدداً.

واختفى شهرام أميري في يونيو/ حزيران من العام الماضي، بينما كان في رحلة لأداء مناسك العمرة في المملكة العربية السعودية، حيث تقول طهران إن الاستخبارات الأمريكية قامت باختطافه بمعاونة أجهزة الاستخبارات السعودية، وهي الاتهامات التي نفتها كل من واشنطن والرياض.

وفي الثامن من يونيو/ حزيران الجاري، استدعت وزارة الخارجية‌ الإيرانية السفير السويسري في طهران، باعتبار بلاده الجهة الراعية للمصالح الأمريكية في إيران، وأبلغته احتجاجها على ما قالت إنها "وثائق تؤکد اختطاف" الباحث النووي الإيراني، شهرام أميري، من قبل وکالة الاستخبارات المرکزيه الأمريكية ونقله إلى الولايات المتحدة.

واتهمت طهران المخابرات السعودية أيضاً بالضلوع في العملية، مشيرة إلى أنها اختطفت أميري خلال زيارته إلى المدينة المنورة لأداء العمرة، وسلمته إلى واشنطن، غير أن البيان الرسمي للخارجية الإيرانية لم يشر إلى تقديم احتجاج مماثل لسفارة المملكة في طهران.(المزيد)

جاء الاحتجاج الإيراني بعد ساعات من بث التلفزيون الإيراني لشريط مصور ظهر فيه شخص قيل إنه أميري، الذي وصف بأنه "باحث في جامعة مالك الأشتر الصناعية"، يشرح فيه "کيفية اختطافه في المدينة المنورة، عندما کان يؤدي مناسك العمرة، على يد القوات الأمريكية والسعودية"، وفقاً لوكالة الأنباء الإيرانية.

وقالت الوكالة إن الشريط مسجل في الخامس من أبريل/ نيسان الماضي، يظهر فيه أميري وهو يقول إنه متواجد في مدينة "توسان" بولاية آريزونا، وبأن وکالة الاستخبارات المرکزية الأمريكية CIA وأجهزة الاستخبارات السعودية اختطفته في المدينة المنورة، عبر حقنه بحقنة مخدرة و نقله إلى الولايات المتحدة.

وقال أميري إنه "تعرض لأبشع أنواع التعذيب النفسي خلال الأشهر الثمانية من احتجازه في الولايات المتحدة، لكي يدلي من خلال برنامج متلفز بتصريحات يؤکد فيها أنه من الخبراء المهمين في البرنامج النووي الإيراني، وأنه طلب اللجوء السياسي بواشنطن، ولديه معلومات ووثائق سرية، عن البرنامج النووي العسكري الإيراني."

ولم يكشف التلفزيون الإيراني كيفية حصوله على الشريط، ولكن التقارير الإعلامية الرسمية في طهران قالت إن وزارة الداخلية "حصلت عليه بطرق خاصة."

وفي ديسمبر/ كانون الأول الماضي، نفى رئيس وكالة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، أن يكون شهرام أميري، موظفاً في وكالته، واصفاً الأحاديث في هذا الشأن بأنها "شائعات."

وفي يناير/ كانون الثاني، وجهت إيران أصابع الاتهام إلى الولايات المتحدة وإسرائيل في حادث اغتيال العالم النووي مسعود علي محمدي، وقال الناطق باسم وزارة الخارجية، رامين مهمانبرست، إن التحريات الأولية "کشفت عن ضلوع مثلث الكيان الصهيوني وأمريكا والعناصر العميلة لهما في إيران، في هذه العملية الإرهابية."

يُذكر أن إيران تحتجز ثلاثة شبان أمريكيين، هم شاين بوير وسارة شورد، وجوش فتال، وتتهمهم بالتجسس عليها بعد دخولهم أراضيها بصورة غير شرعية، بينما تنفي أمريكا ذلك، وتعتبر أنهم من المدنيين الذين كانوا يتسلقون الجبال في كردستان العراق، ودخلوا إلى إيران بطريق الخطأ.

وتواردت مؤخراً تقارير إعلامية أفادت بأن الأمريكيين الثلاثة لم يدخلوا إلى الأراضي الإيرانية، وأن قوات إيرانية اختطفتهم من داخل الأراضي العراقية، إلا أن الخارجية الأمريكية قالت إنه لا يمكنها في الوقت الراهن، التعويل على مثل هذه التقارير.