نشر الموقع وثائق سرية عن الحرب التي تقودها أمركيا في أفغانستان
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- يعتزم موقع "ويكي ليكس" نشر مجموعة جديدة من الوثائق السرية الخاصة بوكالة الاستخبارات الأمريكية CIA، الأربعاء، غير أنه لم يكشف إذا ما كانت تتعلق بالحرب الأمريكية في أفغانستان، والتي سبق وأن نشر عنها الموقع الإلكتروني مستندات سرية تتعلق بالعمليات العسكرية الأمريكية هناك، في خطوة انتقدها مسؤولون أمريكيون بشدة.
وأعلن "ويكي ليكس" على صفحته على موقع "تويتر"، الثلاثاء، أنه "سينشر وثائق وكالة الاستخبارات غداً (الأربعاء)" دون أن يكشف إذا ما كانت دفعة جديدة من الوثائق تتعلق بما أسماه "مذكرات حرب أفغانستان."
وفي خطوة قوبلت بانتقادات في واشنطن، نشر الموقع الإلكتروني في وقت سابق من الشهر، نحو 76 ألف وثيقة تتعلق بحرب أفغانستان، ووعد بنشر 15 ألف وثيقة جديدة قريباً.
ومن جانبه، طالب البنتاغون، باسترداد كافة الوثائق التي تخضه ودعا "ويكي ليكس" إلى حذفها من سجلاته.
وكان وزير الدفاع الأمريكي، روبرت غيتس، قد حذر من أن نشر تلك المستندات سيكون له عواقب وخيمة على حياة الجنود الأمريكيين في أرض المعارك، وإمكانية أن تضر بعلاقة الولايات المتحدة مع حلفائها في المنطقة.
وبدورها، أدانت الحكومة الأفغانية تسريب تلك الوثائق السرية.
وعلى صعيد مواز، أصدرت الحكومة السويدية مذكرة اعتقال غيابية بحق الأسترالي مؤسس الموقع، جوليان أسانغ، بتهمة الاغتصاب الأسبوع الماضي، إلا أن الأمر سرعان ما ألغي.
ووصف أسانغ، في حديث لقناة "الجزيرة" الأحد، أن الاتهام ليس سوى "حملة تشويه"، منوهاً: "والسؤال الوحيد: من هو المتورط؟"، إلا أنه رفض الإفصاح عمن يعتقد بأنه وراء تلك الحملة.
ويذكر أن محامي الضحايا المزعومات في القضية، نفى في حديث لـCNN شائعات تربط بين التهمة والبنتاغون أو جهاز الاستخبارات الأمريكي.
وكانت قيادة الجيش الأمريكي قد شنت هجوماً عنيفاً على أسانغ، قائلة إن يديه قد "تتلطخان بالدماء" جراء الخطر الذي يترتب عن عمله.
وفي مؤتمر صحافي عقده في البنتاغون، قال غيتس إن وزارة الدفاع بدأت تحقيقا لمعرفة كيفية تسرب الوثائق السرية إلى الموقع، مضيفا أنه طلب من مكتب التحقيقات الفيدرالي "FBI" المساعدة في هذا التحقيق.
وقال غيتس إن الوثائق تهدد بفضح التكتيكات القتالية والأساليب الاستخباراتية التي تتبعها القوات الأمريكية في أفغانستان، الأمر الذي قد يعرضها لمزيد من الأخطار، متعهداً بمراجعة سياسة تصنيف الوثائق لمنع وصول المعلومات السرية إلى أشخاص غير مصرح لهم بذلك.
وأقر غيتس بإمكانية وجود آلاف الوثائق الإضافية التي قد يكشفها موقع "ويكي ليكس" خلال الأيام المقبلة، وأضاف أن الولايات المتحدة لديها "التزام أخلاقي" بحماية أرواح كل الذين قد يتعرضون للخطر جراء ورود أسمائهم في الملفات المسربة.
من جانبه، قال الأميرال مايكل مولان، قائد أركان الجيش الأمريكي، إن جوليان أسنغ، مدير موقع "ويكي ليكس" يحاول إثبات موقف سياسي عبر ممارسات "تضع حياة الجنود في خطر."
ويذكر أن أسانغ رفض الكشف عن مصدر معلوماته، قائلاً إن تعريض الأشخاص الذين يقدمون الوثائق السرية له قد يمنع الناس من الوثوق به مستقبلاً، ما يحول دون حصوله على المزيد من المعلومات السرية.