الوثائق المسربة تتضمن عمليات سقط صحيتها مدنيون
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- كشفت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" الخميس، عن محاولة أحد كبار المسؤولين بالوزارة التحدث إلى أحد الممثلين القانونيين لموقع "ويكيليكس"، الذي قام بنشر وثائق سرية حول عمليات الجيش الأمريكي في أفغانستان، إلا أن هذه المحاولة لم تسفر عن أي مفاوضات.
وقال بريان وايتمان، المتحدث باسم البنتاغون، إن كبير المحامين بالوزارة حاول التحدث إلى شخص قال إنه الممثل القانوني لموقع "ويكيليكس"، في حوالي العاشرة صباح الأحد 15 أغسطس/ آب الجاري، إلا أن ذلك الشخص لم يرد على الهاتف.
واضطرت البنتاغون، في وقت متأخر من مساء الأربعاء، إلى الكشف عن مضمون خطاب موجه من مستشار الشؤون العامة في وزارة الدفاع، جاي تشارلز جونسون، إلى شخص يُدعى تيموثي ماتوشسكي، وهو محام بمدينة "هاتيسبرغ"، في ولاية المسيسيبي.
وقال المتحدث باسم البنتاغون إن الكشف عن ذلك الخطاب جاء بسبب "معلومات غير دقيقة"، أعلن عنها موقع "ويكيليكس" مؤخراً، وجاء فيها أن هناك اتصالاً قد جرى بين الوزارة والموقع المختص بنشر معلومات استخباراتية.
وأضاف وايتمان: "اليوم، وبسبب هذا اللغط الذي وصل إلى عامة الناس، فإننا قمنا بالكشف عن هذا الخطاب الذي تم إرساله إلى ذلك الشخص."
وكان موقع "ويكيليكس" قد أبلغ بعض وسائل الإعلام بأن الجيش الأمريكي يسعى للعمل مع الموقع على مراجعة الوثائق السرية التي تم تسريبها، والتي يعتزم الموقع نشرها قريباً.
ولكن وايتمان شدد على أنه لم يتم إجراء اتصال مباشر بين مسؤول البنتاغون والممثل القانوني للموقع الإلكتروني، في الموعد المحدد.
وقال: "لم يتم إجراء أي اتصال مباشر، لقد حددنا أحد الأشخاص المعنيين، لن أخوض في مزيد من التفاصيل، وعرفنا أنه يمثل موقع ويكيليكس قانونياً، قمنا بالترتيب لإجراء محادثة معه، إلا أنه لم يظهر في الموعد المحدد."
من جانبه، وصف المحامي ماتوشسكي لـCNN تصريحات المتحدث باسم البنتاغون بأنها "أكاذيب."
وقال: "لم أوافق أبداً على ذلك"، وتابع قائلاً: "هذا الشخص (جاي تشارلز جونسون) لم يقم بالاتصال بي على الإطلاق، ولم أوافق أبداً على تلقي اتصال هاتفي صباح الأحد 15 أغسطس/ آب (الجاري)، لو كانوا طلبوا مني ذلك كنت سأبقى إلى جانب الهاتف، لقد كنت نائماً في ذلك الوقت."
وكان موقع "ويكيليكس" قد ذكر في وقت سابق أنه يعتزم نشر 15 ألف وثيقة سرية جديدة، حول الحرب التي تقودها الولايات المتحدة في أفغانستان، رغم تحذير "البنتاغون" من أن هذه الوثائق المسربة سيكون لها "عواقب وخيمة" على الجنود الأمريكيين، كما أنها قد تضر بعلاقة الولايات المتحدة مع حلفائها في المنطقة.
وقال جوليان أسانغ، مؤسس ومدير الموقع المختص بنشر معلومات استخباراتية، في تصريحات بالعاصمة البريطانية لندن الخميس: "نحن الآن في نصف الطريق لإتمام ذلك"، في إشارة إلى عملية نشر الوثائق السرية الجديدة، والتي وصفها بأنها "عملية مكلفة للغاية."
وحذرت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" الموقع من نشر مزيد من الوثائق، حيث ذكر جيف موريل، نائب مساعد وزير الدفاع للشؤون العامة، أنها "تمثل تكراراً لخطأ تسبب بالفعل في تهديد حياة الكثير من الناس"، وطلب من مسؤولي الموقع إزالة "الوثائق المسروقة" من الموقع.
ويُعد نشر تلك الوثائق أكبر عملية تسريب استخباراتية في تاريخ الولايات المتحدة، مقارنة بالكشف عن حقبة حرب فيتنام في "أوراق البنتاغون"، حيث علق دانيال ألسبيرغ، مسؤول البنتاغون الذي سرب أسرار حرب فيتنام، بقوله: "لم نشهد تسريباً غير مصرحاً به بهذا الحجم منذ 39 عاماً."
وشنت قيادة الجيش الأمريكي هجوماً عنيفاً على مدير موقع "ويكيليكس"، وقالت إن يديه قد "تتلطخان بالدماء" جراء الخطر الذي يترتب عن عمله.