واسكوف خلال تحرك لدعم مشروع المسجد
نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- استنكر الحاخام اليهودي، أرثر واسكوف، رئيس مركز "شالوم" وأحد مؤلفي كتاب "خيمة إبراهيم" الخاص بالتقريب بين الأديان، قرار السلطات البلدية في نيويورك عدم الترخيص لإقامة مسجد قرب موقع مركز التجارة العالمي الذي استهدفته هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001، معتبراً أن ذلك يضر بجهود الحوار بين الشعوب.
وحاول واسكوف، في مقال خص به CNN تحت عنوان "الدفاع اليهودي عن مسجد الأرض صفر" أن يقرب وجهة النظر الإسلامية من أذهان الأمريكيين، فسأل عمّا قد يكون موقف الناس إن قامت منظمات إسلامية في ديترويت بالاحتجاج على بناء كنيس بسبب ممارسات إسرائيل ضد الفلسطينيين في غزة والقدس وسواها.
وأضاف واسكوف أن جمعية "معهد قرطبة" التي يديرها الشيخ فيصل عبدالرؤوف واجهت معارضة من بعض عائلات ضحايا الهجمات، رغم أن "المجلس اليهودي القومي للعلاقات العامة" لطالما أصدر بيانات إشادة بعدالرؤوف والعلاقة معه، مشدداً على أن الشيخ أسس قواعد صداقة وصلات متينة مع الكثيرين في المجتمع اليهودي الأمريكي.
وأضاف واسكوف: "لقد رفضت لجنة الأبنية الأسبوع المنصرم الترخيص للمسجد بحجة أنه يجعل عائلات الضحايا تعيش آلاماً نفسية، وهنا نسأل حول الكيفية التي يجب علينا التصرف بها حيال هذه القضية."
وتابع قائلاً: "فلنتصور أننا قررنا تطبيق ما دعانا الحاخام العظيم هيليل لتطبيقه في التوراة قبل أكثر من ألفي عام بدعوته لنا لأن نحب لجيراننا ما نحب لأنفسنا، ولنتصور في أذهاننا قصة افتراضية حول قيام جمعيات إسلامية بالتحرك في مدينة ديتروت طالبة منع بناء كنيس يهودي جديد في المدينة."
وأردف الحاخام قائلاً، في روايته الافتراضية: "وماذا لو قالت تلك الجمعيات إنها لا تعارض حق اليهود ببناء الكنيس، لكنها ترى أنه من غير المناسب إقامته لأنه سيتسبب بآلام نفسية لسكان المدينة من العرب والمسلمين الذين يشعرون بالتعاطف مع سكان غزة المحاصرة."
ولتقريب الصورة أكثر، قلّد الحاخام رد فعل مركز قرطبة، عبر جعل القائمين على الكنيس اليهودي المفترض يدلون بتصريحات مشابهة لحجج المسلمين قائلاً: "وماذا لو أن اللجنة الراغبة ببناء الكنيس قامت وقالت إنه رغم الترابط الكبير بينها وبين اليهود في إسرائيل إلا أنها عارضت بشدة الهجوم الذي تعرضت غزة عام 2009 والحصار المفروض عليها، وأنها تدعم الحوار بين الأديان وقيام دولة فلسطينية مستقلة."
وتابع: "وماذا لو أن الجمعيات الإسلامية ردت بالقول إنها لا تكترث للتبريرات اليهودية، وأنها ترفض قيام الكنيس بسبب استمرار حصار غزة وهدم البيوت الفلسطينية في القدس الشرقية."
وبعد أن ختم واسكوف روايته الخيالية التي رغب من خلالها بتقريب صورة ما يشعر المسلمون به بعد رفض بيناء المسجد قال: "تطبيقاً لما دعانا إليه الحاخام هيليل فإن عشرات الحاخامات في أمريكا، وكذلك قادة المجتمع اليهودي أصدروا بياناً دعموا فيه مشروع بناء المسجد في نيويورك الذي ظهر رغبة المسلمين في العيش بسلام مع الجميع."
وكانت لجنة المباني في مدينة نيويورك الأمريكية قد رفضت الثلاثاء منح ترخيص لبناء مركز إسلامي يضم مسجدا بالقرب من موقع أنقاض برجي مركز التجارة العالمي الذي يعتقد أن تنظيم القاعدة دمره في هجمات 11 سبتمبر أيلول عام 2001.
وقد اجتذبت خطط بناء المركز بالقرب من المنطقة المعروفة باسم "الأرض الصفر"، الكثير من الجدل في الولايات المتحدة، خصوصا بعد أن قال بعض قادة الجالية الإسلامية في المنطقة إن المسجد يمكنه أن يوفر فرصة لتحسين التواصل والعلاقات بين الأديان.
الجهات المسؤولة في نيويورك تقول إن أي قرار لا يمكنه بالضرورة أن يلغي فكرة إنشاء المسجد أو المركز الإسلامي في المنطقة، خصوصاً وأنه لا يوجد قانون يمنع البناء هناك أو يمنع استغلال المباني القائمة والبناء عليها، بمعنى إضافة المزيد من الطوابق إلى مباني قائمة بالفعل.
والشهر الماضي، قررت لجنة كنسية كاثوليكية في نيويورك رفض بيع دير فارغ إلى جمعية إسلامية تقدمت بطلب لشرائه، بهدف إقامة مسجد في الموقع، وذلك بعد جدل طويل تدخل فيه الكثير من الأساقفة ورجال الدين، وانتهى باعتبار الصفقة، "ليست في صالح أبناء رعية المنطقة."
وجاء القرار بعد رسالة بعثها القس كيث فينزي، رئيس الرعية، إلى الأسقف تيموثي دولن، أحد أعضاء اللجنة، طالباً منه عدم السير في الصفقة، وقد رفض ناطق باسم دولن التحدث عن القضية لـCNN بدعوى أن التصويت داخل اللجنة كان سرياً.