دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تمكنت أوروبا من اجتياز أول اختبار جدي لها لتعويم مصارف متعثرة في القارة، بعد التوصل إلى خطة لدعم بنك "ديكسيا" الفرنسي البلجيكي بمبلغ 90 مليار دولار، مع تخليه عن فرع "ديسكيا بلجيكا" لصالح حكومة ذلك البلد مقابل أربعة مليارات يورو، كما دخل صندوق مدعوم من قطر على الخط لشراء فرع لوكسمبورغ من مجموعة KBC.
وبالعودة إلى ملف "ديكسيا" فقد قال المصرف إن المساعدة التي سيتلقاها ستسمح له بتقليص نفقات تمويلاته القصيرة المدى بقرابة 14 مليار يورو، كما ستساعده على الحد من أصول غير إستراتيجية موجودة في محفظته بقيمة 19 مليار يورو.
وقال المحلل الاقتصادي البريطاني، مايكل هوسن، لـCNN: "ديكسيا مصرف تمكن من تجاوز اختبارات الجهد مطلع الصيف الجاري، ولكن اتضح بعد ثلاثة أشهر أنه بحاجة لعملية إنقاذ، وهذا يثير التساؤل حول ما إذا كان ديكسيا حالة شاذة أم أن هناك طابور طويل من عمليات الإنقاذ المنتظرة."
من جانبه، قال المحلل المصرفي والإداري، ديفيد بيك، في مقال كتبه لـCNN، إنه بات من الواضح وجود "عدد أكبر من اللازم من المصارف في أوروبا،" مضيفاً أن الأزمة الحالية هي "فرصة لخفض عدد هذه المصارف بمقدار 30 في المائة على الأقل،" ودعا الحكومات الأوروبية إلى المساهمة في دفع المصارف المتعثرة للاندماج مع نظيرتها القوية.
من جانبها، دخلت "بريسيزيون كابيتال" لإدارة الأموال، التي تدير استثمارات لأحد الأطراف في قطر، ضمن المعادلة الحالية للقطاع المصرفي الأوروبي، بعدما أعلنت مجموعة KBC البلجيكية موافقتها على عرض بقيمة مليار يورو يهدف للاستحواذ على فرعها في لوكسمبورغ، KBL.
وقال جان فانهيفيل، المدير التنفيذي لمجموعة KBC: "من المطمئن أن نرى مستثمرين قطريين يعترفون بقوة وقيم مجموعة الخدمات المصرفية الخاصة الأوروبية والفرص التي توفرها."
وكان الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، والمستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، قد أظهرا جبهة موحدة لمواجهة أزمة اقتصادية إقليمية عاصفة، بعد اجتماع بين الزعيمين ناقشا خلاله أزمة القطاع المصرفي الأوروبي، على خلفية الديون السيادية التي تهدد استقرار منطقة اليورو.
وتعهد ساركوزي وميركل، خلال مؤتمر صحفي مشترك في برلين الأحد، باتخاذ ما هو ضروري لاعادة رسملة المصارف الأوروبية.
وأكد ساركوزي أن "الاتفاق تام" بين البلدين في هذا الصدد، مضيفاً: "سنقوم بذلك وباتفاق كامل مع أصدقائنا الألمان.. لن يكون هناك ازدهار اقتصادي ما لم تكن هناك مصارف مستقرة وموثوق بها."
وشدد على ضرورة إيجاد حل دائم للأزمة حتى نهاية الشهر الجاري، ونوه بأن أوروبا ينبغي أن تعالج مشاكلها سريعاً قبل انعقاد قمة مجموعة العشرين، المقرر في مدينة "كان" بفرنسا في بداية نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
وكان قادة أكبر اقتصادين في أوروبا قد اجتمعا في برلين على خلفية مخاوف من عدم قدرة اليونان على سداد ديونها، والضغوط الناجمة عن إفلاس الدولة الأوروبية على اليورو، العملة الأوروبية الموحدة بين 17 من دول التكتل الأوروبي.