مدريد، إسبانيا (CNN)-- أكد متحدث باسم رئيس الحكومة الإسبانية، خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو، الخميس، أن مدريد تلقت رسالة من مكتب رئيس الحكومة الليبية، تتضمن "عدة مقترحات يمكن أن تقود إلى وقف إطلاق النار"، دون أن يكشف عن طبيعة تلك المقترحات.
وذكر المتحدث الإسباني أن مكتب رئيس الحكومة الليبية، البغدادي المحمودي، أمين اللجنة الشعبية العامة، وجه الرسالة التي تلقتها مدريد، إلى عدد من العواصم الأوروبية الأخرى، وأضاف أنه لا يمكنه في الوقت الراهن أن يذكر أسماء تلك العواصم.
وتشارك إسبانيا في العمليات العسكرية التي يقودها حلف شمال الأطلسي "الناتو"، لفرض منطقة حظر جوي على ليبيا، بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1973، بهدف حماية المدنيين من حملات انتقامية تشنها القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي.
وكانت إحدى الصحف البريطانية قد كشفت الخميس أن فحوى رسالة ذكرت أن المحمودي يعتزم توجيهها إلى عواصم غربية، يقترح فيها وقفاً فورياً لإطلاق النار، وتتضمن استعداد نظام القذافي لبدء محادثات "دون شروط" مع قادة المعارضة.
وقالت صحيفة "الاندبندنت" إن نظام القذافي عرض أيضاً، بحسب ما جاء في الرسالة التي حصلت على نسخة منها، إصدار "عفو عام" عن الثوار الذين يخوضون معارك طاحنة مع القوات الموالية للزعيم الليبي، منذ منتصف فبراير/ شباط الماضي.
كما أشار رئيس الحكومة الليبية في رسالته إلى أنه سيتم البحث في وضع دستور جديد للدولة العربية، قائلاً إن "ليبيا المستقبل ستكون مختلفة تماماً عن ليبيا قبل ثلاثة شهور"، وتابع، وفق ما جاء في الرسالة، أنه "يجب الإسراع في تحقيق هذا الهدف."
جاء الكشف عن هذه الرسالة بعد يوم من تأكيد الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، ورئيس الحكومة البريطانية، ديفيد كاميرون، خلال مؤتمر صحفي في لندن الأربعاء، التزام بلديهما بمواصلة الضغط على الزعيم الليبي معمر القذافي، إلى أن يتنحى عن السلطة.
وفي وقت سابق الخميس، قال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إنه تحدث مع رئيس الوزراء الليبي، البغدادي المحمودي، وأكد الحاجة الملحة لوقف إطلاق النار وبدء مفاوضات جادة، لبدء المرحلة الانتقالية لحكومة تلبي تطلعات الشعب الليبي.
وقال كي مون، في محادثة هاتفية مع المحمودي، إن مبعوثه الخاص، عبد الإله الخطيب، عقد محادثات مع قادة المعارضة عند زيارته العاصمة الليبية الأسبوع الماضي، مشيراً إلى أنه سيعود مرة أخرى إلى طرابلس.
وعلى صعيد الوضع الميداني، دوت أصداء القصف الصاروخي لليلة الثانية على التوالي في العاصمة الليبية طرابلس، واستمرت حتى فجر الخميس، في غارات تنفذها طائرات تابعة لحلف الأطلسي ضد أهداف تابعة لنظام العقيد معمر القذافي.
وقالت مصادر حكومية إن الغارات استهدفت مدرسة محلية، غير أن حلف الناتو اعتبر أنه لا يمكن في الوضع الراهن التأكد من صحة هذه الإدعاءات، مشدداً على أن الغارات استهدفت تجمعاً للآليات على مقربة من مقر القذافي في "باب العزيزية" وسط طرابلس.