روما، إيطاليا (CNN)-- أعلن مكتب الرئيس الإيطالي، جورجيو نابوليتانو، أن رئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني، وافق على تقديم استقالة حكومته الثلاثاء، بعد قليل من جلسة دراماتيكية لبرلمان الدولة الأوروبية، التي تزرح تحت وطأة الديون، شهدت تمرير التقرير الختامي للميزانية بأقل من الأغلبية المطلوبة.
وبدا واضحاً أن برلسكوني فقد الأغلبية التي كان يستند إليها في مجلس النواب، بعدما تمرير الميزانية بموافقة 308 أصوات، من بين 309 نواب حضروا الجلسة، امتنع أحدهم عن التصويت، بينما تغيب أكثر من نصف أعضاء مجلس النواب، الذي يضم 630 نائباً، عن حضور الجلسة، في إشارة واضحة إلى عدم رضاهم عن سياسة الحكومة.
وقرر نواب المعارضة الامتناع عن حضور الجلسة لإتاحة الفرصة أمام نواب حزب "شعب الحرية" الحاكم، وتكتل "رابطة الشمال" المشارك في الائتلاف الحكومي، لتمرير تقرير الميزانية، لتمكين الجهاز الحكومي على أداء عمله، وفي نفس الوقت عدم إظهار أي دعم للحكومة.
وتعرض برلسكوني، البالغ من العمر 75 عاماً، لضغوط متزايدة وسط مطالبته بتقديم استقالته، بينما ترزح إيطاليا، ثالث قوة اقتصادية في منطقة "اليورو"، تحت عبء الدين العام، يعادل حوالي 120 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، مما أدى إلى إثارة مخاوف إزاء إمكانية انتقال عدوى أزمة الديون اليونانية إلى إيطاليا.
ومن المتوقع أن يقوم برلسكوني، الذي يتشاور مع مساعديه وحلفائه السياسيين بشأن خطواته التالية، بالتوجه إلى مكتب الرئيس الإيطالي جورجيو نابوليتانو، بعد انتهاء التصويت على تقرير الميزانية أياً كانت نتيجة التصويت.
وفي وقت سابق الاثنين، نفي رئيس الوزراء الإيطالي، الذي يقود البلاد منذ 10 سنوات، ما وصفها بـ"شائعات" ترددت عن اعتزامه التقدم باستقالته، وسط تقارير أشارت إلى حدوث انقسامات جديدة في الحزب الحاكم، على خلفية أزمة الديون التي تواجه دول منطقة "اليورو."
وكتب برلسكوني، في رسالة على صفحته بموقع "فيسبوك"، قائلاً: "الشائعات التي ترددت عن تقدمي بالاستقالة لا أساس لها"، كما أكد مستشار صحفي لرئيس الحكومة الإيطالية لـCNN أن برلسكوني ليس لديه خطة، في الوقت الراهن، لتقديم استقالته.
ونجا برلسكوني من اقتراعات سابقة بسحب الثقة من حكومته، وأبلغ النواب بأن الوقت غير ملائم لتغيير قيادة البلاد، إلا أن التصويت على تقرير الميزانية الثلاثاء، أظهر خروج غالبية مجلس النواب عن سيطرة إمبراطور الإعلام الإيطالي.