دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بخلفية بيضاء وشاشة تخلو إلا من شخص واحد يقف في المنتصف يتحدث في عدة موضوعات، برزت حلقات الكوميديان الأردني رجائي قواس كواحدة من أكثر المواد المصورة على اليوتيوب والفيسبوك التي تعالج الحياة اليومية للمواطن الأردني في مناسبات وأماكن متعددة، كتصرفاته يوم العيد، أو سلوكه في مكان عمله، أو في الشارع، أو حتى في منزله.
وفي مقابلة مع CNN بالعربية، تحدث قواس حول أبرز القضايا والمواقف التي يتناولها في حلقاته، وقال "أحاول دائما أن أكون مرآة لتصرفات الآخرين من حولي، كوقت الانتظار لإتمام المعاملات الحكومية، وأثناء شراء الخبز، وفي صالون الحلاقة، ولا يقوم أي شخص بمساعدتي أثناء الكتابة لأنها في الغالب مشاهداتي، وأنا وحدي من يستطيع فهم ذاتي، ولهذا سأتمكن من تقديمه بأسلوب كوميدي جميل. بالطبع أستشير الكثيرين من حولي بعد كتابة الفكرة، وإذا لم تلاقي استحسانهم أقوم إما بتعديلها أو إلغاءها قبل التصوير."
فكرة الكوميديا وعروض ما يعرف بـالـ Stand-up comedy تدور في ذهن قواس منذ زمن طويل، إذ يقول: "قمت بعرض Stand-up Comedy كوميدي في 2006 في مقهى يدعى جفرا وسط البلد في العاصمة الأردنية عمّان، وبقيت مواظبا على الأداء لمدة أربعة شهور، ومن ثم توقفت حتى 2011 حين عدت للمسرح لكن عدد عروضي السنوية قليل جدا لأنني أهتم بالنوع على حساب الكمية."
وحول أبرز الكوميديين العالميين الذين يتابعهم قواس، قال: "هناك جيم كاري، وكريس روك، وإيدي مورفي، وروبن ويليامز، ومن مصر، هناك جورج عزمي."
ويعتمد قواس في حلقاته، التي تبث على قناة خرابيش عبر اليوتيوب على تسليط الضوء على ممارسات معينة لأفراد في المناسبات، وتوجيه النقد لها في الوقت ذاته، فإحدى الحلقات تتحدث عن الأم، التي يكن لها رجائي قواس كل احترام وحب، ولكنه في الوقت ذاته يقول إن لها سلوكيات تستفزه، ولا بد له من انتقادها. ولكن، ما رد قواس على اتهام البعض له بتجاوز الخطوط الحمراء؟
يقول الكوميديان الأردني: "الخطوط الحمراء هي خطوط وهمية نرسمها نحن البشر لأنفسنا لنبرر فيها تقاعسنا وفشلنا إذا ما فشلنا. اللون الأحمر لا يعني لي سوى أنه لون جميل ودافئ وحميمي، أما إذا ما ادعى احدهم أنني تجاوزت خطا احمر كان قد رسمه في ذهنه حينا ما، فهو لا يستطيع أن يملي على الجميع ما يحب وما يكره وما هي حدوده الشخصية."
وحول الموضوعات التي لا يحب قواس الخوض فيها، قال: "بالطبع هنالك العديد من المواضيع التي بطبيعتي لا أتطرق لها لأنني لا أبرع بالخوض فيها، فأنا مجرد إنسان أعيش وأتعايش، وأحاول نقل تجربتي الاجتماعية بصورة غير مملة قد تكون مضحكة لصراحتها أو لدقة ملاحظة المشاهدات، وتشابهها الشديد مع مشاهدات من يعيشون مع من البشر على هذا الكوكب الأزرق."
وفيما يخص التطورات التي يمكن أن تطرأ على شكل الحلقات التي يقدمها، من ناحية الشكل والمضمون، قال قواس: "أفكر في عمل كل ما هو غير مألوف وغريب، ربما سألغي البرنامج."
ويرى قواس أن وسائل الإعلام الاجتماعي خلقت فضاء جديدا للناس ليعبروا فيها عما يدور بداخلهم من دون الحاجة إلى أي وسيط، وهو دور لعبته وسائل الإعلام التقليدية في الماضي.
وأضاف "قديما، تم استحداث وظيفة لرجل يدعي رئيس التحرير، وكل ما كان يمارسه هو القمع وفرض الرأي الشخصي المتفرد له على كل ما يعرض أو لا يعرض."
ومضى يقوزل إن "وسائل الإعلام الحديثة وعلى رأسها اليوتيوب جعلت المتلقي النهائي وهو الجمهور رئيسا للتحرير، وبالتالي يسهل قياس حجم إعجاب الجمهور بمادة على حساب الأخرى دون أية أحكام شخصية من أحد، وعطفا على ما سبق، لا يعنيني التواجد على شاشات التلفزيون أبدا، وأحب خوض التجربة مباشرة مع المتلقي الذي أستطيع من خلال ردة فعله تعديل أو تحسين أو حتى الاستمرار كما أنا في تقديم ما أقدم."
رجائي قواس، الذي يعمل مديرا للإبداع والتطوير الإبداعي في شركة خرابيش الأردنية، يحلم بتطوير عروض الكوميديا العربية مستقبلا، إذ يقول: "يجب العمل على أخذ قطاع العروض الكوميدية والمسارح إلى الخطوة التالية، أي إلى مرحلة الاحتراف من تجهيزات وتنفيذ وتسويق، وإذا لم يتجاوب أحد، الله يخليلنا اليوتيوب."