واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- قالت مصادر مطلعة في الإدارة الأمريكية إن واشنطن تدرك حجم المصاعب الاقتصادية التي تواجهها العديد من الدول العربية، وعلى رأسها مصر، وهي تخشى أن تقود هذه الأزمات إلى تولّد ثورات جديدة بسبب صعوبة حلها من قبل أي أنظمة جديدة.
وتعمل واشنطن بالتالي على مجموعة من الخيارات، بينها تأسيس صندوق لتمويل مشاريع بالمنطقة، تشارك فيه دول الخليج وأوروبا.
وقال مصدر كان قد عمل على التقرير الذي أعدته الإدارة الأمريكية وتنبأت فيه بسقوط أنظمة عربية قبل أيام من بداية الأحداث في تونس، إن دولة مثل مصر سطرّت نموذجاً رائعاً في الثورة على النظام الحاكم، ولكنها الأحداث فيها قد تتطور بشكل سلبي إن لم يفهم الشباب أن طريق الإصلاح ستكون طويلة.
وتابع المصدر، الذي تحدث لمجلة تايم الشقيقة لـCNN قائلاً إن الشعب المصري سيجد نفسه بعد أشهر أمام وضع صعب، لأن التغيير السياسي الذي تحقق لم يترافق مع تطورات اقتصادية يمكنها توفير الوظائف والعيش الكريم لمئات آلاف الشبان الذين يشعرون بالإحباط بسبب الفقر والبطالة.
وذكر المصدر أن واشنطن تخشى أن تشهد ساحة التحرير - وساحات عربية أخرى - بعد أشهر موجات غاضبة من الشباب الذين يشعرون بخيبة أمل، ولكن تحركهم هذه المرة سيكون أكثر عنفاً وتشدداً من المرة الماضية.
وتابع التقرير نقلاً عن المصدر أن واشنطن تشعر بالقلق حيال إمكانية وقوع هذا الاحتمال في مصر ومن ثم انتشاره إلى المنطقة ككل، لذلك فهي تدرس مجموعة من الخيارات الطويلة الأمد، مدركة أن اقتصاد المنطقة يتجه إلى عنق الزجاجة خارج الدول النفطية، وذلك بسبب خطوات الإصلاح الاقتصادي وتراجع المساعدات الدولية والاستثمارات.
ومن بين الخيارات المطروحة إعادة إطلاق خطط إنشاء مناطق تجارة حرة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وضخ الأموال لإنعاش المشاريع الصغيرة.
وذلك إلى جانب تأسيس صندوق خاص لتطوير البنية التحتية العربية، وتقوم بتمويل هذا الصندوق مؤسسات الاستثمار الرسمية العربية، وكذلك الصين والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لإطلاق مشاريع عملاقة لشق طرقات وبناء مساكن ومحطات للطاقة بكامل الدول العربية.