نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- قالت المستشارة الاقتصادية السابقة في البيت الأبيض، لورا دي أندريا تايسون، إن أمام الدول العربية التي لديها فوائض مالية كبيرة، وخاصة في الخليج، فرصة ممتازة للتعاون مع الديمقراطيات الناشئة بالمنطقة، من خلال الدعم الاقتصادي، وحذرت في الوقت نفسه من مصاعب اقتصادية تنتظر تلك الدول، خاصة وأن التغييرات فيها كانت دراماتيكية.
وقالت تايسون، الأستاذة بجامعة كاليفورنيا: "ما يجري يوفر فرصة جيدة في المنطقة للدول التي لديها فوائض مالية كبيرة ونجحت في الوقت نفسه بأن تنجز مشاريع تحديث وتطوير وإصلاح لاقتصادها."
وأضافت أن الفرصة لدى دول الخليج تتمثل بأن "تتعاون مع الدول الأعضاء في مجموعة العشرين لوضع حزمة من المساعدات المالية والاقتصادية لهذه الدول التي برزت فيها الآن ديمقراطيات نامية بشكل يدعم الإصلاحات والتحديثات فيها."
وأقرت تايسون بصحة التحذيرات حول "خيبات أمل" لدى الشباب في حال استمرار الوضع الاقتصادي في هذه الدول على ما هو عليه الآن، خاصة وأن الظروف الحالية قد لا تساعد على تحقيق طفرات النمو الموجودة في وقت قصير كما يأمل الناس.
وشرحت قائلة: "هناك الكثير من الإحباط والخيبة جراء الوضع الاقتصادي الحالي وارتفاع نسب الفقر، وبالمقابل هناك قدر كبير أيضاً من التفاؤل حيال المستقبل وأن التغيير سيقود إلى نجاح كبير ولكن المشكلة أن الوضع صعب وقد فاقمت من صعوبته الثورات نفسها لأن التوترات أثرت على السياحة التي هي مصدر أساسي للدخل والنمو في المنطقة."
ولفتت المسؤولة السابقة إلى ضرورة أن يكون التغيير في الدول العربية التي تشهد اضطرابات سياسية "بطيئاً وتدريجياً،" وألا ينصرف القادة إلى الإطاحة بكل الهياكل القديمة، بما فيها من جوانب سلبية وإيجابية، بهدف وضع هياكل جديدة غير مبنية على أرض الواقع بعد.
وقالت تايسون إن هذا الأمر هو أحد "الجوانب السلبية الدائمة للثورات،" واعتبرت أن هذه النقطة المهمة أثارها الرئيس الأمريكي باراك أوباما، عندما ركز في خطاباته على ضرورة أن ينال الناس حق التعبير عن رغبتهم بالتغيير وأن يقوموا بذلك بشكل سلمي وبعيد عن العنف.
ورأت الخبيرة الاقتصادية الأمريكية أن الهدف الأساسي من هذه المناشدات في خطب أوباما كان توفير الوقت الضروري لحصول التغيير، معتبرة أن الدول التي لم تقم بهذا الأمر بصورة بطيئة ومتدرجة وجدت نفسها اليوم أمام ضرورة إجراء تغيير سريع ودراماتيكي.