دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تناولت المدونات العربية خلال الأيام الماضية مجموعة من القضايا، بينها الجدل في تونس حول فيلم "لا ربي لا سيدي،" والقلق من "تجاوزات" منسوبة للثوار في المناطق التي يخضع لهم في ليبيا، علاوة على حالة مريض نفسي رفض مغادرة حافلة في مصر قبل حضور المشير محمد حسين طنطاوي، بالإضافة إلى شخصية "المستقل المتطرف" الجديرة بالانتقاد وفق مدونات سعودية.
فمن ليبيا، برزت انتقادات للمدون صلاح الحداد، حول بعض التجاوزات التي قال إنها تحصل في المناطق الخاضعة لسيطرة الثوار في البلاد، والتي تذكر ببعض ما كان يجري في فترة سيطرة نظام العقيد معمر القذافي على الوضع.
وتحت عنوان "هل يٌعقل بعد ثورة 17 فبراير؟"، قال المدون: "هل يعقل بعد ثورة 17 فبراير أن تتحول ليبيا من حكم أوتوقراطي إلى حكم ثيوقراطي؟ هل يعقل بعد ثورة 17 فبراير أن يصير المجلس الوطني الانتقالي كمجلس قيادة الثورة؟ هل يعقل بعد ثورة 17 فبراير أن تحذو قناة ليبيا الأحرار حذو قناة الجماهيرية؟ هل يعقل بعد ثورة 17 فبراير أن تتعامل سرايا الثوار وكتائبهم مع الشعب كتعامل كتائب القذافي؟"
وتابع: "هل يعقل بعد ثورة 17 فبراير ألاّ نجد شبابا في المجلس الانتقالي، ولا نساء؟ هل يعقل بعد ثورة 17 فبراير أن يتصدر الإخوان المشهد بروابطهم واتحاداتهم المشائخية دون منازع؟ هل يعقل بعد ثورة 17 فبراير أن يتوعد الإخوان مخالفيهم علنا وفي وسائل إعلام المعارضة بالتصدي للتيارات العلمانية والليبرالية وملاحقتهم وسحلهم وقمعهم؟ هل يعقل بعد ثورة 17 فبراير أن يجد القذافي مخرجا مشرفا عن طريق المجلس الانتقالي؟"
أما المدون عبدالرزاق التابعي فقد تناول القضية المثيرة للجدل حالياً في تونس، وهي الخلاف الذي وصل إلى حد الصدام بين علمانيين وإسلاميين، بسبب عرض فيلم يحمل اسم "لا ربي لا سيدي"، اعتبر أنه يثير الصراع من جديد في البلاد بمرحلة ما بعد الثورة.
وقال المدون: "مُنع عرض فيلم 'لا ربي لا سيدي' للمخرجة نادية الفاني، بعد أن تظاهر سلفيون تونسيون أمام قاعة عرض سينمائي، واتهموا العمل بأنه يشكك في وجود الله ويدعو إلى الإلحاد."
وتابع: "وساهم إعلان مخرجة الفيلم على الملأ عدم إيمانها بالله، ومحاربتها الإسلاميين، وحقها في حرية التعبير عبر تلفزيون (حنبعل) التونسي الخاص، في إذكاء حملة شنها ناشطون ضدها عبر شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك، دعَوا خلالها إلى مقاطعة جميع أفلامها."
ولفت المدون إلى أن أفراد المجموعات الإسلامية "رفعوا شعارات معادية للعلمانيين، منها 'الشعب يريد تجريم الإلحاد،' فيما تعالى التكبير قبل إقدامهم على كسر باب قاعة العرض واقتحامها، والاعتداء بالضرب على الحاضرين وصفعهم، ورشهم بغاز مسيل للدموع."
أما في مصر، فنقلت مدونة "أنا الشعب"، حادثة وقعت في القاهرة اعتبر من خلالها المدوّن أنها تضيء على وضع حقوق الإنسان في البلاد، وذلك تحت عنوان: "مش هامشى إلا لما تيجي يا مشير."
وقال المدوّن: "ايوه يا مشير.. تعالى يا مشير!.. هكذا كان يتحدث في تيلفونه المحمول، إنه مريض نفسي رفض أن يترك أتوبيس النقل العام ويطلب من المشير (محمد حسين طنطاوي الذي يقود المجلس الأعلى للقوات المسلحة المسيّر للأوضاع في مصر) أن يأتى إليه."
وتابع المدون: "ركب من أمام مستشفى الهلال ورفض النزول.. اتجه به السائق إلى قسم شرطة الساحل فرفض الضباط التعامل معه.. المشكلة أن الجميع كان يرى أن هذا الشخص الفاقد لأهليته هو المشكلة نفسها، وأنهم يريدون أن يتخلصوا منها بأي طريقة لكي يذهب السائق بالأتوبيس إلى الجراج، لم يفكر أحد للحظة أن لهذا الشخص كرامة وحقوقا."
وختم بالقول: "المشكلة أنه كان خائفا! المشكلة لم يكن يعرف كيف يعود إلى منزله! المشكلة أننا لا نملك مشفى سمعته نظيفة يمكن أن يعالج تلك الحالات! المشكلة أنه ناقم على السلطة أيا كانت، السلطة التي أهانته ولم تهتم به يوما.. حقوق الإنسان هي الحل."
وفي السعودية، برزت مدونة إبراهيم القحطاني التي تناولت الشريحة الواسعة من الأشخاص الذين تتقلب مواقفهم بصورة متشددة وتتغير وفق الاتجاه العام، ولكنها تحافظ دائماً على تعنتها.
وتحت عنوان "المستقل المتطرف" قال القحطاني: "هناك ليبرالي متطرف .. وفيه محافظ متطرف .. وفيه متطرف في أغلب التيارات.. وفيه أيضاً شخص لا يتبع لأي تيار .. ومتطرف أيضاً .. هذا اللي أسمية المستقل المتطرف.. شلون يصير مستقل و متطرف؟ أنا أقولك."
وتابع: "هذا طال عمرك يكره التبعيه ويحب الاستقلال برأيه .. لكنه شطح حبتين .. بحيث صار كل ماشاف رأي أجمع عليه أغلبية يعاندهم خوفاً انه يصير تابع لهم.. وخبركم هو يموت بالاستقلال.. فتلقاه إذا الناس انتقدوا وزارة العمل .. قال المشكلة في الشباب مو في الوزارة ..وإذا ثاني يوم مدحوها وعابوا على الشباب (اللي هو رأيه في الأمس) تلقاه يقول لا.. خلونا نكون عقلانيين..الوزارة هي المسؤول الأول."
وأضاف: "تنتقد الظواهر والتقليعات الشبابية .. قالك يا أخي هي حرية خاصة .. وإذا قلت حرية خاصة قال لك لا هناك قيم وتقاليد يجب الحفاظ عليها.. والأمثلة تطول."
ويوجه القحطاني في الختام نصيحة لطريقة التعامل الأفضل مع هذا النوع من الأشخاص فيقول: "يجب أن يكون ردك عليه في أي اختلاف أو محاولة لبدء جدال بالجملة الشهيرة.. صادق صادق .. معاك حق.. أنت بهذه الجمله تقطع عليه استقلاليته وبثارته وتجيب له الحارق وتغثه .. فمثل مافيه ثورة مضادة..هالجمله اسمها بثاره مضادة.. التدوينة القادمة إن شاء الله أتكلم عن فئة " الطقطقة " وهي فئة تحب الوناسه على قفا الناس."