خاص بموقع CNN بالعربية
مدرب حراس المرمى الجزائري بلحاجي
ينشر موقع CNN بالعربية مقابلات وحوارات خاصة مع أعلام الرياضة العرب، يتحدثون فيها عن همومهم وطموحاتهم، بالإضافة إلى أبرز القضايا على الساحة الرياضية. وتجدر الإشارة إلى أن الموقع غير مسؤول عن الآراء الواردة في المقابلات.
الجزائر (CNN)-- أوضح مدرب حراس المنتخب الجزائري لكرة القدم، حسان بلحاجي في حديث خص به CNN بالعربية أن مشوار الخضر في المونديال كان مشرفا، كما كان بوسع الجزائر تحقيق تأهل تاريخي إلى الدور الثاني لو عرفت كيف تترجم الفرص التي أتيحت لها خاصة أمام سلوفينيا، معتبرا أن تضييع اللقاء الأول هو من تسبب في تضييع ورهن الجزائر لحظوظها في التأهل إلى الدور الثاني.
وأكد بلحاجي أنه مع بقاء المدرب، رابح سعدان على رأس الإدارة الفنية لمحاربي الصحراء قائلا "لا أرى أي شخص قادرا على خلافة الشيخ رابح سعدان، بل أنا أعتبره المدرب الوحيد الذي بإمكانه مواصلة العمل الذي انطلق فيه منذ ثلاث سنوات، وإذا ما فضل مغادرة المنتخب فإن هذا الأمر يعتبر خسارة كبيرة للكرة الجزائرية."
كما نوه مدرب حراس الخضر بالتألق اللافت للانتباه الذي كشف عنه الحارس، رايس وهاب مبولحي، واختياره من "الفيفا" أحسن حارس في الدور الأول، وقال عنه: "تألق مبولحي يجعل الجزائر تنزع مشكلة كبيرة في حراسة المرمى، طالما أن التنويه بقدراته لم يأت فقط من زملائه أو المدرب الوطني، بل مدربين عالمين والاتحاد الدولي نوه بقدراته، وهذا يعتبر في حد ذاته تشريف لحارسنا وتشريف لي شخصيا، لأنني أشرفت على تحضيره ليكون في أحسن حالة نفسية وبدينة في أول ظهور رسمي له مع المنتخب الوطني."
وفيما يخص الانتقادات التي وجهت لبلحاجي حول صور الفيديو التي نشرتها عدد من المواقع على شبكة الإنترنيت، والتي تطرقت لها CNN بالعربية في وقت سابق، أوضح بلحاجي أن بعض الأطراف أرادت تشويه صورته، ونشر الصور فاجأه كثيرا.
وفيما يلي نص اللقاء:
كيف تقيم مشاركة المنتخب الجزائري في المونديال؟
بالتأكيد، مشاركتنا كانت مشرفة وكنا قريبين من تحقيق إنجاز تاريخي بالتأهل إلى الدور ثمن النهائي، لكن للأسف الحظ لم يحالفنا وخرجنا في الدور الأول، اعتقد أن الخسارة أمام سلوفينيا هي التي لعبت دورا كبيرا في عدم تأهلنا، لكن على العموم تبقى مشاركة مشرفة ويجب النظر من خلالها للإيجابيات.
ما هي الإيجابيات؟
نحن نمتلك منتخبا شابا وله مستقبل زاهر ويجب وضع الثقة في هذا المنتخب رغم أننا متأثرون من الإقصاء من الدور الأول، حيث كنا نرى أنه كان في مقدورنا التأهل إلى الدور الثاني لو جسدنا الفرص التي أتيحت لنا أمام المرمى سواء في المباراة الأولى أمام سلوفينيا أو الثانية أمام إنجلترا أو حتى الثالثة والأخيرة ضد الولايات المتحدة الأمريكية.
