الكرة.. تجاوزت الهدف أم لا؟

جوهانسبرغ، جنوب أفريقيا(CNN) -- الحقيقة.. الكل يبحث عنها في حياته وفي كرة القدم أيضاً، ورغم صعوبة الحصول عليها في الحياة العادية، إلا أنها في مجال كرة القدم ممكنة للغاية، وليست بذات الصعوبة، وهي بانتظار تطبيق التكنولوجيا فقط أو بالأحرى تطبيق نظام موجود بالفعل، بمعنى أنه لا حاجة للبحث عن نظام للحصول على "الحقيقة الكروية."

قبل الخوض في تفاصيل البحث عن الحقيقة، لا بد من الإشارة إلى أن فوز المنتخب الألماني على نظيره الإنجليزي في مباراة الأحد ضمن دور الستة عشر في مونديال جنوب أفريقيا، مستحق بكل ما في الكلمة من معنى، كما أن الإنجليز خسروا "بجدارة" لأن دفاعهم كان مشتتاً والماكينات الألمانية مزقته شر تمزيق.

القضية إذن غير محكومة بعدالة الفوز الألماني أو استحقاقه، وإنما في "حقيقة" عدم الاعتراف بهدف إنجليزي، شاهده كل المتابعين، باستثناء الحكام بالطبع، وهو يتجاوز خط المرمى قبل أن تعود الكرة إلى الملعب من جديد.

هذه الكرة مثل أخرى، كان المنتخب الجزائري قد أحرزها في مرمى بوروندي خلال التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم، فقد التقط حارس المرمى الكرة بعد تجاوزها الخط.

الهدف غير المعترف به الأكثر إثارة، هو ذلك الذي أحرزه المنتخب الألماني خلال نهائي مونديال 1966، والذي منح الكأس للمنتخب الإنجليزي، وهو اللقب الذي لم يعد للإنجليز مطلقاً، وكأنه لعنة طاردت المنتخب، على الأقل حتى الآن.

سيب بلاتر، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، كان قد أشار إلى 3 أسباب لعدم اعتماد تكنولوجيا خط المرمى، وتتلخص في التالي:

1. أن تكنولوجيا "القاهرة" في كرات أديداس، التي تتضمن وضع شريحة داخل كرة القدم، باهظة التكلفة، فهي تقتضي "تشبيك" ملعب كرة القدم لضمان دقة أجهزة الاستشعار، علاوة على شركة أديداس هي الوحيدة التي تمتلك هذه التقنية، ما يعني اعتماد كرات تلك الشركة فقط في كافة البطولات.

2. نظام "عين السمكة"، والذي يقتضي وضع كمرات في مراكز ومواقع أساسية حول الملعب، بما يسمح بعرض إعادة ثلاثية الأبعاد لمسار الكرة، وهي ليست دقيقة بما فيه الكفاية إذا ما تم حجب خط الملعب أو المرمى بوجه الكاميرا.

3. يجب اعتماد كرة القدم على كافة المستويات والأعمار.

على أن الرد الأمثل على مثل هذه النقاط، هو أنه يجب إتاحة كافة الأدوات اللازمة والضرورية للحكام بحيث يتخذون قرارهم الصائب.

ونظراً لاعتراض الفيفا واليويفا (الاتحاد الأوروبي لكرة القدم) على تقنية الفيديو كأداة تحكيمية مساعدة، فلماذا لا تجتمع كافة الشركات المصنعة لكرات القدم من أجل التوصل إلى تسوية لاعتماد "تقنية القاهرة" وتطبيقها في البطولات ومباريات التتويج أو البطولات النهائية؟

لربما لن تتمكن اتحادات كرة القدم المحلية الفقيرة من توفير هذه التقنية، لكن على الأقل يمكن اعتمادها على المستويات العليا، خصوصاً عندما يكون هناك ملايين البشر يتابعون الأحداث الكروية العالمية، مثل بطولة كأس العالم؟