طرابلس، ليبيا (CNN) -- فيما تتواصل المواجهات المسلحة بين كتائب الزعيم الليبي، معمر القذافي، و"الثوار" في "أجدابيا" و"مصراتة"، اتهمت المعارضة نظام طرابلس باستخدام التلفزيون الرسمي كمركز للقيادة والسيطرة بعد تضرر خطوط الاتصالات تحت قصف حلف شمال الأطلسي، الناتو، الأمر الذي أعاق السيطرة على القوات القتالية في الميدان.
وقال عضو من المجلس الوطني الانتقالي في مصراتة، إن القذافي يبعث بأوامره إلى القوات عبر رسائل مشفرة يبثها التلفزيون الليبي، و"الثوار" يعملون على فك تلك الشفرات للدفاع عن أنفسهم.
وضرب المسؤول أمثلة منها، أثناء نشرة للأحوال الجوية، قال المذيع بأن عاصفة ترابية كبيرة ستهب جهة الميناء في "مصراتة"، وهو ما لم يحدث، بيد أن كتائب القذافي هاجمت المدينة من ناحية البحر.
وضرب مثالا آخر، وطبقاً لما أورد المعارض، قال مذيع إن نحلة خطت بعسلها اسم القذافي في "درنة"، مهللاً بأن "الواقعة" ليست سوى مؤشر على نصر سوف تحققه كتائب القذافي، وفي اليوم التالي، شنت خلايا نائمة هجوماً على المنطقة.
وفي حادثة أخرى، أعلن مذيع أن طائر وضع بيضة خضراء في منطقة بنغازي، فيما وصفه بـ"المعجزة" و"شارة" على نصر مقبل لكتائب القذافي، وهوجمت المنطقة عينها في اليوم التالي بواسطة خلايا نائمة، على حد زعم المصدر.
ورغم أسابيع من القصف الجوي من قبل مقاتلات التحالف الدولي، لم يبد العقيد القذافي أي مؤشرات للرحيل، بل يواصل تحديه لكل دعوات المجتمع الدولي له بالتنحي، والتي كان آخرها تصريحات الرئيسين الأمريكي، باراك أوباما، ونظيره الفرنسي، نيكولا ساركوزي، ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون.
وفي الأثناء، استمر القتال في عدة مدن ليبية الأحد، إذ سُجلت معارك في أجدابيا ومصراتة بين الثوار، وقوات القذافي، وسط انتقاد المجلس الوطني الانتقالي للخطوات التي تقوم بها قوات حلف شمال الأطلسي "ناتو" مع التشكيك بفاعلية الدور الدولي.
وسقط ستة قتلى و47 جريحاً في مواجهات "مصراتة"، ليل الأحد.
وقال الناطق باسم المعارضة، شمس الدين عبد المولى، لـCNN، إن قوات القذافي تقصف أجدابيا من مناطق تبعد عنها أكثر من 40 كيلومتر.
وأضاف ساخراً: "يبدو أن من يقصفوننا لا يعانون من ظروف جوية سيئة"، في إشارة إلى اعتذار الناتو عن تكثيف تدخل طائراته في المنطقة بحجة أوضاع الطقس.
وأضاف عبد المولى، أن قوات القذافي تستخدم صواريخ غراد وقذائف هاون، وقال: "يظهر أن قوات حلف شمال الأطلسي تريد اللجوء إلى أي عذر كي لا تقوم بواجبها."
ولم تتمكن CNN من الحصول على رد من الحلف حول هذه الانتقادات.