أوباما خرج من إطار الخطاب المكتوب
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- وجه الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، سيلاً من الانتقادات إلى الكثير من القوى اليمينية، وبينها الحزب الجمهوري، محتجاً على التهجمات التي يتعرض لها بسبب سياسته، وشدد على أن سببها يعود إلى رفضه لطروحات أصحاب النفوذ الذين سيطروا على البيت الأبيض لسنوات.
وقال أوباما، الذي كان يتحدث خارج سياق الخطاب المعد مسبقاً بمناسبة احتفالات عيد العمل بالولايات المتحدة: "هناك قوى ذات مصالح قوية، سيطرت على برامج عمل واشنطن لوقت طويل، وهم لا يشعرون بالرضا عني على الدوام، ويتحدثون عني مثل كلب."
وتابع الرئيس الأمريكي، الذي كان يتحدث إلى جمع من أعضاء النقابات العمالية المؤيدة له: "هذا الأمر ليس ضمن الخطاب المعد سلفاً، ولكنه حقيقة."
وأضاف أوباما: "لهذا السبب وضعنا قوانين الإصلاح المالي، لتوفير أساليب محاسبية ورقابية فعالة، ولمنع الشركات التي توفر بطاقات الائتمان من رفع معدلات الفائدة بصورة غير عادلة وإنهاء الإعفاءات الضريبية في وول ستريت.. هذه الأمور لم تعجبهم ولكنها الخيار الصحيح الذي كان يجب اتخاذه."
ورأى محللون أن هذا الخطاب غير مسبوق لأوباما الذي يحرص دائماً على اختيار تعابيره بعناية ويتجنب الخروج عن النص المكتوب أو استخدام المصطلحات الحادة.
وجزم بعضهم أن ما قاله الرئيس الأمريكي يدخل في إطار الهجوم المعاكس الذي يعتزم البيت الأبيض شنه للدفاع عن مواقع الحزب الديمقراطي، خاصة وأن الولايات المتحدة على بعد شهرين من انتخابات جزئية قد تبدل الصورة السياسية وتهدد الأكثرية التي يتمتع بها الديمقراطيون في الكونغرس.
وكان التيار المحافظ في الولايات المتحدة قد استعرض عضلاته في قلب العاصمة واشنطن قبل أيام، في مظاهرة حاشدة ضمت عشرات الآلاف من المناصرين لمجموعة "حفلة الشاي" الذين احتشدوا في تحرك حمل عنوان "استرداد الكرامة،" بدعوة من الإعلامي المعروف بتوجهاته المحافظة والمتشددة، غلين بيك، وحاكمة ألاسكا السابقة، سارة بالين.
وردد عدد كبير من المشاركين شعارات ضد الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وكذلك ضد الطروحات "الغريبة" عن الثقافة الأمريكية، بينما ألقى بيك كلمة قال فيها إن أمريكا "بدأت تعود إلى الله بعد سنوات مشت فيها في الظلام،" متهماً أوباما بالعنصرية ضد البيض، في حين احتجت جماعات من أصحاب الأصول الأفريقية ضد التحرك.
كما تعرض أوباما لانتقادات كبيرة مؤخراً بسبب عودة القلق حيال الركود الاقتصادي، وكذلك بسبب مواقفه من مشروع بناء مسجد ومركز إسلامي قرب موقع هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول الأحد.