منافسو الجزائر خرجوا في الدور الثاني، هل هذا يعكس ضعف مجموعة الجزائر أم ماذا؟
بالعكس لا أحد ينكر قوة المنتخب الإنجليزي ولا حتى الولايات المتحدة، ولكن تعرفون جيدا أن لقاءات الدور ثمن النهائي لا ينتظر فيها أي منافس خطأ الفريق الآخر، وذلك بتمسكه بالدفاع والتركيز على الهجمات المعاكسة، بل اللعب يكون مفتوحا وهذا ما يقدم فرجة ومتعة فوق الميدان، أما عن ضعف مجموعتنا فلا يمكن قول ذلك، لأن جميع المنتخبات التي شاركت في المونديال تعتبر قوية وكبيرة.
هل أنت راض بما قدمه اللاعبون في المونديال، وخاصة حراس المرمى؟
شخصيا أعتبر أن جميع اللاعبين قدموا ما عليهم في المونديال، بل كل لاعب بذل كل ما في وسعه ليشرف الألوان الجزائرية، وفيما يخص حراس المرمى أقول أن اختيار الحارس رايس وهاب مبولي كأحسن حارس في الدور الأول وسط أسماء عالمية من الحراس فإن هذا يعتبر شرف كبير لكل الجزائريين ولي شخصيا، لأنني عملت على تهيئته وتحضيره بشكل جيد ليكون في المستوى، والحمد لله لم يخيب ثقتنا به.
لماذا تم الاعتماد على مبولحي بدلا عن تجديد الثقة في شاوشي في اللقاء الثاني أمام إنجلترا؟
اعتمادنا على مبولحي بدلا عن شاوشي وڤاواوي لم يكن عشوائيا بل لأن مبولحي يمتاز بمهارات فنية وبدنية كبيرة وردة فعله السريعة وفطنته أيضا ساهما في ترجيح الكفة له، وهنا أؤكد أن اختياره لم يكن بسبب إصابة شاوشي أو خطأه أمام سلوفينيا بل كونه كشف عن مهارات فنية وبدنية عالية وكان أحسن من الناحية النفسية عن بقية زملائه، وهذا هو السبب الذي جعلنا نعتمد عليه كأساسي أمام إنجلترا ونجدد فيه الثقة أمام الولايات المتحدة الأمريكية، وأعتقد أننا لم نخيب حينما اعتمدنا عليه.
انتقادات شديدة وجهت لك حينما بث شريط فيديو يوضح رقصك في الحفل مع حضور اللاعبين والمدرب سعدان، ما قولك؟
الحفل الذي رقصت فيه وقتها كان من تنظيم الشركة الرياضية للألبسة التي تمول المنتخب الوطني، وهذا يكشف أنني لم أكن في ملهى أو مكان غير لائق، بل كان الطاقم الفني واللاعبون جميعهم حاضرون، فحينما رقصت لم أكن أعتقد أن الصور سيتم نشرها وبثها في المواقع الإلكترونية، بل رقصت لأزيل نوع من الضغط كنا نلاحظه كتقنيين على اللاعبين، وأيضا التقليل من "الريتم" العالي للتحضيرات التي قمنا بها في سويسرا وبعدها في ألمانيا، وهنا أؤكد أنني لم أرقص لأظهر مهاراتي وإنما رقصت لأكسر روتين التحضيرات، وجعل العناصر الجديدة تشعر بالجو العائلي الذي نعمل فيه.
وهل كنت تتوقع نشر الفيديو؟
في الحقيقة لا، وهنا أؤكد ما سبق وأن قلته لـCNN بالعربية من أنني سأتابع قضائيا من سرب الصور.. أنا متأكد أن بثها قبل يومين أو ثلاث عن مباراة سلوفينيا كان هدفها زعزعة استقرار المنتخب، واستهدافي شخصيا هي محاولة تشويه صورتي طبعا، ولكن وقفة أقرب الناس إليّ كعائلتي وأصدقائي جعلت قلقي يقل بعض الشيء وقتها.
هل أنت راض بما قدمته للمنتخب الجزائري؟
الحمد لله أن عملي لحد الآن يعتبر جيد ويشرفني كثيرا كمدرب للحراس اشتغلت وعملت مع الطاقم الفني الوطني، سأبقى أفتخر وأعتز بما حققته مع المنتخب ونجاحي في مهمتي كمدرب للحراس، وهذا أفضل رد لكل من انتقدني أو شكك في قدرات الطاقم الفني.
