دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تنوعت اهتمامات المدونين العرب هذا الأسبوع مع التركيز على الأحداث الجارية حاليا في دول عربية مختلفة، من بينها مصر، وسوريا، واليمن، والخليج.
فمن سوريا، تناولت المدونات "قضية استحقاق الشعب السوري للعزة والكرامة التي حرموا منها لسنوات،" ومن مصر، تحدث المدونون عن "أعداء الثورة والأسباب التي تدفعهم إلى الوقوف ضدها."
فعبر مدونة كبريت السورية، تناول القائمون على المدونة، الذين يعرفون أنفسهم بـ"مجموعة من الشباب السوريين يجمعهم حب الوطن، وحب السماء التي تظلله والأرض التي تحمله"، قضية الفساد في مختلف مجالات الحياة بسوريا.
وتحت عنوان "شعب ما بيستاهل"، كتبت مدونة كبريت: "كثيرة هي العلل الاجتماعية والأخلاقية في مجتمعنا، وكثيرة هي الأساليب التي يستغل بها الناس بعضهم بعضاً ويؤذون بعضهم بعضاً. لا يبالغ الإنسان إن قال إن مجتمعنا يحتاج إلى ثورة أخلاقية وقيمية لبثّ مبادئ الاحترام والالتزام، قيم الأمانة والرحمة. فمن المؤسف حقاً أن ترى كيف يستغل الناس أحلك الظروف ليجعلوا من صعوبات و مشاكل غيرهم قوتاً هنيئاً يقتاتونه دونما تفكير ومن المؤسف أن ترى الرشاوى والإكراميات تدفع حتى من أجل ترخيص التدريس في المساجد."
وتابعت المدونة بالقول: "إذا كانت مجتمعاتنا تعاني عللاً أخلاقية واجتماعية كثيرة فهل تخلو غيرها من المجتمعات من تلك العلل؟ إن أكثر المجتمعات ديمقراطية في الغرب تعاني من علل أخلاقية واجتماعية لم يسمع بها مجتمعنا، ولكن هذا لم يكن سبباً لظلم حكوماتهم لهم. تقولون إن الناس لا يرحم بعضهم بعضاً فهل أخبركم أحد أن الناس تعانق بعضها في شوارع الدول العادلة؟"
وأضافت المدونة: "أرجو ألا أسمع أبناء بلدي يكررون هذا الادعاء الباطل "شعب ما بيستاهل"!! لأن أسوأ انحطاط هو أن ينحط الإنسان في عيني ذاته وإذا اقتنعنا نحن أننا لا نستحق فمن الذي سيرى أننا نستحق؟ إن هذه التهمة الباطلة ألحقت بشعوبنا وأقنعتنا بها آلات أنظمتنا الإعلامية حتى لم نعد نقيم لأنفسنا وزنا."
واختتمت المدونة الحديث بالقول: "وأخيراً .. لكل الذين يكررون هذه الجملة أقول: إذا كنا في يوماً من الأيام شعباً لا يستحق فنحن اليوم شعب يستحق وبجدارة! أما رأيت شبابنا يموتون من أجل الكرامة؟ أما رأيتنا بناتنا يرفعون صرخات العزة في وجه الوحوش؟ أما رأيت أطفالنا يضيئون شموع الأمل في قلب الظلام؟ نحن الشعب الذي يستحق واشهد يا زمان."
أما المدون الجزائري عمر دخان، فقد أثنى في مدونته الشخصية على الدور القطري في التعامل مع مختلف القضايا العربية، وكتب تحت عنوان "والله كايدتهم يا قطر"، يقول: " ينصب الكثير من اللوم على قطر منذ بداية "ربيع الثورات العربية" بحكم أن الكثيرين يعتقدون أنها هي المحرك الرئيسي لتلك الثورات."
لكنه رأى أن "الواقع يقول أن تلك الثورات كانت حتمية ضد أنظمة دكتاتورية أذاقت شعوبها شتى أصناف الظلم والعذاب على مدار سنين طوال، و لم تكن أمثال تلك الثورات بحاجة لدعم أو تحريض خارجي، بل إن تراكم سنين من الظلم و الطغيان كان هو المحفز الوحيد لها و هو سبب استمرارها إلى أن تسقط تلك الأنظمة الطاغية."
