من الاحتجاجات التي شهدتها البحرين قبل أشهر

المنامة، البحرين (CNN)-- أصدرت محكمة استئناف بحرينية تنظر في ملف عدد من الأشخاص المتهمين بقتل شرطيين خلال الاحتجاجات التي شهدتها البلاد مطلع العام الجاري قراراً خففت بموجبه عقوبة الإعدام عن اثنين من أصل أربعة صدرت بحقهم هذه العقوبة، وثبتتها على المتهمين الآخرين، في خطوة تعقب اعتراضات دولية رافقت إعلان أحكام الإعدام.

فقد أيدت محكمة السلامة الوطنية (الطوارئ) الاستئنافية في جلستها الأحد حكم الإعدام الصادر في حق علي عبد لله حسن السنكيس وعبدالعزيز عبدالرضا إبراهيم حسين، واستبدلت عقوبة الإعدام إلى مؤبد في حق قاسم حسن مطر أحمد وسعيد عبد الجليل سعيد، المتهمون بقتل الشرطيين، كاشف أحمد منظور ومحمد فاروق عبالصمد.

غير أن هذا الحكم لن يشكل الصفحة الأخيرة في هذا الملف، إذ ذكر النائب العام العسكري بقوة دفاع البحرين، أن الحكم الجديد سيخضع بدوره تلقائياً للطعن أمام محكمة التمييز المدنية، عملا بأحكام المرسوم الملكي رقم (48) لسنة 2011، ووفقاً للمادتين 40 و41 من قانون محكمة التمييز.

وستقوم النيابة العسكرية خلال الفترة القادمة بإرسال الملف إلى المكتب الفني عن طريق النيابة العامة، تطبيقا لأحكام المرسوم الملكي سالف الذكر.

وتعليقاً على الحكم قال المحامي راشد حمد الجار، لموقع CNN بالعربية، إن المحكمة أعطت المتهمين المحكومين بالإعدام حق الدرجات الثلاث في التقاضي، وكأنها محكمة جنائية وليست عسكرية، ولم يستعبد أن تعيد محكمة التمييز أو النقض الحكم إلى الاستئناف للنظر في حكمي الإعدام الباقيين، وتحويلهما إلى المؤبد مرة أخرى.

وكان حكم الإعدام قد صدر بحق المتهمين الأربعة في 28 أبريل/نيسان الماضي، وأشارت أوراق القضية إلى أن المحكومين قاموا بدهس الشرطيين حتى الموت في حادثة تناقلتها تسجيلات فيديو على مواقع مثل "يوتيوب."

وأعقب صدور الحكم توجيه عدة جمعيات حقوقية دولة رسائل اعتراض للحكومة البحرينية، كما عبّرت بعض الدول الغربية عن "قلقها" حيال هذه التطورات.
وجرت المحاكمات في ظل حالة السلامة الوطنية (الطوارئ) المعلنة في البحرين منذ 15 مارس/آذار الماضي، علماً أن العاهل البحريني، الملك حمد بن عيسى آل خليفة، أصدر قبل أيام مرسوماً ملكياً أعلن فيه رفع حالة السلامة الوطنية في جميع أنحاء المملكة اعتباراً من أول يونيو/حزيران المقبل.

وكانت البحرين قد شهدت منذ مطلع العام الجاري مظاهرات لقوى المعارضة - التي يغلب عليها الطابع الشيعي - تطورت من طلب إصلاحات إلى المناداة بسقوط النظام، ووقعت أعمال عنف سقط فيها عشرات القتلى والجرحى، وارتدى بعضها طابعاً طائفياً، قبل أن تدخل قوات خليجية إلى المملكة لتهدئة الأوضاع.