البعض تكلم من وقوع تكتلات وتذمر وسط اللاعبين جراء التهميش الذي لقوه، خاصة حراس المرمى، ما تعليقك؟
لم يكن هناك أي جدل أو تذمر من الحراس، بل هم تفهموا الأمر بشكل واضح، خاصة وأن مبولحي أكد عن مستواه أمام إنجلترا وكان تجديد الثقة به واضح للجميع، أما الأطراف التي تتحدث عن تكتل وسط اللاعبين، وبأن شاوشي وڤاواوي رفضا اختيار الطاقم الفني، فإن تصريحاتهما للصحافة أحسن اعتراف على أنهما تقبلا الوضع بصدر رحب، فلا يمكن تجاهل الأخلاق العالية لڤاواوي ولا الاحترافية التي تميز شاوشي الذي استفاد برأيي الكثير من التجربة التي كانت له في كأس أفريقيا والمونديال.
هل ترى أن الجزائر قادرة على المشاركة في المونديال القادم بالبرازيل؟
أعتقد أن الجزائر تبقى تفتخر بما حققته التشكيلة الحالية لحد الآن، صحيح أننا انهزمنا في المباراة الأولى أمام سلوفينيا، لكن ردة فعلنا أمام إنجلترا كشفت أن الجزائر تملك منتخب مستقبلي قوي، وهذا ما يجعل أي جزائري يفتخر بما حققناه لحد الآن، كما يجدر بي التنويه أيضا والإشادة بشيخ المدربين، رابح سعدان الذي يبقى المدرب الكفء والمناسب للجزائر من دون منازع، وإذا ما بقي وحافظت الجزائر على استقرار العارضة الفنية فإننا سنصل إلى مونديال البرازيل في 2014 بشكل عادي، لأن الاستقرار هو العامل الأساسي في مواصلة البروز والتألق على المستوى الدولي.
نفهم من كلامك أنك تتمنى بقاء سعدان على رأس العارضة الفنية للمنتخب الجزائري؟
بكل تأكيد، فسعدان لا يمكن لأي أحد أن ينكر العمل الكبير الذي قام به على رأس العارضة الفنية، كما أنه مدرب محنك وأعتبر أن التجربة التي كانت لي بالعمل معه سمحت لي بالتعرف أكثر على ذكائه وقدرته الكبيرة في السيطرة على الفريق، فضلا على هذا فإنه نجح في المزج بين العناصر القديمة صاحبة الخبرة والشبان الذين بإمكانهم رفع التحدي ومواصلة حمل مشعل الجزائر في المحافل الدولية، كما أظن هنا أن بقائه هو مواصلة لسياسة الاستقرار التي ينادي بها رئيس الاتحاد محمد روراوة.
ألا ترى أن مستقبلك في العارضة الفنية مرهون ببقاء سعدان؟
لا يمكنني أن أستبق الأحداث في هذا الشأن، بل كل ما أقوله هو أنني تشرفت بالعمل في العارضة الفنية للمنتخب الوطني، وإذا ما جددت الاتحاد الجزائري ثقتها بي، فأكيد لن أدير ظهري لها، بل سأبقى في خدمة بلدي، وهذا كل ما يمكنني قوله في الوقت الحالي.
بعد التجربة التي كانت للجزائر في المونديال، هل من نقاط ما زلت تحتفظ بها؟
لن أنسى اللقاءات الثلاث التي لعبناها في المونديال، وأخص بها مباراة إنجلترا التي كشفت فيها الجزائر عن وجه قوي وكبير أبطلت به كل التوقعات والتكهنات التي كانت تقول أن إنجلترا ستفوز علينا بنتيجة ثقيلة، وأداءنا أعتقد في الدور الأول ينبئ على أن الجزائر تملك جيل من اللاعبين الشبان سيواصلون من دون شك في تشريف الجزائر في المنافسات الدولية القادمة.