عمان، الأردن (CNN) -- دان حزب جبهة العمل الاسلامي، الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين في الاردن، ما تم الإعلان عنه بإلقاء جثة زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن في البحر، واصفا إياه بالعمل "الهمجي" المتعارض مع قوانين السماء والأرض والتحضر الإنساني.
وقال الحزب في أول بيان رسمي مؤسسي له حول القضية أصدره الثلاثاء، إن ما قامت به الولايات المتحدة بإلقاء الجثة هو "عمل إرهابي تمارسه دولة متغطرسة وأعظم من إرهاب الفرد وأخطر على مستقبل البشرية."
وعلق الحزب في بيانه على لسان أمينه العام القيادي حمزة منصور بالقول "لقد تابع الحزب التغطية الإعلامية الواسعة لحادثة اغتيال الشيخ أسامة بن لادن رحمه الله.. ونحن إذ ندين استباحة الولايات المتحدة أراضي دولتي أفغانستان وباكستان، واستخدام القوة في مواجهة شعبيهما."
وأكد الحزب في بيانه على أن الجهاد، وفق ضوابط الشريعة، في مواجهة الاحتلال، ورد العدوان، فريضة شرعية "باقية الى يوم القيامة"، مشيرا الى أن الحزب يرحب بمواجهة الشعب الأفغاني وكل من انحاز إليه ضد الاحتلالين السوفيتي والأمريكي.
وفي توضيح مفصل لموقف الحزب المعارض الأكبر في الاردن، أشار الى أنه يفرق "بين استخدام القوة المادية في مواجهة الاحتلال واستخدامها ضد الأبرياء أو لتحقيق الإصلاح المنشود في الأقطار التي أصابتها تشوهات في الفكر والسلوك"، مؤكدا أنه يؤيده في الأولى ولا يقره في الثانية "لما في ذلك من مفسدة عظيمة تدفع الأمة ثمنها باهظا."
وأكد الحزب تمسكه بالتزام المنهج السلمي لتحقيق الإصلاح، وعدم التعرض للأبرياء مهما كانت جنسياتهم وعقائدهم."
في الاثناء، اعتبر الحزب أن الإدارة الأمريكية هي الوارثة للاستعمار الغربي ماتزال تبحث عن ذرائع توظفها لتحقيق أهدافها في فرض هيمنتها على العالم، ونهب ثرواتها، كما حصل في العراق وأفغانستان بحسب البيان.
ودعا الحزب أنظمة الحكم في الوطن العربي والإسلامي الى تحقيق إصلاحات تلبي طموحات الشعب وتوحيد الجبهة الداخلية وتحصينها من التدخل الدولي.
وفيما أكد الحزب شرعية مقاومة الاحتلال ودستوريته، رفض أي محاولة للربط بين "المقاومة والإرهاب."
وأضاف الحزب: "إن استمرار وجود أمريكا العسكري في افغانستان والعراق يسلبهما استقلالهما، ويزيد من معاناتهما ويعرض المصالح الأمريكية للخطر ويوسع الفجوة بين الولايات المتحدة الأمريكية والشعوب الإسلامية ويهدد الأمن والسلم الدوليين."
في سياق متصل، دانت أحزاب المعارضة الأردنية قتل أسامة بن لادن، معتبرة إياه "عملا إرهابيا" بامتياز.
وقالت الناطق باسم لجنة تنسيق أحزاب المعارضة عبلة أبو علبة لـCNN بالعربية: "قتل بن لادن عمل إرهابي رغم أننا ندين قتل الابرياء في حادثة البرجين... لكن ثمة إرهاب تمارسه أمريكا في العراق وكذاك اسرائيل في فلسطين."
واعتبرت أبو علبة أن استباحة قتل بن لادن تحت دعوى محاربة الارهاب يشكل ضربة لاحترام حقوق الانسان في العالم الذي طالما نادت به أمريكا.