دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- عُرض المسلسل التاريخي الإيراني "يوسف الصديق" في رمضان 2010، ويحكي قصة حياة نبي الله يوسف منذ ولادته وحتى لقائه أباه يعقوب، وقد دُبلج إلى العربية وعرض على عدة فضائيات.
وقد رافق المسلسل جدل كبير حول بعض الحقائق التاريخية، وحول شخصية "يوزرسيف" أو يوسف، التي قدّمت من دون تغطية الوجه كما جرت العادة مع الشخصيات الدينية.
وفي مقابلة خاصة لـCNN بالعربية قال النجم الإيراني مصطفى زماني بطل المسلسل، إن تجسيد شخصية نبي الله يوسف أثرت في حياته كثيراً، وإنه شعر بالخوف في بعض اللحظات خصوصاً أنها أول بطولة مطلقة له.
وفيما يلي نص الحوار:
ما المدة التي استغرقها تصوير المسلسل؟
امتد التصوير قرابة ثلاث سنوات، كنا نبدأ في تمام الرابعة صباحاً وننتهي في الثامنة مساءً، وكان علي الظهور بشكل معين، فغيرت في بعض الأمور الشكلية مثل شعري وبشرتي وحافظت على ذلك طوال ثلاث سنوات حتى لا يظهر أي اختلاف أمام الكاميرا.
كيف انعكس عليك تجسيدك شخصية النبي يوسف الذي عرف تاريخياً ودينياً بأنه من أجمل رجال الأرض؟
شعرت بسعادة كبيرة، رغم يقيني بأني لا يمكن أن أضاهي ولو جزءاً بسيطاً من جمال سيدنا يوسف سواء الداخلي أو الخارجي، لكني شعرت بفخر واصطفاء من الله سبحانه وتعالى لمجرد قيامي بتجسيد دور نبي مرسل من رب العالمين للاستفادة من حياته. أما عن الجانب الروحي والأخلاقي فظللت لفترة طويلة متأثراً بالشخصية، نتيجة لمدة التصوير الطويلة؛ وأصبحت أدعي وأصلي في حياتي الشخصية بنفس طريقة يوسف التي قدمتها في العمل، وتقمصت الشخصية فصرت أتعامل مع المحيطين بي بأخلاق النبي يوسف.
ألم تشعر بالخوف كون هذا هو أول عمل تشارك فيه وتلعب به دور البطولة؟
بالتأكيد شعرت بالخوف في بعض اللحظات، لكني كنت واثقاً من أن الله سيوفقني، فأنا لا أجسد شخصية عادية بل شخصية النبي يوسف.
كيف هيّأت نفسك للدور، وهل قمت بدراسة شخصية "يوسف الصديق" قبل العمل؟
بالتأكيد لم أعش في زمن الأنبياء، ولا أعرف كثيراً عن طريقة حياتهم، لكني اعتمدت في دراستي للشخصية على الإرث التاريخي والديني والروايات التي نسمعها من آبائنا وأجدادنا. وفي أثناء التصوير كنت أحاول دائماً أن أستعيد في مخيلتي طفولتي وبراءتها حتى أزيل عن كاهلي هموم الحياة وأتمكن من تجسيد شخصية طاهرة مثل شخصية سيدنا يوسف.
لاحظنا تقارباً كبيراً بينك وبين الطفل الذي جسد شخصية يوسف الصديق في طفولته، فهل جمعتكما مراحل التدريب حتى يشعر المشاهد بهذا الانسجام؟
بالتأكيد جمعتنا جلسات عمل مشتركة تدّرب فيها الصبي كثيراً، واندمجت شخصيتانا معاً، ما انعكس على الشاشة، فهذا الطفل تربطني به صلة قرابة فهو ابن عمتي وبالتالي صلة الدم لها تأثير.
ماذا عن موقع التصوير؟ وهل رفضت السلطات المصرية السماح بالتصوير على أرضها كما تردد؟
موقع التصوير تم تشييده خصيصاً على أيدي متخصصين في الديكور، حتى يواكب سرد الأحداث. أما عن رفض السلطات المصرية السماح لنا بالتصوير فهذه شائعات. نحن لم نفكر في التصوير على أرض مصر، لأن المعالم التاريخية الآن في مصر تأثرت بعوامل الزمن وليست على نفس حالها، ما يتطلب بناء موقع تصوير في مصر أيضاً يناسب جو العمل وفكرته، لذا استبعدنا الفكرة من البداية.
انتقد كثير من الفقهاء تقديم شخصية "يوسف" من دون تغطية الوجه، كذلك سرد الأحداث، وقالوا إن بعضها مأخوذة من "الإسرائيليات"، فما تعليقك؟
بدايةً هذا العمل يعد دراما تاريخية وليست دينية بحتة، امتدت كتابتها نحو خمس سنوات واستند الكاتب إلى الحقائق التاريخية، واستعان فقط ببعض ما ذكره الدين الإسلامي في الأمور التي لم يجدها مدونة تاريخياً. أما عن موضوع تغطية الوجه فأعتقد أن العالم العربي تفتح وتابع أفلام دينية عالمية تعرض بدون تغطية الوجه، وكان علينا الاستفادة من هذا الانفتاح الفني، فشخصية يوسف لا يمكن تقديمها مغطاة الوجه حتى نتمكن من إظهار تفاصيل الشخصية وتعبيراتها.
قدم المسلسل شخصية الفرعون المصري "اخناتون" على أنه الفرعون الذي عاش سيدنا يوسف في عصره، على الرغم من عدم وجود حقائق دينية أو تاريخية تؤكد ذلك، فماذا قصدتم؟
لم نقصد الملك المصري "أخناتون" فرعون التوحيد بمصر، فقط استخدمنا معنى كلمة "اخناتون" أي الإلهة، فهذا مجرد لقب.
ما هي أكثر الأفلام الدينية التي جذبتك؟
فيلم ألآلام المسيح، "ذا باشن أوف ذا كريست"، فانا أبكي في كل مرة أشاهد فيها الفيلم، وخاصة مشهد الصلب.