كشف مسح للشبكة أجري مؤخراً عن تزايد مخاوف الأمريكيين من الإرهاب
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- بعد يوم واحد من الذكرى التاسعة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول عام 2001 ، أكدت وزيرة الأمن الداخلي الأمريكي، جانيت نابوليتانو، الأحد، أن الأمن القومي للولايات المتحدة الأمريكية "لن يكون في مأمن تام مطلقاً" من التهديدات الإرهابية.
وشددت نابوليتانو في حديث لشبكة CNN على أن البلاد أكثر أمناً حالياً مما كان عليه الوضع سابقاً غير أنها استبعدت عدم تعرض الولايات المتحدة لهجمات إرهابية أخرى، منوهة "لا توجد ضمانات 100 في المائة بأننا لن نتعرض لضربات مجدداً."
وأيد وزير الأمن الداخلي السابق، مايكل شيرتوف، تقديرات خليفته قائلاً: "لقد خفضنا احتمالات الخطر لكننا لم نجتثثها تماماً."
وتحدثت نابوليتانو عن تحول شريحة بسيطة من المواطنين الأمريكيين نحو "التطرف العنيف" لكنها أكدت بأن الحالة "ليست فريدة من نوعها" ولا تقتصر على الولايات المتحدة دون سواها، أو أنه أمر لم يتوقع حدوثه."
وفي مايو/أيار الماضي، حددت إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، الإطر العريضة لإستراتيجيتها بشأن مكافحة الإرهاب.
وجمع تقرير إستراتيجية الأمن القومي، الذي يطالب الكونغرس كافة الإدارات بإعداده كل أربع سنوات٫، لأول مرة، بين الأمن الداخلي والأمن القومي بالتركيز، ليس على التهديدات الدولية فحسب، بل تهديد المتطرفين في الداخل، من معتنقي الفكر القاعدي ومجندي الحركة.
ويذكر أن السلطات الأمريكية وجهت، الشهر الماضي، اتهامات رسمية بحق 14 شخصاً على خلفية الاشتباه بتقديمهم الدعم المادي والمعنوي "لحركة الشباب المجاهدين" في الصومال، التي ترتبط بتنظيم القاعدة، من بينهم عمر شفيق همامي، ويعرف بلقب "نجم الروك الجهادي" بعد أن انتشرت في الولايات المتحدة تسجيلات بصوته تروج للجهاد بالاعتماد على موسيقى الراب الأمريكية.
ويحاكم القضاء الأمريكي حالياً أيضاً زكاري آدم شيسر، الذي سبق أن أوقفته الشرطة بتهمة الضلوع في نشاطات توصف بأنها "إرهابية" بينها السعي للسفر إلى الصومال بصورة غير شرعية، والانضمام إلى مقاتلي حركة الشباب المجاهد، إلى جانب الاتصال برجل الدين اليمني المطلوب لواشنطن، أنور العولقي.
كما يواجه شيسر، وهو من سكان ولاية فرجينيا ويعرف أيضاً بلقب "أبو طلحة الأمريكي،" تهمة توجيه تهديد إلكتروني لرسامي الكرتون في برنامج "ساوث بارك" على خلفية سعيهم إلى تناول النبي محمد في إحدى الحلقات، وتداول معلومات تتعلق بكيفية صنع قنابل ومتفجرات.
ويذكر أن العولقي، المولود بالولايات المتحدة، قد دعا في وقت سابق إلى "الجهاد" ضد الولايات المتحدة قائلاً إنه "فرض عين على كل مسلم."
وقال العولقي المطلوب للولايات المتحدة في رسالة صوتية "كنت داعيا إلى الإسلام وقائما بنشاط غير قتالي، لكن مع العدوان الأمريكي على العراق واستمرار أمريكا في اعتدائها على المسلمين، لم أقدر على الجمع بين العيش في أمريكا وكوني مسلما."
ومضى يقول "إن الجهاد ضد أمريكا هو فرض عين عليّ كما هو فرض عين على كل مسلم قادر،" لافتا إلى أن نضال حسن الضابط الأمريكي المتهم بقتل 13 جنديا في قاعدة عسكرية بتكساس "لم تجنِّده القاعدة ولكن جنَّده الإجرام الأمريكي."
وكان الطبيب النفسي، وهو ضابط برتبة رائد، قد فتح النار عشوائياً وقتل 13 جندياً في قاعدة "فورت هود" العسكرية العام الماضي.
وفي أواخر يونيو/حزيران الماضي، وجه القيادي في تنظيم القاعدة، آدم غدن، المعروف باسم "عزام الأمريكي"، تحذيرات جديدة للرئيس الأمريكي، باراك أوباما، دعاه فيها إلى تطبيق جملة شروط لوقف ما وصفه بالـ"الحرب الصليبية" على المسلمين.
وحذر غدن، وهو الأمريكي الوحيد ضمن قيادات القاعدة، أوباما، من أن التنظيم "لم يبدأ بعد في الاقتصاص الحقيقي" من واشنطن."
وكان استطلاع أجرتهCNN في يونيو/حزيران قد لفت إلى تزايد مخاوف الأمريكيين من الإرهاب.