القدس (CNN) -- قال نمرود نوفاك نائب رئيس شركة ميرحاف التي تعتبر واحدة من أكبر المساهمين في تحالف "شرق المتوسط" المسؤول، عن تصدير الغاز المصري لإسرائيل، إنه على ثقة بعدم وجود قرار سياسي في القاهرة بقطع الإمدادات عن إسرائيل، ونفى بشكل قاطع أن تكون تل أبيب قد حصلت على المادة بسعر بخس، قائلاً إن الغاز المصري المباع لإسرائيل هو الأغلى على الإطلاق.
وقال نوفاك، في مقابلة مع برنامج "أسواق الشرق الأوسط CNN" إن المستثمرين الدوليين "يشعرون بالقلق لأن الإمدادات من مصر توقفت للمرة الثانية خلال شهرين، والانقطاع مستمر لوقت طويل،" مضيفاً أن الخسائر المترتبة على مصر جراء التوقف الأخير فحسب "تقارب مائة مليون دولار."
ويقر نوفاك بأن بعض المشاكل موجودة في القاهرة بسبب افتراض البعض أن إسرائيل تحصل على الغاز بأسعار أدنى من أسعار السوق، ولكنه ينفي هذا الأمر بشكل مطلق.
ويشرح نوفاك قائلاً: "نحن ندفع أعلى سعر للغاز المصري المصدّر إلى العالم، سواء عبر الأنابيب إلى الأردن وسوريا ولبنان، أو إلى أي مكان في العالم من خلال شحنات الغاز المسال."
وكان أنبوب الغاز قد دخل العمل بكامل قوته عام 2008، ومن المفترض أن يدر على مصر مليار دولار سنوياً، ولكن قضية الغاز هي أكبر من مجرد صفقة تجارية بين بلدين، بل يرى نوفاك أنه يجب النظر إليها بأنها إشارة إلى العلاقات بين مصر وإسرائيل ككل.
ويوضح نوفاك وجهة نظره بالقول: "هناك مشكلة في العلاقات ولكنها تكتيكية وليست إستراتيجية، بالطبع يمكن القول أنه حماية الأنابيب كان يجب أن تكون أفضل وأن الانفجارات لم يكن يفترض أن تحدث، ولكن ما يمكننا قوله هو أنه ليس هناك قرار سياسي في القاهرة بعدم بيع الغاز لإسرائيل."
ولكن نوفاك يرى أن مصر تدرك أهمية الاستمرار بضخ الغاز لإسرائيل، وأنه مع الربيع العربي تأتي المزيد من الفرص: "أعتقد ان العالم العربي سيتقبل أكثر من الماضي قيام مشاريع من هذا النوع، شرط يقوم السياسيون بالخيارات الصائبة، ولكنني لست متأكداً تماماً من تحقيق هذا الشرط."
يذكر أن شركة غاز شرق المتوسط الإسرائيلية كانت قد أعلنت قبل أيام أنها تفكر في مقاضاة مصر للحصول على تعويضات تصل إلى ثمانية مليارات دولار بتهمة العجز عن حماية خطوط الأنابيب.
ولدى مصر ترليوني متر مكعب من احتياطيات الغاز المؤكدة، ولكن الإمدادات تعطلت في بعض جوانبها، وهذا يكلف الخزينة المصرية ملايين الدولارات من العوائد الضائعة ويضر بالدول التي كانت تعتمد على الغاز المصري.
تعتمد إسرائيل على الغاز المصري لتلبية 40 في المائة من احتياجاتها من هذه المادة، ولكن الغاز منقطع منذ أسابيع بعد هجومين على خطوط النقل في شبه جزيرة سيناء، أديا إلى قطع الغاز ليس عن إسرائيل فحسب، بل وعن الأردن وسوريا ولبنان أيضاً.