مسلمون يصلون في واشنطن
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- تصاعدت في الولايات المتحدة حدة التعليقات على تصريحات أدلى بها سياسي ينتمي للحزب الجمهوري، مرشح لمنصب المحافظ في إحدى مدن ولاية تينيسي، بعد أن أعرب علناً عن شكوكه في إمكانية أن ينظر إلى الإسلام على أنه دين كسائر الأديان.
وانتشر على موقع يوتيوب تسجيل مصور للسياسي رون رامزي، يظهر فيه خلال جولة انتخابية في مدينة مورفرسبرو، تحدث خلالها عن معارضته لتوسعة مسجد موجود في المنطقة كان قد ثار حوله الكثير من الجدل، إذ أعرب عدد من السكان عن قلقهم من اعتباره إشارة لتزايد التيارات المتشددة ضمن المسلمين بالمدينة.
وقال رامزي، وهو عضو في مجموعة "حفلة الشاي" المحافظة داخل الحزب الجمهوري، إنه يدعم "الحرية الدينية" في المدينة ويدافع عنها، ولكنه لا يقبل بأن تصبح هذه الحماية "مدخلاً لتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية في ولاية تينيسي والولايات المتحدة الأمريكية."
وأضاف رامزي، بتصريحاته المثيرة للجدل: "يمكن حتى أن نثير السؤال حول ما إذا كان الإسلام هو بالفعل ديانة، أم أن له طبيعة قومية أو أنه أسلوب حياة أو إطار جامع لفرقة دينية، أو كل ما قد ترغبون بقوله."
وتابع: "نحن نقوم بحماية أدياننا، ولكن في الوقت عينه علينا أن نعرف بأن هذا أمر سيكون علينا مواجهته."
وجاءت مواقف رامزي في نفس اليوم الذي كانت فيه المدينة تشهد تحركاً ضم المئات من معارضي توسعة المسجد، الذين نظموا مسيرة باتجاه مقر المحكمة المحلية للاعتراض على المشروع، بينما كانت مجموعة موازية من حيث العدد تعتصم في الموقع نفسه للدفاع عن الخطوة.
من جانبه، أصدر مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية بياناً دعا فيه رامزي إلى الاجتماع مع قادة الشريحة المسلمة من سكان تينيسي حتى يتمكن من الحصول على "معلومات متوازنة ودقيقة حول الإسلام."
وقال مدير العلاقات الداخلية في المجلس، إبراهيم كوبر، إنه يلاحظ خلال الفترة الماضية موجة متزايدة من الدعوات إلى تقييد الحريات الدستورية الممنوحة للمسلمين.
أما رامزي، فرد على هذه الانتقادات بالدفاع عن موقفه قائلاً: "قلقي الوحيد هو أن الكثير من جوانب الإسلام باتت تعكس فلسفة سياسية تؤمن بالعنف ولا تعكس وجه ديانة محبة للسلام.. يجب على الأمريكيين المسلمين الذين يحبون هذا البلد أن يعلنوا بشكل كامل إدانتهم للجهاد العنيف الطابع وأن يطردوا الذين يرغبون بإيذاء أمريكا خارج مجتمعاتهم."
يذكر أن رامزي ما زال في مرحلة الترشح الأولية، إذ يتنافس على دعم الحزب الجمهوري مع زاك وامب، والذي أثار بدوره انتقادات كثيرة مؤخراً بسبب دعوته المدينة لرفض قانون التأمين الصحي.