دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- سعى وزير النفط السعودي، علي النعيمي، إلى طمأنة الأسواق العالمية بشأن تأثير "القلاقل السياسية" التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، على إمدادات النفط، قائلاً إن السعودية والدول الأعضاء بمنظمة الأقطار المصدرة للبترول "أوبك"، قادرة على تعويض أي نقص محتمل في الإنتاج.
وبعد يوم من قيام المملكة العربية السعودية بزيادة إنتاجها من النفط بواقع 4 ملايين برميل يومياً، أكد النعيمي، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس" الأربعاء، أن العرض والطلب في الأسواق العالمية يشهدان توازناً في الوقت الحالي، مشيراً إلى أنه ليس هناك ما يدعو إلى القلق أو الخوف من نقص إمدادات النفط.
جاءت تصريحات وزير النفط السعودي في ختام اجتماع استثنائي شارك فيه وزراء ومسؤولين من قرابة 87 دولة منتجة ومستهلكة للنفط، للمصادقة على ميثاق "منتدى الطاقة الدولي"، والذي يهدف إلى تعزيز التعاون والتنسيق والحوار بين الدول المنتجة والمستهلكة وصناعة الطاقة، بما يعمل على استقرار أسعار النفط.
يأتي هذا الاجتماع في أعقاب القفزات التي سجلتها أسعار النفط خلال الأيام الماضية، بنسبة تصل إلى 6 في المائة، لتتجاوز 98 دولار للبرميل، على خلفية الاضطرابات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، وخاصةً في ليبيا، التي تُعد واحدة من كبريات الدول المنتجة للنفط في العالم.
واعتبر الوزير السعودي أن هناك اختلاف جذري بين ما تشهده أسواق النفط في الوقت الراهن، وبين ما جرى خلال الأزمة المالية العالمية عام 2008، عندما قفزت أسعار النفط إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق، مؤكداً قدرة الدول المنتجة للنفط على سد احتياجات الأسواق العالمية.
وقال النعيمي: "الجميع يعرفون أن الأوضاع الآن تعتبر مريحة، وإمكانيات الدول المنتجة ستستهدف سد حاجة الأسواق العالمية، والبترول ليس ورقة نضارب بها في الأسواق العالمية، ولذلك نبحث جميعاً عن السعر العادل"، والذي تقدره المملكة بما يتراوح بين 70 و80 دولار للبرميل.
وقال المحلل النفطي لدى شركة "كاميرون هانوفر" لإدارة مخاطر الطاقة، بيتر بيوتل: "الوضع الحالي أصبح ينذر بأن المنطقة بأكملها قد اشتعلت فيها الاضطرابات، ومن المحتمل بشكل كبير أن تمتد إلى مناطق أخرى من المنطقة."
وتابع المحلل النفطي قائلاً لـCNN: "الأمور تزداد سوءاً أكثر وأكثر وأكثر، ومن المحتمل أن تمتد (الاضطرابات) إلى المملكة العربية السعودية، وهنا تكمن أكبر المخاوف الحقيقية."
وتشهد كل من ليبيا والبحرين والكويت واليمن والمغرب والأردن احتجاجات ومواجهات دامية للمطالبة بإسقاط الأنظمة أو لإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية، وذلك بعد الاحتجاجات الغاضبة التي شهدتها كل من تونس ومصر، والتي أجبرت رئيسي البلدين، زين العابدين بن علي، وحسني مبارك، إلى التخلي عن السلطة.
يُشار إلى أن ليبيا تنتج ما يقرب من 1.6 مليون برميل يومياً.، في حين أن الاحتياجات العالمية اليومية من المادة الخام تصل إلى 87.5 مليون برميل، ما يعني أن حصة ليبيا مهمة لسوق الطاقة العالمي.