دبي، الإمارات العربية (CNN)-- بعد ساعات من بدأ سريان التكهنات المختلفة حول مصير الزعيم الليبي، معمر القذافي، عبر وسائل الإعلام الدولية، ظهر الأخير في البث الليلي للتلفزيون الرسمي الليبي، الذي عرض مشاهد للقاء جمعه مع من وصفوا بأنهم "أعيان قبائل المنطقة الشرقية" التي تعتبر المعقل الأساسي للثوار ضد نظامه، بينما استهدفت ضربات جوية دولية جديدة معقله في باب العزيزية.
وقال مسؤولون ليبيون لـCNN أن أربعة صواريخ سقطت داخل المقر المحصن للقذافي في وسط العاصمة الليبية طرابلس، وتصاعدت أصوات صفارات سيارات الإسعاف على الفور، وشوهدت بعضها تدخل الموقع دون أن يتضح بشكل فوري ما إذا كان هناك ضحايا جراء القصف.
وبالنسبة لظهور القذافي، فقد جاء من خلال الاجتماع الذي قيل إنه تم في فندق بطرابلس، وقال مقدم التلفزيون الليبي: "لقد التقى القائد مع وفد من وجهاء القبائل في الشرق قبل ساعات، وهذا يظهر الالتحام بين الشعب وقائده، وهم منتصرون بإذن الله."
وعرضت الكاميرا ما يشير إلى تاريخ الحادي عشر من مايو/أيار، ومن ثم بثت لقطات يظهر فيها القذافي وهو يجلس على مقعد مع "الوجهاء" الذين جلسوا مقابله، وقال له أحدهم : "دعني أقول شيئاً أيها القائد العزيز.. أقسم بالله أنك ستنتصر."
وكان الغياب الغامض للقذافي، منذ آخر ظهور علني له قبل ما يقرب من أسبوعين، قد أثار تساؤلات حول مصير العقيد الذي يحكم ليبيا منذ أكثر من أربعة عقود، خاصةً وأن هذا الغياب جاء بعد غارة شنها حلف شمال الأطلسي "الناتو" على العاصمة طرابلس، قالت السلطات الليبية إنها أسفرت عن مقتل أحد أبناء القذافي وثلاثة من أحفاده.
وبدأ هذا السؤال يفرض نفسه بشكل متزايد في الآونة الأخيرة، على المناقشات التي تدور داخل أروقة وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، وكذلك في قاعات الناتو، حول مستقبل العمليات العسكرية التي يقودها الحلف، لفرض منطقة حظر جوي على ليبيا، بموجب قرار دولي، بهدف حماية المدنيين من عمليات القتل والترويع التي تقوم بها القوات الموالية للقذافي، ضد أبناء شعبه.
وكان آخر ظهور علني للقذافي في 30 أبريل/ نيسان الماضي، عندما دعا حلف الأطلسي إلى وقف الهجمات الجوية على بلاده، وهو نفس اليوم الذي استهدفت فيه غارة جوية، شنتها مقاتلات الناتو، أحد المواقع التابعة للزعيم الليبي في العاصمة طرابلس، وهي الغارة التي وصفتها الحكومة الليبية بأنها "محاولة لاغتيال القذافي"، أسفرت عن مقتل أصغر أبنائه، سيف العرب.
وفي أعقاب تلك الغارة، قال المتحدث باسم الحكومة الليبية، موسى إبراهيم، في مؤتمر صحفي عُقد على نحو عاجل، إن القذافي وزوجته كانا متواجدين في منزل سيف العرب، الذي استهدفه صاروخ أطلقته قوات الناتو، إلا أنهما نجيا من القصف وحالتهما "طيبة"، مشيراً إلى أن القصف أسفر أيضاً عن مقتل ثلاثة من أحفاد الزعيم الليبي، الذي اختفى عن الأنظار تماماً منذ تلك اللحظة.
وفي آخر ظهور له، حث القذافي، في كلمة مباشرة بثها التلفزيون الليبي، دول حلف شمال الأطلسي على التفاوض لإنهاء الضربات الجوية، متهماً التحالف الدولي بقتل المدنيين وتدمير البنية التحتية للبلاد، في محاولة للاستيلاء على إنتاجها من النفط، وأكد أنه لا ينوى التنحي أو مغادرة البلاد، وإن بإمكان الليبيين حل خلافاتهم، إذا توقفت غارات الناتو.
ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.
الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.