وتابع المدون الجزائري بالقول: "ما حفزني لكتابة هذا المقال هو بعض التعليقات المضحكة التي قرأتها في الفيسبوك و على موقع جريدة جزائرية متخصصة في إشعال الفتن، و هي في معظمها من جزائريين و سوريين يعتقدون أن بإمكانهم إشعال ثورة في بلد يعيش شعبه رفاهية يحتاجون هم إلى بضعة سنين ضوئية ليصلوا إليها، و هي تعليقات غريبة كان بعضها على غرار " لم لا تعالج حكومة قطر الفقر المدقع المنتشر في قطر؟"
وأدرج دخان بعض الحقائق التي تؤكد أهمية قطر كدولة غنية مبنية على مصلحة الفرد قبل كل شيء، ومن بينها: "أن معدل دخل الفرد في قطر يبلغ 85 ألف دولار سنويا، وأن دولة قطر تحمي الحريات الدينية للمقيمين والوافدين."
كما أن قطر تدعم القطاع التعليمي الخاص، إضافة إلى أن الإعلام القطري هو الأكثر تطورا ممثلا في قناة الجزيرة الفضائية و التي شكلت ثورة إعلامية في الوطن العربي. ويرى المدون الجزائري أن النظام الصحي في قطر من أفضل الأنظمة الطبية في المنطقة، إضافة إلى أن قطر ستكون مستضيفة لكأس العالم 2022. كما أن اقتصاد قطر يواصل النمو بشكل مستمر و دون عقبات، وأخيرا، تملك قطر أكبر حقل بحري معروف للغاز الطبيعي غير المصاحب في منطقة الشمال الساحلية."
ويختتم دخان تدوينته بالقول: "كل الهجمات التي تتعرض لها قطر من العرب الحاقدين على نجاحها ليست سوى دليل على أنها تسير في الطريق الصحيح، وخاصة مع زيادة الهجمات التي تتعرض لها من سكان دول تصنف سياسيا على أنها دول "فاشلة" من جميع النواحي، دول فوضوية لا نظام فيها ولا قانون، ولا سياسية خارجية معقوله ولا داخلية مقبولة، دول تعيش على "القدرة" و"دعوة الوالدين" ثم يأتي سكانها البدائيون ليتطاولوا على واحدة من أفضل دولتين عربيتين، دولة تقدم النتائج و الأرقام لا الوعود و الأكاذيب و الكلام الفارغ، و هي دولة لا تستحي من مسارها التنويري التطويري، و لا تخفي علاقاتها الطبيعية مع إسرائيل تحت الطاولة كما تفعل كل - أكرر كل - الدول العربية."
وعبر مدونة "مواطن جوعان"، تحدث المدون اللبناني خضر سلامة عن الثورة المصرية وأعدائها، فتحت عنوان "ثورة ضد العالم"، كتب سلامة يقول: " إسرائيل ضد الثورة المصرية، لأن سقوط المجلس العسكري والديمقراطية التعددية الحقيقية، تعني بناء مصر الدولة المؤسساتية الواعية لأمنها القومي. المجلس العسكري ضد الثورة، لأن فيها خطر على أعماله الاقتصادية والفساد الذي يرعاه منذ أعطي قيادات المجلس إدارة ما يفوق ربع الاقتصاد المصري الداخلي، من بيع الأراضي العامة إلى المصانع التي ينتفع بها بعض ضباطه الفاسدين، إلى القمع العسكري والتدخل بالسياسة وتشويه صورة الجيش الوطني بين حدود سائبة."
وتابع سلامة يقول: "واشنطن ضد الثورة المصرية، لأن سقوط المجلس العسكري يعني إفلات الحليف الجيوسياسي الأهم في المنطقة، وانهيار سلة مصالحها الاقتصادية الضخمة في مصر، والأهم بقاء تسليحها التافه الفاسد للجيش المصري، على حاله. العرب المعتدلون ضد الثورة المصرية، لأن المجلس العسكري يمثلهم، ويمثل دور محاسبهم المالي الذي يمرون منه لتفريخ أحزاب إسلامية رجعية تشبههم في انتخابات العصر القادم، ويمثل أيضاً، بقايا أنظمتهم."
