القاهرة، مصر (CNN)-- ساد الهدوء ميدان التحرير في وسط العاصمة المصرية القاهرة الأربعاء، بعد ليلة دامية سقط خلالها عشرات الجرحى، فيما أعلنت اللجنة العليا للانتخابات عن تأجيل نتائج المرحلة الأولى إلى الخميس، وسط دعوات أطلقها عدد من الأحزاب والقوى السياسية لتنظيم مظاهرة مليونية جديدة الجمعة.
وبينما ذكر حزب "الحرية والعدالة" الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، و"النور" السلفي، تقدم مرشحيهما في الانتخابات، التي جرت مرحلتها الأولى على مدى يومي الاثنين والثلاثاء، في 9 محافظات، قال رئيس اللجنة العليا للانتخابات، المستشار عبد المعز إبراهيم، إن النتائج الرسمية للمرحلة الأولى ستُعلن الخميس.
ومن المقرر أن يعقد رئيس لجنة الانتخابات مؤتمراً صحفياً مساء الخميس، لإعلان أسماء الفائزين بالمقاعد الفردية، وأسماء الذين سيخوضون جولة الإعادة، كما سيتم إعلان عدد الأصوات التي حصلت عليها كل قائمة حزبية على حدة، على أن يتم إعلان الفائزين في تلك القوائم، بعد نهاية المرحلة الثالثة من الانتخابات.
وبدأت أعمال فرز أصوات الناخبين بمقار اللجان العامة للانتخابات، عقب إغلاق صناديق الاقتراع مساء الثلاثاء، بحسب ما أورد موقع "أخبار مصر"، نقلاً عن وكالة أنباء الشرق الأوسط، بحضور المرشحين ومندوبيهم، وجرت أعمال فرز الأصوات بمعرفة القضاة المشرفين على العملية الانتخابية.
وناشد رئيس لجنة الانتخابات وسائل الإعلام عدم نشر أية بيانات تتعلق بنتائج الانتخابات، انتظاراً للإعلان الرسمي لها في البيان الذي سيلقيه خلال المؤتمر الصحفي الخميس، كما دعا القضاة، الذين يقومون بعمليات الفرز، إلى عدم إعلان أية نتائج من جانبهم، ترقباً لما سيصدر عن اللجنة بصورة رسمية ودقيقة.
وفي وقت متأخر من مساء الأربعاء، قال حزب "الحرية والعدالة" إن النتائج التي وصلت إليه بعد انتهاء عمليات الفرز في معظم اللجان الانتخابية، تشير إلي تقدمه بنسبة تتجاوز 40 في المائة، يليه حزب "النور"، و"الكتلة المصرية"، ثم "الوسط" و"الوفد."
من جانبها، ذكرت "الكتلة المصرية"، التي تضم أحزاب "التجمع"، و"المصريين الأحرار"، و"المصري الديمقراطي الاجتماعي"، أن المؤشرات الأولية تشير إلى أنها حققت نجاحاً في المرحلة الأولى من الانتخابات، بشكل يتقارب مع جماعات وأحزاب تعمل منذ 80 عاماً، في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين وحزب الوفد.
وبينما جددت الكتلة اتهامها لجماعة الإخوان المسلمين، ممثلة في حزب الحرية والعدالة، باستخدام الدعاية الدينية في الانتخابات، فقد شددت، في مؤتمر لها الأربعاء بمقر حزب المصريين الأحرار، على أنها لم تمارس أية تجاوزات في المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية.
وكان رئيس حزب الوفد، السيد البدوي، قد استبق ظهور المؤشرات الأولية لنتائج الانتخابات بتأكيده أن حزبه لن يتحالف مع أي قوى لتشكيل الحكومة بعد الانتخابات، بل يمكن أن يشكلها منفرداً، أو يبقى في صفوف المعارضة، أو يتم تكليفه بتشكيل الحكومة، حتى وإن لم يحصل على الأغلبية.
على صعيد آخر، دعا نحو 23 حزباً وائتلافاً ثورياً إلى اعتبار الجمعة 2 ديسمبر/ كانون الأول المقبل، جمعة "رد الاعتبار لأبطال محمد محمود"، وقالت، إنه "لولا دماء هؤلاء الشهداء، لما أُجبر المجلس العسكري على إسقاط حكومة (عصام) شرف المرتعشة، معدومة الصلاحيات."
وذكر بيان مشترك لتلك الجماعات أن "استبسال شباب محمد محمود، وهم جزء لا يتجزأ من شباب التحرير، وثباتهم في مواجهة قمع الداخلية، هو الذي أجبر المجلس العسكري على تقديم هذه التنازلات، ولا صحة على الإطلاق لأكاذيب أبواق الإعلام الرسمي، ولواءات المجلس، من أنهم ليسوا إلا مجموعات من البلطجية."
وتابع البيان: "لذا تدعو هذه القوى الحزبية والثورية جميع المصريين، للمشاركة بميدان التحرير يوم الجمعة 2 ديسمبر (كانون الأول)، في تأبين شهدائنا في محمد محمود، وكل شهداء العسكر في المرحلة الانتقالية، ابتداءً من 9 أبريل (نيسان)، مروراً بماسبيرو."