واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- في أول تصريح علني له منذ بداية "ثورة الغضب" في مصر، قال وزير الدفاع الأمريكي، روبرت غيتس، إن الجيش المصري تصرف "بطريقة مثالية" وبقدر كبير من الانضباط حيال المتظاهرين.
وقال إن الولايات المتحدة الأمريكي تريد رؤية "انتقالا سلساً ومنظماً" للسلطة، ولكن العملية تحتاج إلى تقدم وبخطوات راسخة نحو تنفيذ الوعد بالإصلاح.
ووصف غيتس المظاهرات بأنها "تعبيراً عفوياً عن عدم الرضا"، مضيفاً أن الولايات المتحدة رأت شباباً غير راضين في المنطقة منذ سنوات وأجرت محادثات مع مختلف الحكومات حول ذلك.
وأضاف الوزير أنه "يأمل" أن تتخذ الحكومات الأخرى في المنطقة "إجراءات" للتحرك بالاتجاه الصحيح.
أخطر المراحل
من ناحية ثانية، يرى مراقبون أن الأوضاع في مصر دخلت في أسبوعها الثالث أخطر المراحل، مشيرين إلى أن هناك خطراً يتربص بالمحتجين.
فقد قال فؤاد عجمي، بروفيسور دراسات الشرق الأوسط بجامعة "جونز هوبكنز، لـCNN: "المتظاهرون يدخلون الآن أخطر مراحل هذه الأزمة، كما أن كافة المناوئين للحكومة قد يواجهون عواقب."
وأضاف عجمي في مقابلة لبرنامج "AB360" على شبكة CNN "هم معروفون لدى الأجهزة الأمنية، لقد راهنوا على كل شيء، وإذا نجا النظام، وإن كان حقاً يحاول إيهامنا بطريقة ما أنه قد تغير، فمعظم هؤلاء المحتجين، قيادات هذه الاحتجاجات.. في خطر عظيم."
وتابع: "النظام لم يقض تماماً بعد، وإذا كانت هناك جرعات مكثفة من القمع، وإن اقتضى الأمر، فإن الأمر يمكن أن ينطبق على هذه الأزمة."
وإلى ذلك، تدخل "ثورة" مصر أسبوعها الثالث، الثلاثاء، ويشكل المحتجون المنادون بالتغيير والديمقراطية سلسلة بشرية في ميدان التحرير وتعهدوا بعدم التراجع عن احتجاجاتهم حتى رحيل الرئيس حسني مبارك، وحاشيته.
وفي وقت سابق قال الممثل الشاب خالد عبد الله: "ميدان التحرير يرغب في رحيل مبارك بأسرع فرصة، لكنه يطالب أيضاً بتفكيك نظامه.. إنه يريد تفكيك الدولة البوليسية، وإلغاء قانون الطوارئ وحل البرلمان، المنتخب بفساد."
تحذير من الإخوان المسلمين
دعا رئيس الوزراء البريطاني السابق، طوني بلير، إلى "التعامل بحذر" مع تنظيم الإخوان المسلمين، الذين يبدو أن الغرب قلق للغاية من تزايد نفوذهم في مصر بعد الأحداث التي عصفت بالبلاد، وقال إنه شخصياً لا يحب العيش في ظل أنظمة دينية، حتى وإن كانت "ديمقراطية" على حد تعبيره.
وتطرق بلير إلى ما يجري في مصر والموقف من الرئيس حسني مبارك، فقال إن الأخير أدى خدمات كبيرة وحافظ على السلام في الشرق الأوسط طوال 30 سنة.
ولكنه أضاف: "غير أن هذا لا يعني وجوب عدن إجراء تغييرات في السياسات الداخلية لمصر، ولكن مع التأكيد على الدور المحوري الذي لعبته السلطات المصرية، ومن ذلك على سبيل المثال منع وصول الأسلحة إلى حركة (المقاومة الإسلامية) حماس في قطاع غزة."
ورأى بلير أنه في حال حصلت تغييرات في السياسة الخارجية المصرية، فسيكون هناك "عواقب جدية" تطال عملية السلام في الشرق الأوسط.