مفصل جديد ينتظر قطر

لندن، بريطانيا (CNN) -- تحاول دولة قطر منذ سنوات المزاوجة بين تزايد قوتها الاقتصادي وثرائها المالي من جهة، ودورها السياسي في المنطقة من جهة أخرى، بما يتجاوز صغر مساحتها وقلة سكانها، ويرى خبراء أن ذلك ظهر واضحا من خلال دور الدوحة بأحداث المنطقة مؤخرا، ولكنهم يشيرون إلى أن ذلك لا يمكن أن يستمر طويلاً إن لم تحسم قطر موقعها السياسي.

ويقول علي الصفار، من وحدة الأبحاث في إيكونومست، لبرنامج "أسواق الشرق الأوسط CNN" إن الدوحة: "تسعى منذ سنوات لتأسيس موقع سياسي لها، فعام 2008 لعبت قطر دوراً محورياً في صياغة تفاهم داخلي لبناني، ثم سعت لأدوار مماثلة في اليمن وعلى صعيد ملف دارفور السوداني."

ويلفت الصفار إلى أن أسهم قطر ترتفع في الشارع العربي، وخاصة بين الشباب، "لأنهم ينظرون إليها على أنها مركز قناة الجزيرة التي تلعب دوراً في صناعة الأحداث."

وبالفعل، فإن أثر التحركات القطرية واضح في مختلف الملفات، ففي ليبيا، كانت قطر أول دولة عربية تقدم طائرات مقاتلة لمساعدة القوات الدولية على فرض حظر جوي ضد قوات العقيد معمر القذافي، كما كانت أول دولة تعترف بالمجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل الثوار، ووافقت على تصدير ثروتهم من النفط.

وتعتمد قدرات قطر السياسية والدبلوماسية بشكل كبير على قاعدتها من الثروات الطبيعية الهائلة، إذ أنها اليوم أكبر مصدر للغاز المسال في العالم، ما جعلها واحدة من أثرى الدول.

وتمكن الاقتصاد القطري من تجاوز الأزمة المالية العالمية بنجاح منقطع النظير، إذ كان يتقدم على مستوى النمو رغم التراجع الذي كان يصيب العالم.

قطر تعتبر أنه بوسعها خوض دور استراتيجي بسبب موقعها واقتصادها، ولكن محللين يرون أن خطواتها قد تنقلب ضدها إن استمر التوتر في المنطقة.

ويشرح ثيادور كراسيك، الباحث ومدير قسم التطوير بمؤسسة أنيجما للأبحاث الإستراتيجية ذلك بالقول: "قطر تستخدم ميزة الموقع الاستراتيجي، وهي تحب أن تحتفظ بأوراق على كل الجوانب."

ويضيف: "رغم أن قاعدة أمريكية ضخمة تتواجد على أرض قطر، إلا أن الدوحة موقعة على مجموعة من المعاهدات مع إيران في الوقت عينه، ولكن اليوم بتنا في عالم مختلف عام 2011، وقطر لم تعرب بعد عن موقفها المحدد من إيران."

ويرى البعض أن على قطر أن تمارس دورها الجديد الذي رسمته لنفسها بحذر، وأن تحرص على عدم الدوس فوق أقدام دول أخرى لديها دور في المنطقة.