الشبان الأمريكيون الثلاثة المحتجزون بإيران
طهران، إيران (CNN)-- قبل ساعات من الموعد المحدد لإطلاق سراح الأمريكية سارة شورد، المحتجزة لدى السلطات الإيرانية مع أمريكيين آخرين منذ أكثر من عام، قرر الإدعاء الإيراني "إلغاء" خطة الإفراج عنها، بسبب عدم الانتهاء من إتمام الإجراءات القضائية الخاصة بها.
ونقلت وكالة الأنباء العمالية "إيلنا"، شبه الرسمية، عن مدعي عام طهران، عباس جعفري دولت أبادي قوله إن "نبأ (إطلاق سراحها المرتقب) لم تتم المصادقة عليه من السلطة القضائية، ومن البديهي أن أي قرار يتعلق بالموقوفين يجب أن يتوافق مع الآليات القضائية المتبعة."
من جانبها، نقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية "إرنا"، عن نائب مدير مكتب الرئيس محمود أحمدي نجاد لشؤون الاتصال، قوله إن إطلاق سراح شورد "تأجل" فقط، وأضاف أنه سيتم الكشف عن مزيد من المعلومات في وقت لاحق.
وكان مسؤول في وزارة الثقافة والتوجيه الديني الإيرانية قد ذكر في وقت سابق الخميس، أن إيران ستطلق بعد عيد الفطر، سراح أحد أمريكيين ثلاثة محتجزين لديها منذ نحو عام، بعد أن ضلوا طريقهم في شمال العراق.
ولم يعط المسؤول الإيراني تفاصيل عن هوية الأمريكي الذي سيطلق سراحه، وهو أحد أمريكيين ثلاثة هم شين بوير، وسارة شورد، وجوش فاتال، اعتقلتهم السلطات الإيرانية أواخر يوليو/ تموز عام 2009 الماضي، بعد عبورهم الأراضي الإيرانية بطريق الخطأ، بينما كانوا في جولة سياحية بشمال العراق.
غير أن متحدثا من بعثة إيران إلى الأمم المتحدة، قال إن من سيطلق سراحه "قريباً جداً"، هي الأمريكية سارة شورد.
وكان الأمريكيون الثلاثة، إضافة إلى زميل رابع يُدعى شون ميكفيسل، في رحلة بإقليم كردستان في شمال العراق، عندما اجتازوا، بالخطأ، الحدود إلى داخل الأراضي الإيرانية، حيث جرى اعتقالهم.
وفي يونيو/حزيران الماضي، اعتبرت أمهات اثنين من الأمريكيين الثلاثة تقريراً لإحدى المجلات الأمريكية يفيد بأن الجنود الإيرانيين اعتقلوا الشبان الثلاثة داخل الأراضي العراقية، أنه "يثير الكثير من التساؤلات."
ونقل التقرير، الذي نشرته مجلة "ذا نيشن،" عن اثنين من سكان قرية "زاليم"، الواقعة في إقليم "كردستان العراق"، قرب الحدود مع إيران، قولهما إنهما شاهدا مجموعة من أفراد الشرطة الإيرانية تدخل إلى الجانب العراقي من الحدود، لاعتقال الأمريكيين الثلاثة.
وجاء في المقال: "الشاهدان، اللذان تبعا المتنزهين الأجانب كنوع من الفضول، قالا إنه في حوالي الثانية بعد ظهر يوم 31 يوليو/ تموز (2009)، وبينما كان المتنزهون يسيرون على منحدر جبلي، ظهرت مجموعة أفراد يرتدون الزي الرسمي للشرطة الإيرانية (ناجا)، وقاموا بالتلويح للمتنزهين للتوجه إلى الجانب الإيراني، مستخدمين إشارات تتضمن تهديدات ووعيد."
وأضاف المقال أنه "وعندما تجاهلوا أوامرهم، قام أحد الضباط بإطلاق رصاصة في الهواء، وبينما بدا المتنزهون مترددين، توغل الجنود لعدة أمتار داخل الأراضي العراقية، في منطقة لا تخضع لسلطتهم، ثم قاموا باعتقالهم."
وكان شين بوير، أحد الشبان الثلاثة المحتجزين في سجن "أيفين" الإيراني، قد نفى في وقت سابق، مزاعم المسؤولين في طهران بأنه وزملاءه دخلوا إلى الأراضي الإيرانية.
وقالت المجلة الأمريكية، في مقالها الذي كتبه الصحفي باباك سارفراز، إنها المقال خلاصة تحقيق استمر قرابة خمسة شهور، ولم يتسن لـCNN تأكيد ما ورد في المقال، كما أفاد مسؤول رفيع في وزارة الخارجية بأنه لا يمكن أن تتصرف الوزارة في الوقت الحالي وفقاً للتقرير.