وأضاف سلامة بالقول: "المجتمع الدولي ضد الثورة المصرية، يصفق للمجلس العسكري ويهمس بصوت خافت ضد قمعه، لأن قلبه وسيفه مع المجلس، فهو يمثل مصلحة جميع من سبق ذكرهم، من المتحكمين برقبة هذه المؤسسات الفاسدة المسلطة ضد مصلحة البشرية. شركات العالم الكبرى ورأسماليتها، ضد الثورة المصرية، لأن المجلس العسكري هو استمرار لروح أنور السادات الذي شرّع الاقتصاد المصري أمام سوق الكازينو، وخرّب من بعد حسني وزبانيته، دعائم الاقتصاد الزراعي والصناعي والصحي، فكبر سوق الشركات، وصغر حلم الأطفال."
واختتم سلامة تدوينته بالقول: "أخوتي في مصر، المرابطون أمام دبابات العالم، هذا العالم اجتمع عليكم. الثورة المصرية اليوم، في معركة مفتوحة ضد النظام المصري، والأنظمة العربية، وضد واشنطن وأوروبا والأمم المتحدة وإسرائيل وشركات العالم وإعلامه... ثورة مصر اليوم، ضد العالم، بينما تسعى بعض معارضات العرب على استجداء رضا هذا الكائن السياسي الغدار، أبناء مصر اليوم ضد العالم كله. فأين نحن من الثورة؟ ربما ما لم يفهمه الحكام العرب، أنهم في صراعهم على البقاء على الحياة، ثمة من يشتري الموت في الساحات. فكّروا بها قليلاً."
وعلى مدونة "مارماريكا" الليبية، استعرض المدون عمر بوشويشبنة مقالا للكاتبة بدرية البشر تحدثت فيه عن سيف الإسلام القذافي وحياته السابقة، فتحت عنوان "ربما - حكاية سيف الإسلام كما روتها أمي"، كتبت البشر تقول: " صورة سيف الإسلام في الطائرة التي حملته إلى الزنتان بعينيه الزائغتين أول من أمس، تذكّرك بصور سابقة شاهدت فيها العينان نفسهما الرعبَ نفسه. لكن كلاًّ كان يعتقد أن هذه الصورة لا تخص سوى صاحبها، وليست مشهداً تاريخياً حرياً بالتأمل والعظة."
وتابعت الكاتب بالقول: " أمي كانت تحذّرنا من أن الألفاظ السيئة تنقلب على أصحابها، وقد ذكّرت القذافي عبر مقال قديم بمقولة أمي هذه حين قال لشعبه المحتج: يا جرذان، وحين قال سيف الإسلام: طز. أتذكر الآن أن أمي زادت في حكاية أخرى بأن ليست الأقوال السيئة وحدها ما تعود على أصحابها، بل كذلك الأفعال، فالقذافي الذي قال لبعض شعبه ارقصوا وافرحوا وهو يسفك دماء شعبه في احتجاج سلمي، لم يدرِ أن طرابلس هي من رقصت بعد ثمانية أشهر على جثته."
وأضافت المدونة بالقول: " سيف الإسلام، الذي تعهد بالإصلاح سابقاً وتوعد بالسحق لاحقاً، ليست له صفة في الحكومة (؟!!) تماماً مثلما كان والده، الذي احتار فيه شعبه، فحين قالوا له ارحل، قال: أرحل من ماذا؟ لست رئيساً، وإلا لكنت رميت الاستقالة في وجوهكم، إن الذي يحكم هو الشعب، فأُسْقِط في يدهم، وحمدوا ربهم أنه لم يقل كما قال علي صالح: ارحلوا أنتم."
واختتمت البشر مقالها بالقول: "اعتقدت صحيفة أجنبية أن اكتشافها أن سيف الإسلام قد سرق شهادة الدكتوراه من الجامعة البريطانية فضيحة مذلة، رد الليبيون عليها: ليته ما سرق سواها، لكن أمي أيضاً تقول إن الذي يسرق شهادة تسهل السرقة عنده، فيسرق معها بلاداً."
ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.
الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.