دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- استمر الغموض حول طبيعة المبادرة الكويتية الرامية لحل الأزمة البحرينية، وطال هذا الغموض الجهة التي طلبت من الكويت التدخل وطبيعية النقاط المطروحة للنقاش، وترافق ذلك مع كم كبير من بيانات الترحيب التي لم تساعد على إماطة اللثام حول ما يجري، في الوقت الذي التزمت فيه أطراف الأزمة الصمت. وبرز أمنياً نفي قطر الأنباء حول اعترضها لسفينتين إيرانيتين محملتين بالأسلحة في الخليج.
ففي البحرين، أعرب الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، وزير الخارجية، عن تقدير بلاده لما وصفه بـ"الدور الكبير" الذي يقوم به أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، من أجل "الحفاظ على التماسك الخليجي الواحد."
وقال الوزير البحريني إنه من المهم ألا يشكل هذا الدور "فرصة للاستغلال من بعض الأطراف في مملكة البحرين من شأنها أن تمس بالدور الكبير والتاريخي الذي يقوم به سموه (أمير الكويت) في التوفيق عند تبنيه لأي قضية."
من جانبها، قالت قوى المعارضة البحرينية، التي تقودها جمعية "الوفاق" الشيعية، إن الحل السياسي "هو المخرج الوحيد للأزمة" التي تعصف بالبلاد منذ الرابع عشر من فبراير/شباط الماضي.
غير أن بيان تلك القوى لم يشر إلى المبادرة الحوارية إلا من باب اعتبارها تقارير صحفية، إذ جاء فيه أن القوى "ترحب بالمساعي الخيرة التي أعلن أكثر من طرف من الأشقاء رغبته بالمساهمة فيها، وعلى رأسها المساعي الكويتية التي يجري الحديث عنها في وسائل الإعلام."
وفي الكويت، نقلت وكالة الأنباء الكويتية عن وزير الخارجية، الشيخ محمد صباح السالم الصباح، تأكيده لوجود دور كويتي، إذ قال إن الجهود التي يبذلها أمير البلاد بشأن مملكة البحرين "تأتي في إطار المساعي الحميدة للحفاظ على أمنها واستقرارها ومصلحتها."
وأضاف الصباح أن هذه الجهود "ما كانت لتتحقق لولا وجود رغبة حقيقة من قبل مملكة البحرين ممثلة بسمو ولي العهد الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة لفتح حوار وطرح أفكار في هذا الشأن،" ولفت إلى أن هذه "الأفكار" هي "محل تداول وقبول إلى حد كبير عند الطرف الآخر، وأن الأمر يحتاج إلى "جسر لبناء الثقة بين الطرفين."
ودافع الوزير الكويتي عن دور بلاده ضمن قوات درع الجزيرة في البحرين، معتبراً أن مشاركتهم تأتي بهدف "لمواجهة أي خطر خارجي ممكن أن يواجه البحرين."
أضاف: "يجب أن يطمئن الجميع في هذه المرحلة أولا بأن البحرين بلد آمن ومستقر كي يستطيع الجميع بعد ذلك أن ينخرطوا في العملية السياسية."
أما أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية، عبدالرحمن العطية، الذي كان في زيارة للكويت الأحد، فقد أعرب عن أمله في "نجاح مبادة دولة الكويت الرامية إلى تعزيز أمن البحرين واستقرارها."
وبحسب العطية، فإن الكويت هي التي أطلقت المبادرة، إذ قال إن الكويت: "سباقة دائما في إطلاق المبادرات الرامية إلى إصلاح ذات البين بين الأشقاء."
وفي قطر، نفت الدوحة ما تردد من تقارير صحفية حول اعتراض قواتها البحرية لسفينتين إيرانيتين محملتين بالأسلحة، كانتا في طريقهما للبحرين التي كانت قد اتهمت طهران علناً بالتدخل في شؤونها، تطور الأمر إلى استدعاء للسفراء وطرد متبادل لبعض الدبلوماسيين.
وشدد مصدر مسؤول بوزارة الداخلية لم يتم الكشف عن اسمه على "عدم صحة ما ورد بشأن إلقاء القبض على طرادين إيرانيين محملين بأسلحة في المياه الإقليمية لدولة قطر" وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء القطرية.